مرونة حماس والقضايا العالقة وضغوط مصر.. ماذا يحدث خلف كواليس مفاوضات الهدنة؟
قال محمد نزال، المسئول في حماس، إن الحركة لا تطالب إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى من صفقة المحتجزين ومفاوضات الهدنة، لكنها تؤكد على ذلك في المراحل اللاحقة، ما يمثل التحول في اتجاهات الحركة الفلسطينية بشأن حرب غزة والهدنة المحتملة، ولكن وفقًا لمصدر مطلع على المفاوضات، فلا تزال المزيد من القضايا العالقة بين الطرفين، حيث تضغط مصر وقطر على كافة الأطراف من أجل التوصل لاتفاق في أقرب وقت.
مرونة حماس وضغوط الأقصى.. مفاوضات الهدنة تشهد تطورات جديدة
وأوضحت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن حماس كانت تصر علنًا على أنها لن توافق على إطلاق سراح المحتجزين مقابل أي شيء أقل من وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، ولكن يبدو أن الضغط من قبل مصر وقطر نجح في إقناع قادة الحركة من أجل التوصل لاتفاق ووقف الحرب قبل شهر رمضان.
وتابعت أن ثمة بعض الشروط التي لم تتنازل عنها حماس والتي تتمثل في انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من المناطق السكنية داخل قطاع غزة.
وعلى جانب آخر، أكدت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن حركة حماس تمارس ضغوطًا كبرى على الاحتلال الإسرائيلي من جانب آخر، بعد الدعوة إلى الاحتشاد في ساحات المسجد الأقصى في أول أيام شهر رمضان.
وتابعت أن مصر وقطر والولايات المتحدة كثفت من المباحثات في الساعات الأخيرة من أجل التوصل لاتفاق ووقف الحرب قبل شهر رمضان المبارك من أجل إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها وتخفيف الأوضاع الإنسانية على الفلسطينيين المحاصرين في القطاع.
وقال إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس، إن الجماعة الفلسطينية المسلحة تبدي "مرونة"، ومستعدة لمواصلة القتال.
وقال مسئولون إسرائيليون وأشخاص مطلعون على المحادثات إنه على الرغم من إشارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع إلى أن الاتفاق قريب، إلا أن هناك خلافات كبيرة حول الاتفاق لا تزال قائمة.
وقال شخص مطلع على المحادثات: "الفجوات كبيرة للغاية، وهناك سوء فهم مفاهيمي بين الجانبين حول ما هو أكثر أهمية - وقف إطلاق النار أو المحتجزين".
وأوضحت الصحيفة أن الخوف الأكبر هو أن شهر رمضان غالبًا ما يشهد تصاعد التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين حول المسجد الأقصى، ثالث الأماكن المقدسة الإسلامية، ويُعدّ نقطة اشتعال مستمرة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده.
وكانت الولايات المتحدة ووسطاء آخرون يائسون من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين ووقف الحرب في غزة قبل شهر رمضان، خوفًا من أن يؤدي الشهر الكريم إلى مزيد من التصعيد في أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة وفي جميع أنحاء المنطقة.
وقال بايدن هذا الأسبوع إن الاتفاق أصبح "قريبًا" وأعرب عن أمله في أن يتم التوصل إليه خلال أيام، وتحدث بعد أن قال وسطاء إنهم أحرزوا تقدمًا بعد اجتماع لمسئولين أمريكيين وإسرائيليين وقطريين ومصريين في باريس الأسبوع الماضي، لكن قادة إسرائيل وحماس رفضوا منذ ذلك الحين فكرة أن أي انفراجة كانت وشيكة.
وتعثرت المحادثات منذ أسابيع بسبب رفض إسرائيل إصرار حماس على أن أي هدنة لإطلاق سراح المحتجزين يجب أن تنتهي بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
وتابعت الصحيفة البريطانية، أن هناك نقطة شائكة رئيسية أخرى بالنسبة للمفاوضين الإسرائيليين وهي عدد الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك بعضهم الذين يقضون عقوبة السجن المؤبد بتهمة القتل، الذين سيتم إطلاق سراحهم بموجب الاتفاق.
وبعد وقت قصير من تصريحات بايدن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "كان يقود حملة دبلوماسية لمنع الضغوط الرامية إلى إنهاء الحرب قبل الأوان، وتأمين دعم قوي لإسرائيل".