أوجه التشابه بين فرقة "الحشاشين" والإخوان والتنظيمات التي خرجت منها

منذ أن أسس حسن البنا جماعة الإخوان الإرهابية، وتبنت الاغتيالات مبدأ أساسي وأصيل في نهجها، وهو الذي اقتبسته من فرقة "الحشاشين"  محور المسلسل الذي تقدمه الشركة المتحدة في الموسم الرمضاني الدرامي 2024.

أوجه التشابه بين فرقة "الحشاشين" والإخوان والتنظيمات التي خرجت منها

تبنت جماعة الإخوان الإرهابية العنف والقتل والاغتيالات منهجا رئيسيا منذ ظهورها في العام 1928 علي يد مؤسسها حسن البنا. فمن قتل القاضي أحمد الخازندار، مرورا بقتل رئيس الوزراء فهمي النقراشي، وصولا إلي اغتيال النائب العام الأسبق هشام بركات وغيرها المئات من العمليات الإرهابية التي قامت بها ضد الشعب المصري وغيرها من الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي خرجت من رحمها، كالتكفير والهجرة، مرورا بالجماعات الإسلامية وصولا إلي تنظيم القاعدة وداعش. 

وهو ما تتشابه فيه هذه التنظيمات والجماعات الإرهابية مع فرقة  "الحشاشين"  إلي حد التطابق، وهو ما يذكره برنارد لويس في كتابه “الحشاشون فرقة ثورية في تاريخ الإسلام”، وكيف أن قتل عضو فرقة "الحشاشين" لضحيته  لم يكن عملا من أعمال الإيمان فحسب وإنما كانت له أيضا طقوس ذات طبيعة مقدسة، فمما له دلالة خاصة أن الحشاشين في كل الاغتيالات التي مارسوها سواء في فارس أو سوريا كانوا يستخدمون الخنجر دائما ولم يلجأوا مطلقا إلي القتل بالسم أو السهام بالرغم من أن القتل بمثل هذه الطرق البديلة يكون في بعض الحالات أكثر سهولة وأمنا، وكان الحشاش القاتل يمسك به في كل الحالات تقريبا فلا يحاول الهرب بل هناك ما يدعو إلي الاعتقاد بأنهم كانوا يعتبرون البقاء علي قيد الحياة بعد إنجاز المهمة أمرا مخجلا.

وهو ما رأيناه في أغلب أو معظم العمليات الإرهابية التي قامت بها جماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات التي خرجت من عباءتها، وتعكسه ظاهرة الانتحاريين سواء في القتل بالسيارات المفخخة أو الأحزمة الناسفة، عندما يفجر الإرهابي نفسه في التجمعات الكثيفة ليوقع أكبر عدد من الضحايا.

الانتشار وسط كافة أطياف المجتمع

كما تتشابه جماعة الإخوان وغيرها مع فرقة "الحشاشين" ، بتغلغلها وسط أطياف عدة من طبقات المجتمع، دون قصرها علي طائفة دون الأخري. يقول “لويس”: تعددت هذه الروابط وأصبحت أكثر شمولا وامتدت من الطبقات الدنيا إلي الوسطي بل والطبقات العليا في المجتمع". وهو ما رأيناه أيضا في جماعة الإخوان الإرهابية، فكما ضمت في تأسيسها الأول حلاق ونجار وحداد، ضمت لاحقا قضاة كـ “منير الدلة”  وحسن العشماوي الذي كان وكيلا للنائب العام. وهو ما رأيناه أيضا بعد تولي محمد مرسي حكم مصر في العام 2012، وكيف كشف أعضاء جماعة الإخوان عن أنفسهم وانتمائهم للجماعة.

لم يقف التشابه علي التوغل داخل المجتمع المصري، بل أيضا ما يعكسه التنظيم الدولي للإخوان وانتشاره خارج مصر، وهو ما فعلته فرقة "الحشاشين"   واقتبسته منهم الإخوان وغيرها، يقول لويس: "هذه الروابط كانت من أنواع متعددة، فبعضها كان إقليميا بصفة أساسية يظهر في الأحياء أو المدن وله مهام مدنية ــ الخدمات التي كانت تقوم بها جماعة الإخوان في القري والأحياء البعيدة عن عين الدولة ــ أو بوليسية أو حربية، وبعضها يظهر في مجتمعات مهنية تقترن بجماعات محلية أو عرقية أو دينية، وربما تكتسب أيضا دورا اقتصاديا وغالبا ما تظهر في شكل روابط للشباب أو الرجال الذين في مقتبل العمر، ويكون لها مناصب وطقوس تميز الوصول إلي سن البلوغ أو الرجولة. وكان هدف "الحشاشين" ، إشاعة الفوضي والقضاء علي النظام السني.

الكتمان والتسلسل العنقودي

انتهجت فرقة "الحشاشين"، الكتمان والسرية حولها، فكل فرد منها لا يعرف بقية أفراد الفرقة، أو ما يعرف حديثا بالتسلسل “العنقودي”، فلا يعرف عضو التنظيم السري من هم أفراد بقية التنظيم، حتي إذا ما قبض عليه لا يعترف علي البقية، وهو ما تنتهجه جماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات الإرهابية الحديثة. 

ومن مراسم وطقوس انضمام عضو فرقة "الحشاشين"  إليها، قسم الولاء لمؤسس وقائد الفرقة حسن الصباح، هذا القسم يكون علي السيف والمصحف وهو راكع أمام حسن الصباح وبعدما ينتهي من قسمه يقبل يد الصباح. وهو ما رأيناه أيضا في قسم عضو جماعة الإخوان علي المسدس والمصحف في غرفة مظلمة وتقبيل يد المرشد، بل أن شعار جماعة الإخوان يحمل السيف والمصحف.