المرصد المصري: زيارة رئيس الصومال إلى القاهرة تحمل أبعادا استراتيجية مهمة
أكد المرصد المصري التابع لـ المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن لقاء الرئيس الصومالي مع الرئيس السيسي في القاهرة بحث عدد من الملفات على رأسها الأطماع الإثيوبية في الأراضي الصومالية، والتأكيد على حماية وحدة وسيادة الصومال على كامل أراضيها، بالإضافة إلى مناقشة الدعم المصري للاستقرار السياسي والأمني في الصومال، خصوصا فيما يتعلق بالمواجهات مع “حركة الشباب” الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، مضيفا أنه تعد الزيارة الثانية في عهد الرئيس الصومالي الحالي، ويتوقع أن تتضمن مناقشة قضايا أمنية مشتركة على رأسها التصرفات الإثيوبية الأحادية فيما يتعلق بالسيطرة على أرض الصومال، وكذلك فيما يتعلق بتطورات الأوضاع فيما يرتبط بقضية سد النهضة، وتأثير تلك التحركات الأحادية على الأمن الإقليمي للمنطقة بأكملها.
وأوضح المرصد في دراسة له، أن زيارة الرئيس الصومالي للقاهرة تحمل أبعادا استراتيجية مهمة، في إطار التأكيد على الحرص المصري- الصومالي على تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين على كافة الأصعدة، خصوصا التعاون في المجال الأمني، لمواجهة تزايد هجمات حركة الشباب الإرهابية في الداخل الصومالي، فضلًا على تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
التطور الإيجابي
وأضافت الدراسة أنه شهدت العلاقات الصومالية المصرية حالة من التطور الإيجابي في الفترة الأخيرة والذي تجسد بشكل واضح في العديد من الأحداث والفعاليات، كان أبرزها حضور كبار المسؤولين المصريين وعلى رأسهم رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، نيابة عن الرئيس السيسي، حفل تنصيب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في مقديشيو، وهو ما اعتبره المحللون مؤشرا طيبا على عودة الدفء وبث الروح من جديد في العلاقات الصومالية المصرية، بعدما شهدت حالة من الفتور في ظل السنوات الماضية، مشيرا إلى أنه تجمع البلدين علاقات قوية ووطيدة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ بداية من عصر الفراعنة وقدماء المصريين ومرورا بالفتح العربي الإسلامي لإفريقيا، وصولا للعصر الحديث وما شهده من علاقة قوية بين البلدين، سيما في ظل طبيعة الموقع الجغرافي الحيوي والاستراتيجي لدولة الصومال بشرق أفريقيا وفي منطقة القرن الإفريقي، ما يجعل أمنها امتدادًا مهمًا للأمن القومي المصري.
التطورات الإقليمية
وتطرقت الدراسة إلى التطورات الإقليمية الحادثة في القارة الأفريقية ككل، والأزمات الأمنية والإرهابية في منطقة القرن الأفريقي بشكل خاص، وخاصة اتفاق “أرض الصومال” وسيكون له تداعياته الوخيمة على مستقبل العلاقات الإثيوبية الإقليمية، مما يهدد من تزايد الأزمة الأمنية المتمثلة في انتشار الإرهاب وزيادة هجمات حركة الشباب واتساع رقعتها.
وحددت الدراسة مخاطر تزايد الأزمة الأمنية نتيجة اتفاق " أرض الصومال"، وهي على النحو التالي تضاعف انتشار الإرهاب في القارة الأفريقية، احتمالية توتر العلاقات الإقليمية في القرن الإفريقي.
التحديات الإقليمية
وأكدت الدراسة أن الزيارة الصومالية لمصر في ضوء العديد من التحديات الإقليمية التي تواجه البلدين، وفي إطار تعزيز التعاون المشترك بينهم، ومن المنتظر ان تُسفر هذه الزيارة الحالية عن اتفاق بين الطرفين لمواجهة الأزمة الحالية المتمثلة في تداعيات توقيع اتفاق “أرض الصومال”، وحماية المصالح المشتركة بين البلدين وأمنهما القومي، وأيضًا تحجيم التداعيات المحتملة للاتفاق، خاصة فيما يتعلق يوقف انتشار الإرهاب في القارة الأفريقية.
وتأتي تلك التحركات المصرية في إطار الجهود النشطة على مدار 10 سنوات والتي تسعى من خلالها إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار في القارة السمراء، وبموجب الالتزام بمبادئ القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، التي تنص على الدفاع عن سيادة الدول الأعضاء ووحدة أراضيها واستقلالها.