هل أوقفت الدول المانحة تمويل الأونروا بسبب حكم العدل الدولية ضد إسرائيل؟
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الأمم المتحدة شنت هجوم كبير على الولايات المتحدة والدول الأخرى التي أوقفت تمويل الأونروا، مؤكدة أن تلك القرارات تعرض للخطر عمل الوكالة في مجال المساعدات في قطاع غزة، حيث يأتي القرار في ظل قرار محكمة العدل الدولية بإدانة إسرائيل واتهاماها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة.
وقال رئيس الوكالة فيليب لازاريني إن "هذه القرارات تهدد عملنا الإنساني المستمر في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك قطاع غزة على وجه الخصوص"، دون إعطاء تفاصيل حول الموعد الذي قد تضطر فيه الأونروا إلى قطع المساعدات.
وتابع: "أنه لأمر صادم أن نرى تعليق الأموال المقدمة للوكالة ردا على مزاعم ضد مجموعة صغيرة من الموظفين".
قرار العدل الدولية وراء القرار الدولي بوقف تمويل الأونروا
وأعلنت بريطانيا وفنلندا وألمانيا وأستراليا يوم السبت أنها ستجمد التمويل الجديد للوكالة، لتنضم بذلك إلى الولايات المتحدة وكندا اللتين اتخذتا القرار نفسه في وقت متأخر من يوم الجمعة، وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن هولندا وأيسلندا أبلغتا الوكالة أيضا أنهما ستحجبان التمويل.
وتابعت الصحيفة، أن القرار يأتي هذه الإعلانات بعد أن قالت أصدرت محكمة العدل الدولية أعلى جهة قضائية تابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة قرار يُلزم إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها قواتها.
وأضافت، أن الولايات المتحدة أكبر مانح بفارق كبير، حيث زودت الوكالة بعدة مئات الملايين من الدولارات في عام 2023 و340 مليون دولار في عام 2022، وتأتي ألمانيا في المرتبة الثانية، حيث تبرعت بمبلغ 162 مليون دولار في ذلك العام وساهمت أستراليا وبريطانيا وكندا وفنلندا مجتمعة بنحو 66 مليون دولار، بحسب الوكالة.
وقال لازاريني، إن الوكالة في حاجة ماسة إلى التبرعات لمواصلة تقديم الخدمات في قطاع غزة، حيث نزح 1.7 مليون شخص بسبب القتال، وانتشر الجوع والمرض، وقد قامت الأونروا بتوفير المأوى للنازحين في شبكتها الكبيرة من المدارس، وهي تلعب دورا حاسما في توزيع الغذاء والدواء وغيرها من المساعدات.
وقال لازاريني: "إنني أحث الدول التي علقت تمويلها على إعادة النظر في قراراتها قبل أن تضطر الأونروا إلى تعليق استجابتها الإنسانية، إن حياة الناس في غزة تعتمد على هذا الدعم، وكذلك الاستقرار الإقليمي".
وأوضحت الصحيفة أنه على مدى عقود من الزمن، قامت الأونروا بتوفير مجموعة من الخدمات الاجتماعية لسكان غزة، الذين ظلوا تحت حصار إسرائيلي طويل الأمد، وأصبح دور الوكالة حاسما عندما بدأت إسرائيل حربها الوحشية في أكتوبر لتدمير حماس في غزة، ما أدى إلى نزوح أكثر من 80% من السكان وتعطيل الإمدادات الأساسية من الغذاء والمياه والخدمات الطبية.
وفي عرض ملحوظ لدعم الأونروا، قالت أيرلندا إنها ليس لديها خطط لتعليق العمل الحيوي للوكالة في غزة"، وكتب ميشيل مارتن، وزير خارجية البلاد، على وسائل التواصل الاجتماعي أن موظفي الوكالة عملوا على "تقديم المساعدة المنقذة للحياة" في غزة "بتكلفة شخصية لا تصدق"، مع مقتل أكثر من 150 عاملًا منذ بداية الحرب.
كما أشارت النرويج إلى أنها ستواصل دعم الأونروا، وأصدر المكتب الدبلوماسي للبلاد بيان إن التقارير الأخيرة "مزعجة للغاية، وإذا كانت صحيحة، فهي غير مقبولة على الإطلاق".
لكنها أضافت: "نحن بحاجة إلى التمييز بين ما قد يفعله الأفراد، وما تمثله الأونروا".