وضحها القمص يسطس الأورشليمي.. تفاصيل طقوس زيارة الأقباط لنهر الاردن في عيد الغطاس
يحتفل أقباط مصر غدًا بعيد الغطاس المجيد، أو عيد الظهور الإلهي بحسب العقيدة المسيحية، والذي تأسس فيه ضرورة وفرضية اتمام طقس المعمودية للدخول الى الديانة المسيحية، وتتم الصلوات فيه بالطقس الفرايحي.
واحتفل به الأقباط بالصوم الانقطاعي والمعروف ببرمون الغطاس قبيل صلاة القداس الإلهي، ثم حضور القداس عيد الغطاس المجيد وذلك من خلال إقامة قداس العيد مساء اليوم الجمعة.
دير باسم القديس يوحنا المعمدان على شاطئ نهر الأردن
ومن جهته قال الراهب القمص يسطس الأورشليمي، في مقالة له عن الأقباط الأرثوذكس وعيد الغطاس المجيد على نهر الشريعة، إنه للأقباط دير باسم القديس يوحنا المعمدان على شاطئ نهر الأردن يُعرف بـ "الشريعة"، على بعد 2 كيلومترًا من دير القديس يوحنا المعمدان للروم الأرثوذكس، ويقع بين دير السريان ودير الأحباش، يشتمل الدير على بنائين البناء الرئيسي يحتوي على عدة غرف وليس به كنيسة، وقد كان الأقباط في الماضي يقيمون قداسهم على مذبح متنقل.
وتابع الراهب القمص يسطس الأورشليمي في مقاله، والمبنى الثاني يستعمل كمخزن منزلي وبه البئر، وعلى الدرجات المؤدية للبئر كتب: "سنه 1929م. وعلى بعد عشرة أمتار من المخزن توجد بعض قبور لمن توفى من الأقباط المصريين أثناء موسم التقديس، كانت تقام سنويًا صلوات واحتفالات برمون عيد الغطاس المجيد بدير القديس يوحنا المعمدان للأقباط الأرثوذكس بالشريعة، وتقام صلاة اللقان على شاطئ نهر الأردن، والاحتفال بهذه المناسبة هو احتفال مهيب ينتظم رجال الدين من كهنة وشمامسة تتقدمهم فرق الكشافة والمرشدات بموسيقاهم وعدد كبير من الأقباط يفدون من سائر البلدان حيث يسيرون في موكب رسمي من دير القديس يوحنا إلى حافة النهر، وبعد صلاة اللقان يعود الموكب إلى الدير.
وضع أساس بناء كنيسة مار يوحنا المعمدان
ولفت قام المتنيح الأنبا ثاؤفليس مطران الكرسي الأورشليمي بوضع أساس بناء كنيسة مار يوحنا المعمدان غير أنها لم تكتمل في زمانه، وأكملها المتنيح الأنبا ياكوبوس وأقام بها حتى سنه ١٩٥٦م أحد الآباء الكهنة لصيانتها، وللإشراف على ثلاثين فدانًا من الأراض الخصبة، ضمن مساحة تملكها طائفة الأقباط على ضفاف نهر الأردن. يحج الأقباط إلى هذا النهر في موسم الفصح، وهي عادة قديمة أشار إليها كاتب القرن التاسع عشر إربي IRBY الذي زار الأرض المقدسة عام ۱۸۱٨م، وقال إنه شاهد على نهر الأردن مسيحيين من كل الجهات يونان وقبط من مصر وأحباش من أثيوبيا، وكان بعض هؤلاء الحجاج يركبون جمالاً والبعض الآخر بغالاً أو خيولاً أو حميرا وبلغ عدد الجميع حوالي 5000 شخص
واوضح انه والأقباط عادة يذهبون إلى هناك يوم أربعاء البصخة وفي عيد الغطاس وأحيانًا يمكثون في خيام مقابل الدير لعدة أيام، مضيفًا في سنة ١٩٤٦م لاحظت بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدس أن الدرج الذي أقامه مثلث الرحمات الأنبا ثاوفليس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى السابق على حافة نهر الأردن المعاونة الحجاج الأقباط على النزول إلى النهر للتبرك من المكان الذي تعمد فيه السيد المسيح له المجد هذا الدرج قد تداعى وتهدمت درجاته بتأثير فيضان النهر.
لذلك قام نيافة الأنبا باسليوس الرابع مطران القدس الراحل ببناء سلم جديد بالخرسانة عرضه ستة أمتار، تعلوه صالة فسيحة طولها تسعة أمتار وعرضها أربعة أمتار، تغطيها قبة كبيرة ترتكز على ثمانية أعمدة، وقد وضع فوق القبة صليبًا كبيرًا من الحديد على الطراز القبطي. وكان يقيم بالشريعة بعض الآباء الرهبان الأقباط بصفة دائمة لاستقبال الزوار.
الصلوات في هذا الدير توقفت منذ حرب يونيو 1967
وتابع إلا أن الصلوات في هذا الدير توقفت منذ حرب يونيو ١٩٦٧م، كما تم منع الرهبان الأقباط من البقاء في الدير، واعتبرت المنطقة عسكرية مملوءة بالألغام. وفي عام ١٩٩٦م أرسل رؤساء الكنائس التي لها ممتلكات على شاطئ نهر الأردن رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي لتمكين الكنائس من مزاولة الشعائر الدينية بالأديرة الموجودة على الشاطئ الغربي لنهر الأردن، بعد أن تم توقيع معاهدة سلام مع الأردن. ومنذ ذلك الوقت بدأت كنائس القدس بزيارة نهر الأردن في المنطقة المقابلة لأريحا بجوار دير مار يوحنا المعمداني التابع للروم الأرثوذكس. أما الأقباط فيزورون نهر الشريعة في عيد الغطاس المجيد وفي أربعاء البصخة ثم يتوجهون إلى دير الأنبا أنطونيوس بأريحا لقضاء يوم روحي.