لماذا جاء المسيح إلى يوحنا ليعتمد؟.. الفرنسيسكاني يجيب
تمر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بفترة احتفالات عيد الغطاس المجيد، والذي يعتبر ثالث الأعياد السيدية في عام 2024، بعد احتفالات الكنيسة بعيدي الختان المجيد في 15 يناير، والميلاد المجيد يوم 7 من نفس الشهر، اذ تضع الكنيسة الميلاد والغطاس في قائمة الأعياد السيدية الكبرى، بينما الختان في قائمة الأعياد السيدية الصغرى.
لماذا جاء المسيح إلى يوحنا ليعتمد؟
هذا وأجاب الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، في تصريح له على خلفية الاحتفالات، عن تساؤل لماذا جاء المسيح إلى يوحنا ليعتمد؟ قائلا: لم يكن بحاجة إلى توبة لأنه لم يعرف خطيئة، ولا كان بحاجة إلى تطهير. أتى إليه من أجلنا. مجيئه كان تأكيداً لمعمودية يوحنا أنها من الله. وبيسوع كل البشرية، كل الذين استجابوا لدعوة الله إلى التوبة أو اشتاقوا إليها يأتون إلى يوحنا ليعلنوا توبتهم بمهابة وخشوع وينالوا من يده ختم الله أنهم صادقون. معمودية يوحنا هي معمودية التوبة وهي الكنيسة بمثابة سر الاعتراف.
معمودية المسيح، إذن، شهادة ليوحنا وتأكيد لأهمية ما خرج من أجله، أي التوبة الصدوق التي دعا إليها التماساً لغفران الخطايا، لا بالنسبة للجيل الذي سبق مجيء السيد، وحسب، بل لكل جيل أيضاً؛ لنا نحن اليوم كما لمن سبقونا لأنه أي قدوم لنا إلى المسيح من دون توبة صادقة مثمرة. بمجيء السيد انتفى مبرّر وجود معمودية يوحنا كمعمودية مستقلة. لقد كانت إليه، تمهيداً لقدومه وإعداداً. وأما وقد حضر واتخذ ما له فقد كملت شهادة يوحنا وعمله: "فرحي قد كمل. ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص"
معمودية المسيح هي أول ظهور علني له بصفته المسيح المنتظر، بصفته ابن الله وحمل الله الرافع خطيئة العالم، رواية الميلاد هي أدنى إلى المقدّمة، وهي تظهر السيد للخاصة لا للعامة.
أما الشهادة للمسيح فهي من الله أولاً وأخيراً. من الروح القدس الذي شهد له بانحداره عليه بهيئة جسمية، مثل حمامة. ومن الآب الذي شهد له بصوت من السموات يقول: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت". ومن يوحنا المعمدان المرسل من الله، الذي شهد له قائلاً: "أنا لم أكن أعرفه ولكن الذي أرسلني لأهمّد بالماء، ذاك قال لي.. هو الذي يعمّد بالروح القدس. وأنا قد رأيت وشهدت ان هذا هو ابن الله"
الجدير بالذكر أنه اعتاد باباوات الكنيسة القبطية الارثوذكسية، الراحل شنودة الثالث، والحالي تواضروس الثاني، على تقسيم فترات الأعياد بين القاهرة والإسكندرية، فيقضى بابا الكنيسة عيدي الميلاد المجيد، والقيامة المجيد في القاهرة، بينما يقضى احتفالات رأس السنة الميلادية وعيد الغطاس المجيد برفقة شعب الاسكندرية.