كتّاب: الحضارة المصرية القديمة حظيت باهتمام الدنيا.. والملكة "تى" أنقذت الدولة المصرية
تحدث الكاتب عبد الله مهدى، رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة باتحاد كتاب مصر، خلال ندوة قراءات في مصر القديمة، والتي تعقد بالاتحاد، عن مدى عظمة الحضارة المصرية القديمة، وكيف حظيت باهتمام العالم شرقه وغربه.
إعادة قراءة الحضارة المصرية القديمة
وأوضح “مهدي”: أن الحضارة المصرية القديمة قد حظيت باهتمام الدنيا كلها، حتى أنها خصت بعلم من علوم الآثار، ألا وهو علم المصريات، الذى يختص بدراسة تاريخ مصر القديمة وعمارتها، ولغتها وآدابها، وفنونها من الألفية الخامسة قبل الميلاد، حتى نهاية ممارساتها في القرن الرابع الميلادى.
وأكد “مهدى” علي: أننا في حاجة ماسة لإعادة قراءة هذا الميراث الفكرى والثقافي لعلماء المصريات أجانب ومصريين وإعادة قراءته بشكل تحليلى، يوظف مهارة التفكير الناقد، من خلال ملاحظة جميع التفاصيل التى تقرأ، وغربلتها حتى نخلص إلى الاستفادة الكاملة.
ومن جانبه تحدث دكتور حسين عبد البصير عن الحضارة المصرية القديمة، من خلال عرضه لكتابه “أسرار الأهرامات”، مشيرا إلى: أن الأهرامات المصرية من أكثر الآثار التي تثير خيال الناس في العالم كله، ويحاول هذا الكتاب أن يجيب عن الكثير من الأسئلة مثل: لماذا بنى المصريون القدماء الأهرامات؟ وكيف بنى المصريون القدماء الأهرامات؟ وما أول هرم في تاريخ العمارة المصرية القديمة وفي تاريخ العالم؟ وما عدد الأهرامات المصرية القديمة؟ وما آخر هرم تم بناؤه في مصر القديمة؟ وما هم مجانين الأهرامات؟ وهل بنى البعض أو كائنات فضائية الأهرامات المصرية؟ وهل هناك علاقة بالماسونية والأهرامات؟ وغيرها الكثير والكثير من الأسئلة تشغل وما تزال أذهان الجميع حول العالم.
وأكد عالم المصريات حسين عبد البصير أن هذا الكتاب المهم سعى فيه لتوضيح الحقائق العلمية الأثرية عن الأهرامات المصرية بطريقة علمية مبسطة تقدم أحدث المعلومات عن الأهرامات المصرية منذ أقدم العصور إلى عصر الدولة الحديثة.
ويعد كتاب (أسرار الأهرامات) أهم كتاب حديث يتكلم بلغة عربية علمية مبسطة في مجلد واحد مثل كتاب أسرار الأهرامات، إنه محاولة جادة وجديدة لتقديم الأهرامات المصرية وفقا لأحدث الاكتشافات الأثرية في مصر.
المصرى القديم وصل إلى مستوى متميز من الرقي الخلقى
وفي حديثه عن الحضارة المصرية القديمة، تناول الروائي محمد الجراح الدين والسياسة في مصر القديمة، مشيرا إلى أن المصرى القديم وصل إلى مستوى متميز من الرقي الخلقي، عمل بدأب على فلسفة الحياة من حوله ومن ثم بدأ في مراقبة ودراسة الظواهر المختلفة من حوله، فالسماء بها من الأسرار ما لا يعرفه البشر، والأرض إن جادت له ببعض خيرها، فإن فيها هى الأخرى ما لم يدركه فنظر إلى الرياح والعواصف والفيضان وغيرها، وما فاق قدراته ساسه بالتدين فعظم قوى أخرى.
وانتقل “الجراح”، خلال حديثه عن الحضارة المصرية القديمة، إلى نظريات الخلق، فذكر بأننا لا ننفى تأثر المصرى القديم بشرائع سماوية ربما ظهرت في ذلك التاريخ القديم، ولكننا للأسف لا نستطيع إثباتها بما نملكه من ٱثار.
وتوقف الجراح مع قصة الخلق الأول، وكانت نظرية عين شمس الأقدم، واستمرت طوال حكم الأسرات المصرية، وتعد الأهرامات رموزا لعبادة “رع”، كما احتوت أسماء ملوكها على اسم رع ( جدف رع / خفرع / منكاورع...)
وظل “رع” هو الأبرز وديانته الأولى حتى نافسه “آمون” اعتبارا من عصر الدولة الوسطى، والتصق اسمه بأسماء كثير من الملوك، كما تسيد لفترة في عصر الدولة الحديثة، وٱخى المصريين بين الإلهين وبرز لنا إله جديد هو “آمون رع” وقد عاد اسم رع ليلتصق بأسماء الملوك ومنهم الرعامسة. ورغم تعدد المعبودات / الأرباب، إلا أن المصرى القديم استطاع أن يدير تلك المنظومة ويفسرها بما يرضى نفسه التواقة إلى المعرفة والاحتكام إلى شريعة تنظم العلاقة بين البشر والخالق...
وتطرق “الجراح” إلى عظمة الملكة “تي” أعظم الشخصيات النسائية المصرية، لأنها استطاعت أن تدير أزمة بمنتهى الحكمة والذكاء لتنقذ عرش مصر وتحافظ على الدولة المصرية، في ظرف عصيب كادت فيه الدولة المصرية أن تسقط من جديد بعد الدعوة الدينية التى أطلقها ابنها الملك أمنحوتب الرابع “إخناتون” وصدامه مع كهنة ٱمون. إلى أن حل “حور محب” ملكا على عرش مصر قادما من المؤسسة العسكرية المصرية وأعاد الاعتبار للدور المصرى في الخارج، حتى خلفه رمسيس الأول الذى أسس الأسرة التاسعة عشر وعصر الرعامسة ومن بعده أتى سيتى ثم رمسيس الثانى الذى تصادم مع الحيثيين غير مرة حتى انتهى الأمر معهم باتفاق السلام الشهير.