بعد تضاعف معدلات الإصابة في أوروبا ..هل تنتشر "الحصبة" في مصر أيضًا؟
حالة من الذعرأصابت المجتمع الأوروبي، بسبب انتشار مرض الحصبة الذي يعرف بأنه مرض ليس له علاج، إذ سجلت الإصابة به أرقامًا ضخمة في أيام معدودة، حتى اعتبره الكثيرون الوباء الحالي لأوروبا.
وتثبت الأرقام الانتشارالكبير للحصبة داخل القارة الأوروبية العام المنصرم إذ تم الابلاغ عن 30 ألف حالة إصابة بالحصبة فى 40 دولة أوروبية عام 2023، مقارنة بـ 941 إصابة خلال عام 2022 بأكمله، وقامت كلًا من رومانيا والمملكة المتحدة بإعلانه "وباء وطنى".
ووصفت منظمة الصحة العالمية هذا الانتشار بأنه ارتفاعًا "مثيرًا للقلق" بمقدار30 ضعفًا في حالات الإصابة بالحصبة في أوروبا العام الماضي.
"كورونا السبب"
حسب منظمة الصحة العالمية يرجع أسباب تزايد معدلات الإصابة بالحصبة خلال الفترة الأخيرة إلى انخفاض عدد الأطفال الذين تم تطعيمهم ضد المرض خلال تفشي جائحة كوفيد.
وأوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا إلى أنه نتيجة لذلك يوجد أكثر من 3.4 مليون طفل تحت سن 16 عامًا معرضين لخطرالإصابة بالمرض موضحة أنه يتم الاتصال بالملايين من الآباء ومقدمي الرعاية لتذكيرهم بموعد تطعيم أطفالهم بشكل كامل ضد الحصبة.
الأرقام تثبت قلة التطعيمات بسبب كورونا
حسب منظمة الصحة العالمية تلقى في عام 2022، نحو 83% من أطفال العالم جرعة واحدة من لقاح الحصبة بحلول عيد ميلادهم الأول من خلال الخدمات الصحية الروتينية، وهو أدنى مستوى منذ عام 2008.
عام 2021 شهد معدلات وفاة مرتفعة بسببها
في عام 2021 وعلى الرغم من توافرلقاح آمن وفعَّال من حيث التكلفة، قدر حوالي نحو 128،000 وفاة ناجمة عنها على مستوى العالم معظمها بين الأطفال دون الخامسة غير المُطعَّمين أو الذين لم يتم تطعيمهم بقدر كافٍ.
والحصبة هي مرض شديد العدوى يسببه فيروس، وينتشر بسهولة عندما يتنفس الشخص المصاب أو يسعل أو يعطس، ويمكن أن يسبب مرضًا وخيمًا ومضاعفات وحتى الوفاة.
ويمكن أن تؤثر الحصبة على أي شخص ولكنها أكثر شيوعًا عند الأطفال، وهي تنقل من إصابة الجهاز التنفسي إلى جميع أنحاء الجسم، وتشمل أعراضها الحمى الشديدة والسعال وسيلان الأنف وكذلك الطفح الجلدي في جميع أنحاء الجسم.
الوضع في مصر
أما عن مصر ومرض الحصبة أكد الدكتور شريف أبو حتة استشاري الطب الوقائي في حديثه "للدستور" أن الوضع في مصر يختلف عن الوضع في دول أوروربا، مرجعًا ذلك إلى أن مصر تدخل التطعيم منها ضمن التطعيمات الإجبارية.
وأوضح أن التطعيم ضدها يتم تناوله مرتين في مصر للمولود، المرة الأولى في الشهر التاسع والثانية في الشهر الثامن عشر موضحًا أن ذلك يرجع إلى أن جسم الأم يٌطلق أجسامًا مضادة تحمي جسم الطفل قبل هذه الفترة وتنتهي بينها.
وأضاف أبو حتة أنه نظرًا لنظام التطعيم الناجح الذي تتبعه مصر، فإن معدلات الإصابة بها قليلة للغاية، وأن الحصبة بشكل العام تصيب الشخص مرة واحدة مشيرًا إلى أن ذلك لايمنع الإصابة بها حتى في حال التطعيم، ولكنها ستكون بدرجة أقل شدة.
ولفت استشاري الطب الوقائي إلى أن موسم الشتاء هو موسم انتشار العديد من الأمراض من بينها الحصبة موضحًا أنه مرضًا تنفسيًا يصيب الجهاز التنفسي، ومن أعراضه ارتفاع درجات الحرارة، والسعال، وتظهر أعراضه على الجلد ببقع حمراء تتحول إلى اللون الأسود.
وأكد شريف على أنه حتى في حال تطعيم الأطفال ضد الحصبة يجب المتابعة الجيدة لصحتهم، وفي حال ظهر عليهم أيًا من أعراضها، يجب التوقف فوريًا عن النزول بهم إلى الشارع نظرًا لكونها من الأمراض المعدية، كما أن أدنى مجهود أثنائها يقلل المناعة ويتيح الفرصة لاشتداد المرض.
مصر خالية من الحصبة وقت انتشارها في أوروبا
يُذكر أنه في عام 2022 وفي الوقت الذي كانت تعاني فيه أوروبا ومازالت إلى الآن تعاني من ارتفاع الإصابات بمرض الحصبة أعلنت وزارة الصحة المصرية خلو مصر من الإصابة بهذا المرض وهو ما أعلنته منظمة الصحة العالمية مؤكدة أن مصر خالية من مرضى الحصبة والحصبة الألمانى "، وذلك نتيجة لنظام التطعيمات الروتينية للأطفال المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر الذي تتبعه وزارة الصحة.