خبراء يكشفون إجراءات الدولة لإنعاش سوق الدواجن: توسيع الزراعات العلفية.. وطرح الدجاج بأسعار مخفضة
- أرجعوا عدم استقرار السوق إلى اضطرابات الاقتصاد العالمى
تعيش سوق الدواجن فى مصر حالة من عدم الاستقرار خلال الفترة الحالية، فى ظل الارتفاع الكبير فى أسعار الأعلاف والطلب المتزايد مع قرب حلول شهر رمضان المبارك.
تمثل الأعلاف ٧٥٪ من مكونات الإنتاج الداجنى، وتستورد مصر ٨٠٪ من حجم الأعلاف التى تحتاجها من الخارج، ومع وجود أزمة فى العملة الصعبة، تعرضت حركة الاستيراد لعدة أزمات أثرت على سوق الدواجن بشكل عام.
وتنفذ الدولة خطة للسيطرة على أزمة الأعلاف ومنع الإضرار بسوق الدواجن، وتقدم وزارة الزراعة دعمًا للمنتجين من خلال توفير الذرة والصويا، وتعزيز التعاقد مع المزارعين لزراعة هذين المحصولين.
فى السطور التالية، يتحدث عدد من الخبراء لـ«الدستور»، حول أبعاد أزمة الدواجن، وكيف تعمل الدولة على مواجهتها.
طارق سليمان: تعزيز عمليات التربية والتسمين وتوفير الأعلاف لصغار المربين
قال الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة فى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن القطاع لا يعانى أى أزمات، ومصر لديها اكتفاء ذاتى من الدواجن منذ ٣ سنوات.
ولفت إلى أن لدينا مخزونًا من الأعلاف متوفرًا فى الأسواق، مضيفًا أن توفيرها مسئولية الحكومة المصرية، متمثلة فى وزارة الزراعة والبنك المركزى، وتسعى الدولة بكل جهدها إلى توفير السلع الأساسية والغذائية لدى المواطن المصرى كذلك. وذكر أن الاقتصاد العالمى يشهد حالة من عدم الاستقرار، وتعتبر مصر من أكثر الدول التى يعيش اقتصادها استقرارًا نسبيًا خاصة فى السلع الغذائية، مشيرًا إلى أن السعر الحالى للدواجن أو الأعلاف فى السوق عادل ومناسب للمستهلك والمربى.
وأضاف: «الحكومة المصرية تعمل على توفير السلع الأساسية لدى المواطنين، وخلال فترة شهر رمضان سيتم توفير كميات من الدواجن فى الأسواق، لأن هذه الفترة تشهد استهلاكًا كبيرًا من المواطنين».
وبيّن أن القطاع يعمل على زيادة إنتاج الثروة الحيوانية والداجنة، بما فى ذلك اللحوم الحمراء والبيضاء والألبان، من خلال تعزيز عمليات التربية والتسمين وتوفير الأعلاف لصغار المربين، ويتم تسهيل استخراج تراخيص تشغيل المزارع وتعزيز الأمان والسلامة الحيوية، إضافة إلى تعزيز كفاءة المزارع وتحسين الوراثة، بواسطة استيراد حيوانات عالية الإنتاجية، وتقديم دعم للمزارعين الذين يمتلكون الجزء الأكبر من الثروة الحيوانية.
وأضاف أنه يتم التركيز على توفير الأعلاف التى تشكل جزءًا كبيرًا من تكلفة الإنتاج، حيث تقدم الوزارة الدعم من خلال توفير الذرة والصويا.
عبدالعزيز السيد: عودة عدد كبير من المربين استعدادًا لشهر رمضان
توقع عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة «الدواجن» باتحاد الغرف التجارية، أن تشهد سوق الدواجن زيادة فى الطلب على الكتاكيت، خلال الفترة الحالية، استعدادًا لموسم شهر رمضان، الذى يشهد إقبالًا كبيرًا من المواطنين على استهلاك الدواجن، بنسبة زيادة تصل إلى ٣٠٪، ما أدى إلى عودة كثير من المربين إلى السوق، بالبدء فى تجهيز ما يسمى «الدورات الرمضانية».
وقال «السيد» إن هناك أزمة مرتقبة نتيجة زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج مرة أخرى، مشيرًا إلى وصول سعر طن الذرة الصفراء إلى قرابة ١٨ ألف جنيه، والصويا إلى ٤٠ ألف جنيه، بينما سجلت الأعلاف ٢٧ ألف جنيه، وهذا من الممكن أن يؤثر على أسعار الدواجن ويؤدى إلى ارتفاعها فى رمضان.
وأضاف رئيس شعبة «الدواجن»: «مستلزمات الإنتاج متوفرة، لكن أسعارها مرتفعة، وبالتالى قد تشهد أسعار الدواجن ارتفاعًا تدريجيًا ملحوظًا خلال الفترة الحالية».
ثروت الزينى: تخارج عدد من صغار المربين وراء ضعف الإنتاج
حذر الدكتور ثروت الزينى، نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن، من التحديات الهائلة التى تواجه صناعة الدواجن خلال الفترة الحالية، مشيرًا إلى تأثير الاضطرابات فى الأسواق والارتفاع الكبير فى أسعار مدخلات الإنتاج إلى السوق، حيث شهدت أسعار الأعلاف زيادة بنسبة ٣٥٪ فى أسبوع واحد، وهو ارتفاع كبير وغير مبرر.
