طريق إلى ليلة الرحيل.. محمد الشماع يكشف الكواليس الأخيرة في حياة “عبد الناصر”
صدر حديثًا عن دار المصري للنشر والتوزيع، للكاتب محمد الشماع، كتاب يحمل عنوان "عبد الناصر.. طريق إلى ليلة الرحيل"، وتواصلت “الدستور” مع الكاتب محمد الشماع، للكشف عن تفاصيل كتابه الجديد، وبداية فكرة الكتاب وكواليس العمل.
ماذا يرصد الكتاب؟
يقول “الشماع” في تصريحات خاصة لـ"الدستور": الكتاب يرصد الأسابيع أو الشهور الأخيرة في حياة جمال عبدالناصر، من واقع مذكرات السياسيين الذين كانوا شهود لتلك الأيام عن قرب، ومن واقع الأرشيف الصحفي الذي رصد بدقة أحداث تلك الأيام وانعكاساتها على عبدالناصر، سياسيا وصحيا أيضًا".
ويعد العبأ اللأكبر على الكثير من الكتاب، البداية، وهو ما سعى الشماع لجذب انتباه القارئ من خلال بدايته المشوقة، فيشير الكاتب إلى "بدأت الكتاب بالنوبة القلبية الأولى التي أصابت جمال عبد الناصر، انتهاء بدفنه في مسجد جمال عبدالناصر في منشية البكري".
بداية الفكرة
وعن بداية فكرته في الكتابة عن ليلة رحيل عبد الناصر، يروي محمد الشماع- وهو قد أنجز عدد من تجارب الأفلام الوثائقية- قائلًا: لحظة رحيل جمال عبد الناصر لم تغب عن فكري، فهي من أحد من اللحظات المؤثرة، التي كنت أود أن أنفذها في عمل فيلم وثائقي، وهذه النصف ساعة التي سبقت رحيل عبد الناصر، هذه الليلة بأكملها كانت حاضرة في خيالي.
ويسطرد “الشماع”: “فكرة الفليم كانت في ذهني، ولكني اعتبر تنفيذها صعب، ففكرت أحولها لكتاب يحمل إسمي، وإذا تحمس أحد صناع السينما لتكون فيلم وثائقي، فهي موجود تنتظر التنفيذ، ومنها بدأت الكتابة منذ أكثر من 6 أشهر، في تجميع المادة وقراءة مذكرات المقربين من جمال عبد الناصر، الذين كشفوا عن تفاصيل خاصة في يومياته، وأشياء كانت فاصلة كطريق عبد الناصر نحو الموت، سواء السياسي، أو الإنساني”.
توثيق ليلة رحيل عبد الناصر
ويشير محمد الشماع إلى أن ليلة رحيل عبدالناصر من الليالي التي كان يرغب لو عايشها، قرأ عنها كثيرًا، روايات مختلفة ومتعددة، سواء في غرفته التي رحل فيها، أو في عموم مصر، ماذا كان يرتدي؟ وما الكلمات الأخيرة التي قالها؟ من طان بجواره في الغرفة؟ وما حدث بعد ذلك في حجرات بيته الآخرى، وفي غرقة مكتبه وفي كل شبر على أرض البلد دي؟
ومن أجواء الكتاب:
في العاصمة، أغلقت المحال أبوابها، واتشحت السيدات بالملابس السوداء الباهتة. تلاوة القرآن سُمعت في عموم مصر من مكبرات الصوت في المساجد. حالات إغماء عديدة، وسيارات إسعاف تجوب الشوارع وتعجز عن اختراق الحشود التي بدأت تتجمع في عدة مناطق. كانت أبرزها وأكثرها ازدحامًا منطقة القصر الجمهوري، حيث تجمع نحو مليون شخص ينشدون أغنيات متداخلة وهتافات أكثر تداخلًا، كانت انفعالات الناس عنيفة جدًا، وكان الشباب يتسلقون العمارات الشاهقة وقطارات المترو ويجلسون إلى جوار أسلاك الكهرباء. لم يعد أحد منهم يشعر بأي خطر. فقد مات كبيرهم.
رحل جمال عبدالناصر وعمره 52 عامًا فقط. رحل وفي عنقه مسؤولية هزائم قاسية ونصر قريب. رحل مُباغتًا آمال من وضعوا في عنقه هذه المسؤولية، سواء من المؤيدين الداعمين أو من الذين كرهوا طريقته في إدارة الدولة. رحل وقد تحقق نصف الحلم الذي هو في جهة لم يتحول إلى كابوس، وفي جهة أخرى لم يتحول إلى حلم كامل. رحل بعد أن سلك طريقًا غير ممهد صحيًا وإنسانيا، ولكنه طريق يستحق أن نرصده ونرويه.
من هو الكاتب محمد الشماع؟
هو صحفي وباحث وسيناريست وصانع أفلام وثائقية، من مواليد أكتوبر 1979، يعمل في مؤسسة «أخبار اليوم»، صدر له ستة كتب «أيام الحرية» و«الشعب يبدي رأيه في كل ما حدث» و«حكايات من دفتر صلاح عيسى» و«السرايا الصفرا» و«المتمرد.. سيرة حياة عمر خيرت» و«الشوارع الخلفية».
وشارك في كتابة السيناريو والحوار لمسلسل «رسالة الإمام» 2023. حصل على جائزة نقابة الصحفيين في العام 2021، ووصل بسيناريو فيلم «هبوط حاد في الدورة الدموية» إلى القائمة القصيرة لجائزة ساويروس – فرع كبار الكتاب.
اقرأ أيضًا..