سلوى بكر: "مقامات الغضب" رواية تقدم خطابًا مناهضًا للإخوان
قالت الروائية والأديبة سلوى بكر إن كونفوشيوس يقول: "احرص دائمًا على ألا تكون الأول، وأخالف هنا ما ذهب إليه كونفوشيوس لا تصدر الحديث عن رواية "مقامات الغضب"، حيث أكدت أن إعجابها بالرواية لكونها تأتى من الخطاب المناهض للإخوان وهو ما تم وضع هذا في سياقه الفني والأدبي.
وأشارت بكر، خلال فعاليات مناقشة رواية "مقامات الغضب" للإعلامية د. صفاء النجار، منذ قليل في ورشة الزيتون، إلى أن هناك كتابًا للناقد والأكاديمي الكبير شوقي ضيف يبحث في جنس المقامة وتاريخ نشأتها عند العرب، ويرى المقامة أنها خطاب أو حديث أدبي بليغ، وهكذا عندما وقعت عيني على عنوان رواية "مقامات الغضب" استدعيت شوقي ضيف وكتابه، ولفتت إلى أن شوقي ضيف يؤكد أن المقامة لم تكن يومًا قصة.
وأضافت بكر أن عنوان الرواية يعبر عن خطاب ما، فهي جملة من الخطابات المتعلقة بأسرة مصرية، يمكن أن نطلق عليها أسرة ميسورة، بمعنى أنها "الشريحة العليا من الطبقة الوسطي"، هذه الخطابات تتعلق بالأسرة وما حولها، فقد عاشت تقلبات حياتية بدءًا من الإقطاع وصولًا للثورة 1952، هم في موضع قريب من السلطة ولكن لا يمثلونها.
وتابعت أن الجد في رواية "مقامات الغضب" جاء ممثلًا لأحد فروع السلطة كونه يعمل ضابطًا بجهاز أمن الدولة، بينما جاءت الأم مقهورة بدرجة ما، ويأتي الجد مناصرًا للحفيدة "أروى"، ويأتي أشرف نموذجًا جديدًا في السعي للربح واكتناز الأموال، ولفتت بكر إلى أن هذه شخوص ليست مفتعلة، هى جزء من السياق الحياتي والطبيعي، نلتقيها في يومنا.
وأشارت بكر إلى أن كل الشخصيات في الرواية بلا قضية حقيقية، وتأتى ثورة يناير كشخصية ديكورية، لا تشغلها إشكاليات حقيقية، هي شخصيات ترغب في خلاص ما، ليأتي المشهد النهائي بمثابة قفز عن السياق.
وتابعت أن هناك خبرة حياتية لدى النجار ممزوجة بالخيال، إلى جانب المرجعيات الثقافية المتنوعة، المتعلقة بالأدبيات الدينية والصوفية أضافت إلى العمل، ولفتت بكر إلى أن مستوى الخطاب جاء أحيانًا أعلى من الشخصيات. على سبيل المثال ذهاب الجد لشرب القهوة بـ"جروبي"، ويقابل حفيدته ويوبخها ويقارن حياته وما عاشه بالوضع الراهن.
كما لفتت بكر إلى أن غياب مقامة عن شريف الذي يعد نموذجًا حقيقيًا يعيش في مجتمعنا ببحثه عن قواعد النفوذ والمصالح، لم نجد صوته واضحًا.