متخصصون: التطور التكنولوجي ساعد الموسيقيين في توصيل إبداعهم للجمهور
أكدت دكتورة رشا إسحق عضو بمجلس الشيوخ، خلال أمسية التقاطع بين العلوم والموسيقي، على أن الموسيقى معيار لتقدم المجتمعات.
التعليم بالموسيقى له أثر إيجابي على المهارات الإبداعية
وقالت “إسحق”، خلال اللقاء الذي نظمه المجلس الأعلي للثقافة بعنوان التقاطع بين العلوم والموسيقي: أكد الفيلسوف أفلاطون وغيره أن الموسيقى هي أساس التقدم.
وأضافت أن تكامل التعليم الفني له دور في تنمية المهارات عند الأطفال والتعليم بالموسيقى له أثر إيجابي على المهارات الإبداعية، وأن للموسيقى تأثيرها، ليس فقط في الطفولة لكن الجنين في رحم أمه يتأثر بالموسيقى، فهي تعلم الطفل كيف يعبِّر عن نفسه بشكل عفوي، ومثلما تحتاج أجسادنا إلى الغذاء، فالموسيقى غذاء للروح، فهي تعبّر عن كل مشاعر تدور بداخلنا من فرح وحزن، كما أن الموسيقى تاريخ الشعوب الملحن والمنغوم.
ولفتت “إسحق” إلي أن الفن هو العنصر الوحيد الذى يرافق الناس في كل حالاتهم المزاجية، وهو وسيلة صحية للتخلُّص من الأفكار السلبية والمفاهيم المغلوطة، ويحمل الفن رسائل خاصة في تطوير الوجدان العام مثل الأغاني الوطنية، والموسيقى تعزِّز من التواصل الاجتماعي بين البشر وتزيد من شعورهم بالانتماء، وكثير من المعالجين النفسيين يستخدمون الموسيقى في المساعدة في علاج كثير من الأزمات النفسية، وأضافت في نهاية مداخلتها طلبًا من وزارة الثقافة في توزيع عادل للثقافة في كل ربوع مصر خصوصًا في المناطق الحدودية والأكثر احتياجًا.
ومن جانبه، قال دكتور فتحي صالح سفير مصر السابق باليونسكو: أن المعرفة تقدَّمت بصورة ملحوظة في مصر بدءًا من بداية الدولة القديمة. كان من الطبيعي أيضًا أن يكون فيثاغورس الذي عاش في مصر 21 عامًا، ويعد رائدًا في علم الرياضيات، وكذلك العالم الرياضي إقليدس تعلَّم الكثير من الرياضيات والهندسة والمعرفة الموسيقية التي نُسِبَت إليه خلال وجوده في مصر.
وأضاف خلال أمسية التقاطع بين العلوم والموسيقي:أن الكمال ينعكس أيضًا في الأعمال الفنية المتمثلة في تلك التماثيل التي أنتجت بكثرة خلال العصر الفرعوني بدءًا من الدولة القديمة.
فالعالم كله على سبيل المثال يقف بإعجاب وذهول أمام تمثال الملك خفرع المصنوع من الجرانيت الأسود الصلب، وكذلك تلك التماثيل الثلاثية الرائعة الموجودة بالمتحف المصري بالقاهرة.
في الواقع فإن كلًّا من الموسيقى والموسيقيين حظوا باهتمام قومي سواء على المستوى الشعبي أو المستوى الملكي، وكذلك مستوى الإنشاد الديني، وأكثر من ذلك فإن النصوص الموجودة على جدران المعابد والمقابر تؤكّد المكانة الخاصة للموسيقيين سواءً بين العامة أو الطبقة الحاكمة.
علم الصوت فرع من فروع الفيزياء
وبدوره أكّد الدكتور هشام عنين، الأستاذ بقسم هندسة الصوت بالمعهد العالي للسينما، في ندوة التقاطع بين العلوم والموسيقي، علي أن هناك تكاملًا وارتباطًا وثيقًا بين العلوم الصوتية وعلم الموسيقى، إذ يثري كلٌّ منهما الآخر، فجوهر الموسيقى هو الصوت وعلم الصوت هو فرع من فروع الفيزياء يشرح كيفية تأثير الموجات الصوتية على الإدراك البشرى وكيفية إنتاج النوتات الموسيقية ونقلها وتفسيرها.
وقال كان لعلم الصوت تأثير كبير على بناء الآلات الموسيقية، كما تساعد المبادئ الموسيقية المعماريين على تصميم غرف تعمل على تحسين جودة الصوت، ما يضمن أن تبدو الموسيقى واضحة وغنية وتحسن التجربة السمعية للجمهور.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي هو فرع من علوم الكمبيوتر يهدف إلى إنشاء أنظمة يمكنها أداء المهام التي تتطلَّب ذكاء بشري مثل الاستدراك والتعلم واتخاذ القرار وتتضمَّن مجالات الذكاء الاصطناعي تطوير الخوارزميات والبرامج الحاسوبية التي يمكنها تحليل البيانات، والتعلم منها وعمل قرارات بناء على هذا التحليل، وقد نتج عن تطور الصوت الرقمي ما يُعرف بمحطات العمل الصوتية الرقمية.
وقالت الدكتورة رانيا يحيى عميد المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، خلال أمسية التقاطع بين العلوم والموسيقي: أن النجوم والسماء وكل الحركات الكونية والشعائر الدينية والفنون كل ذلك به موسيقى، وقالت إن التطور التكنولوجي ساعد الموسيقيين في توصيل إبداعهم للجمهور، وعلى جانب آخر التقدم الكبير في التكنولوجيا قلَّص الإبداع، ما أثر بشكل سلبي على المبدعين.