كُتّاب في ندوة "الطفل والأدب": يعقوب الشاروني مؤسس أدب الطفل بالعالم العربي
شهد الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته 55، منذ قليل، ندوة بعنوان "الطفل والأدب"، أدارتها سمية الألفي مدير عام التنمية والنوع بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، وبمشاركة كل من النائبة أميرة العادلي، والكاتبة سماح أبو بكر، ومحمد عبد التواب أستاذ في كلية الآداب بجامعة القاهرة، والكاتبة رانيا بده.
وتعقد الندوة بالمشاركة ما بين المجلس القومي للطفولة والأمومة ومعرض الكتاب، وفي تقديمها للندوة أشارت نيفين عثمان إلى أنه من حسن الحظ أن يكون شخصية العام بالمعرض يعقوب الشاروني وهو مؤسس أدب الأطفال في مصر وربما في العالم العربي، وهذا انعكاس للاهتمام بأدب الطفل فقد كان الأديب الراحل نموذجا مؤسسا في أدب الطفل.
مدخل لإيصال الرسائل
في كلمتها، قالت الكاتبة رانيا بده، صاحبة رواية "حلق مريم"، إن الكتابة للطفل هي مدخل لتوصيل الرسائل إلى الأطفال بشكل غير مباشر ومن هذه الفكرة بدأت في الكتابة للطفل، مشيرة إلى اهتمامها بإيصال الرسائل إلى العائلة والطفل في قصصها وهو ما يقتضي منها التواصل مع المتخصصين لمعرفة السبل الأمثل للتعامل مع القضايا التي أكتب عنها، فضلًا عن اهتمامها بإقناع الطفل بأن يكون هو البطل في حياته وألا يعتمد على مساعدة الآخرين.
قيمة الخيال
قال محمد عبد التواب، الأستاذ في كلية الآداب بجامعة القاهرة، إن أعظم شيء أن تكون كاتبا للأطفال وهي أصعب شيء، فالتشكيل الحقيقي للوعي يبدأ منذ أن يكون الطفل جنينت في الأشهر الستة الأولى وهو في الحمل وهناك دراسات حديثة تؤكد هذه المعلومة من خلال الحكايات وقراءات القصص وتستطيع أن توجه الجنين إلى اتجاه يريد.
وتابع: نحن أمام معادلة شديدة الأهمية، يجب أن تكون هناك ورش تعليمية وتثقيفية للأم إذا أردنا أن يكون عندنا أطفال يمتلكون الخيال، ونحن نحتاج إلى أدب أطفال يعطي قيمة لخيال الأطفال ويمس القضايا المهمة لهذا الجيل لا سيما وأننا نمتلك المقومات الحقيقية لكتابة للطفل تحمل قيم هذا الجيل.
استراتيجيات للاهتمام بالطفل
تحدث النائبة أميرة العادلي، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، عن أهمية التوجه للطفل بقولها: لدي إيمان عميق بأن البدء بالطفل يسهم في تقدم الوطن، ومن ثم نحتاج إلى الاهتمام باستراتيجيات تهتم بالطفل وأدب الطفل المهتم بقضايا الأطفال بالوقت الراهن.
وتابعت: لدينا فجوة بين الأطفال والكتب الموجودة في السوق، فالأطفال صار لديهم وجهة نظر ويبحثون عن المعلومة حتى يصلون إليها، ولم يعد التعامل معهم بالطرق التقليدية فكرة مقبولة، فثمة حاجة إلى مناقشة أخطار تتعلق بأثر التقدم التكنولوجي على الأطفال الذين لم يعد لديهم القدرة على قراءة الكتب لفترة طويلة أو مشاهدة فيديو لفترة طويلة.
وأضافت: نحتاج إلى تعريف الأطفال كيف يمكن للطفل أن يتعامل مع الواقع والمشكلات التي يتعرض لها، وأن تتضافر جهود التشريع ومؤسسات الدولة والمجتمع والكتاب لتوحيد مجموعة من المفاهيم والطريقة المناسبة للتواصل مع الأطفال.
أهمية أدب الطفل
قالت الكاتبة سماح أبو بكر إن كاتب الأطفال لا يكتب لتسلية الأطفال ولكن يجب أن يتمتع بصفات مهمة على رأسها أن يقدم المعلومة دون تعقيد ودون سطحية وهي مهمة ليست سهلة، مشيرة إلى أهمية أدب الطفل في الارتقاء به وإيصال العديد من الرسائل المهمة له.
وتابعت: حرصت على كتابة قصص تناولت علاقة الأطفال بوسائل التواصل الاجتماعي والتنمر والحوار وكيف نتقبل الطرف الآخر وتعليم الطفل قيم ومعلومات بشكل غير مباشر، كما أن أدب الطفل يستطيع أن ينمي الحس الوطني للأطفال ويلمس الطفل ويوجهه.
واستطردت: أنا معنية بلقاء الأطفال، فالكتابة جسر للكتابة للأطفال، ولابد للكاتب أن يكون على تواصل دائم مع الأطفال، فالطفل ابن الدهشة والخيال، والأدب قد يكون ملهما للواقع والعلم، فقيمة الخيال كبيرة ويمكن أن نزرعها فيه من خلال أدب الطفل.