بعد استهداف الاحتلال.. برنامج الغذاء العالمى يوقف المساعدات الغذائية عن شمال غزة
أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنه سيوقف توزيع المواد الغذائية في شمال غزة إلى أن تسمح الظروف في القطاع الفلسطيني بالتوزيع الآمن.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه تقرير مدعوم من الأمم المتحدة أن واحدًا من كل ستة أطفال تحت سن الثانية في شمال غزة يعاني من "سوء التغذية الحاد".
وقالت منظمة الأغذية والزراعة ومقرها روما، في بيان مساء الثلاثاء: إن "قرار وقف تسليم المساعدات إلى شمال قطاع غزة لم يتم اتخاذه باستخفاف، لأننا نعلم أنه يعني أن الوضع هناك سيتدهور أكثر ويواجه المزيد من الناس خطر الموت جوعًا"، بحسب رويترز. وتحذر الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق في الشمال منذ ديسمبر.
حشود ونهب وإطلاق نار
وبحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن القرار يأتي بعد أن عانى عمال الإغاثة يومي 18 و19 فبراير من "الفوضى الكاملة والعنف بسبب انهيار النظام المدني"، وورد أن الطواقم واجهت حشودًا وإطلاق نار ونهبًا.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد استأنف يوم الأحد تسليم المساعدات الغذائية إلى الشمال بعد توقف دام ثلاثة أسابيع عقب هجوم على شاحنة تابعة لوكالة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا" و"غياب نظام فعال للإخطارات الإنسانية".
وبدأت قافلة من الشاحنات تشق طريقها نحو مدينة غزة، لكنها تعرضت لهجوم من حشود جائعة عند دخولها المدينة وفي اليوم التالي، تم نهب شاحنات برنامج الأغذية العالمي بين خان يونس في الجنوب ودير البلح في وسط غزة، وتعرض سائقها للضرب.
أزمة الغذاء خطيرة بشكل خاص في الشمال
وأمرت إسرائيل، التي بدأت هجومها في 7 أكتوبر، 1.1 مليون مدني فلسطيني بإخلاء جميع المناطق شمال وادي غزة والبحث عن مأوى في الجنوب. وبينما اتبع معظم السكان الأمر، اختار العديد منهم البقاء أو لم يتمكنوا من الفرار، حيث طوقت القوات الإسرائيلية المنطقة.
وفي يناير، قالت الأونروا: إن "ما لا يقل عن 300 ألف شخص بقوا في شمال غزة يعتمدون على مساعداتها من أجل بقائهم على قيد الحياة، وكانت عمليات تسليم المساعدات إلى الشمال نادرة وتعتمد على التصاريح الأمنية من الجيش الإسرائيلي".
وحذرت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة - برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"- يوم الاثنين من أن الغذاء والمياه الصالحة للشرب "نادرة للغاية"، وأن الأمراض منتشرة على نطاق واسع في غزة.
وقد أدى هذا الوضع إلى زيادة كبيرة في معدلات سوء التغذية الحاد في غزة بعد أكثر من أربعة أشهر من الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.
وقالت الأمم المتحدة إنه تم التخطيط للقيام بـ 77 مهمة في الفترة ما بين 1 ينايرو15 فبراير، لتوصيل المساعدات إلى شمال قطاع غزة. ومن بين هذه المهام، تقول الأمم المتحدة: "تم تسهيل 12 مهمة من قبل السلطات الإسرائيلية، وتم تسهيل ثلاث منها جزئيًا، وتم إعاقة 14 مهمة، ومُنعت 39 مهمة، وتم تأجيل تسعة".