محور صلاح الدين لا فيلادلفيا
تعتبر الحدود المصرية الفلسطينية واحدًا من أهم حدود الدولة المصرية مع دول الجوار والأهم للأمن القومي المصري.
وعلى الرغم من أن طول هذه الحدود يزيد على 220 كم فإن الجزء الأهم منها لا يزيد علي 14 كم والتي تحد جنوب قطاع غزة وتمتد من ساحل البحر المتوسط غربًا وحتى كرم أبوسالم شرقًا، وما يعرف باسم (محور صلاح الدين)، ذلك المحور الذي دخله الناصر صلاح الدين الأيوبي حينما فتح بلاد الشام.
هذا المحور الذي تسميه دولة الاحتلال زورًا باسم محور فيلادلفيا الذي لطالما هددت عدة مرات بإعادة احتلاله في محاولة منها لاستفزاز الجيش المصري الذي يكظم غيظه أمام ما يتعرض له إخوانهم الفلسطينيون على مدار أكثر من 110 أيام.
هذه الحدود التي تحكمها الاتفاقيات سواء كامب ديفيد أو أوسلو أو اتفاقية المعابر لعام 2005، والتي تحاول إسرائيل ضرب الحائط بها كونها تنص على أن هذه الحدود هي حدود فلسطينية مصرية، لا سيما بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها قبل 19 عامًا.
الاتهام الإسرائيلي لمصر أن هذا المحور استخدم على مدار السنوات الماضية لتهريب السلاح إلى قطاع غزة يتناقض مع اتهام مصر بأنها هي من تمنع إدخال المساعدات لغزة، وتشدد الحصار عليها، مما استدعى القاهرة لتوضيح الأمر ليس دفاعًا عن نفسها، إنما لإبراز الحقيقة التي تمثلت خلال الحرب على غزة، وإصرار الاحتلال الإسرائيلي على تشديد الحصار على غزة لاستكمال جريمته في القتل والتجويع.
كان لمصر عدة مواقف، لا سيما فيما يخص محاولة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء والموقف الرائع من ذلك.
رفض الرئيس عبدالفتاح السيسي الرد على اتصال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو رسالة غضب مصرية على الممارسات الصبيانية للأخير، وهو يهدد وقادة حرب بإعادة احتلال محور صلاح الدين وهو يواصل حربه ضد الفلسطينيين ليصل عدد الشهداء إلى 25 ألف شهيد، والجرحى 63 ألف جريح.
وأمام التهديدات الإسرائيلية بات من المهم عدم الرضوخ لهذه التهديدات، والعمل ضمن خطة مدروسة لفتح معبر رفح على مدار الساعة، وتعزيز الجيش المصري في محور صلاح الدين، وتثبيت هذا الاسم (محور صلاح الدين) عربيًا ودوليًا، وإلغاء ما تطلق عليه تل أبيب محور فيلادلفيا، لأنه محور مصري فلسطيني بحت، ولا دخل لطرف ثالث مهما كانت الظروف المحيطة بهذا المحور الأصيل في تاريخنا وثقافتنا لنعيد أمجاد صاحبه الناصر صلاح الدين الأيوبي، نصرة للمستضعفين في غزة، وحقنًا لدماء الفلسطينيين، وتوحيد كلمتهم، ليكونوا صفًا واحدًا في مواجهة التحديات برعاية مصرية وعربية.