وأشار إلى أهمية صناعة الدواجن كسلعة استراتيجية لا تقل أهمية عن القمح، فهى البروتين الحيوانى الرئيسى لدى المصريين، لذلك يجب الحفاظ على تلك الصناعة، مشددًا على أن الاعتماد على السوق السوداء بدلًا من اتخاذ تدابير دولية أدى إلى اضطرابات غير مسبوقة، لافتًا إلى أن ارتفاع سعر الصرف فى السوق السوداء بنسبة ٢٠٪ فى ١٠ أيام زاد من صعوبة الوضع، وأدى لاضطرابات شديدة داخل القطاع.
وأعرب عن قلقه إزاء عدم اتخاذ الحكومة أى إجراءات لتحسين الوضع الاقتصادى، مؤكدًا أن تلك الإجراءات تأتى فى سياق الحفاظ على الإنتاج، والحد من التأثيرات السلبية على المربين الذين يعانون من حالة هلع وعدم يقين.
وبيّن أن القطاع يعيش حالة من الاضطراب، مع تزايد خروج بعض المنتجين من دورة الإنتاج، فى ظل تأثير ذلك على استقرار السوق، خاصة قبيل شهر رمضان.
ماريو البرديسى: ٣5% تخفيضات بالمنافذ فى رمضان
قال ماريو البرديسى، عضو شعبة «الدواجن» بغرفة القاهرة التجارية، إن هناك استعدادات مكثفة من قِبل الغرف التجارية مع قدوم شهر رمضان لتوفير الدواجن من خلال منافذ البيع فى معارض «أهلًا رمضان»، وذلك بأسعار مخفضة تصل نسبتها إلى ٣٥٪، ما يسهل على المواطنين شراء الكميات المناسبة لهم خلال الشهر الكريم. وأضاف «البرديسى»: «غرفة القاهرة التجارية ستعقد اجتماعًا قبل شهر رمضان، لتحديد الكميات المطلوب طرحها وأسعار البيع للمستهلك»، لافتًا إلى أن الفترة الحالية تشهد نقصًا فى إمدادات مدخلات الإنتاج، لكون ٨٠٪ منها مستوردًا من الخارج ويعتمد على الأسعار العالمية.
وواصل عضو شعبة «الدواجن»: «فى فترة الشتاء يكون استهلاك الأعلاف أكثر من دورات الصيف، فالكتاكيت تأكل كيلو زيادة عن الطبيعى فى هذه الفترة، بالتزامن مع زيادة أسعار هذه الأعلاف، إلى جانب زيادة أسعار الطاقة اللازمة للتدفئة، مع إضافة أسعار الأمصال واللقاحات التى لها تأثير أيضًا على سعر المنتج النهائى».
واختتم بتأكيده أن مصر لديها اكتفاء ذاتى من الدواجن، وبالتالى لا صحة لما يتم تداوله حول وجود أزمة مرتقبة فى الدواجن مع قدوم شهر رمضان، حتى مع زيادة الاستهلاك خلال هذه الفترة.
«شعبة الدواجن»: حظر بيع الطيور الحية يقضى على «الحلقات الوسيطة»
قال سامح السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة الجيزة التجارية، إن قطاع الدواجن يحتاج إلى يد من حديد لضبط حلقة التداول بين المزرعة والتاجر وصولًا إلى المستهلك وذلك من خلال تقليل الحلقات الوسيطة عبر تفعيل قانون ٧٠ لسنة ٢٠٠٩ لحظر تداول الطيور الحية فى السوق.
وأوضح «السيد» أن مصر تمتلك ٥٦٧ مجزرًا آليًا مجهزًا بكل الخدمات التى تحتاجها السوق مثل تبريد وتجميد المنتج، لافتًا إلى إن المجازر قادرة على تلبية احتياجات السوق من القدرات الإنتاجية، إذ أن لديها منافذ بيع لمنتجاتها المبردة فى السلاسل التجارية الكبرى.
وأشار إلى أن تلك الخطوة تسهم فى توفير نحو ٢٥ جنيهًا فى الكيلو الواحد ليصل المنتج بسعر جيد للمستهلك، مبينًا أن الكليو يُباع فى المزارع بنحو ٧٧ جنيهًا، ويصل إلى المستهلك بعد إضافة ٥ جنيهات تكلفة النقل من المزرعة للتاجر و٥ جنيهات أخرى من التاجر لمحال التجزئة، فضلًا عن ٣ جنيهات للسمسار ونحو ١٠ جنيهات إضافية يتم وضعها على سعر الكيلو من قِبل تجار الجملة.
وكشف عن أن شعبة الدواجن بغرفة الجيزة التجارية أبرمت بروتوكول تعاون مع بنكى «الأهلى» و«الزراعى المصرى» لإطلاق مبادرة لتمويل شراء ثلاجات ومعدات تبريد للمحال التجارية الراغبة فى تحويل نشاطها إلى بيع الدواجن المجمدة والمبردة.
وأضاف أن هذه المبادرة تتضمن تمويل شراء المعدات وتجهيز المحال بقروض ميسرة وقسط يصل إلى ٧ سنوات، موضحًا أن مصر لديها اكتفاءً ذاتيًا من الدواجن وأن ارتفاع أسعار الأعلاف مرتبط بالأسعار العالمية، حيث تستورد مصر ٨٠٪ من الأعلاف من الخارج.