في عيد الغطاس.. أصل كلمة "بلابيصا" ومعناها
تمر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بفترة احتفالات عيد الغطاس المجيد، والذي يعتبر ثالث الاعياد السيدية في عام 2024، بعد احتفالات الكنيسة بعيدي الختان المجيد في 15 يناير، والميلاد المجيد يوم 7 من نفس الشهر، إذ تضع الكنيسة الميلاد والغطاس في قائمة الأعياد السيدية الكبرى، بينما الختان في قائمة الأعياد السيدية الصغرى.
ما معنى كلمة بلابيصا.. ولما سميت بذلك الاسم؟
إبراهيم مسعود، من الكنيسة القبطية بالمهجر، والمتخصص في اللغة القبطية، شرح لـ"الدستور" معنى كلمة “بلابيصا”، وقال إنها تعود للغة القبطية القديمة التي كانت يتحدثها كل المصريين، ومنها أتى كلمة “بلبوص” التي تعني عريان أو بلا ملابس.
ووتم تسمية الفانوس المستخدم في الاحتفال بعيد الغطاس والمصنوع من قشر البرتقال المجوف بذلك الاسم، لأنه كان الأفراد يستخدمونه قديما لإنارة الطريق لهم وهم ذاهبين إلى نهر النيل للاستحمام فيه وهم عرايا يسترون فقط منطقة العورة، على غرار السيد المسيح الذي اعتمد بالغمر الكلي والتغطيس على يد القديس يوحنا المعمدان في مياه نهر الأردن.
أسماء المعمودية
من جهته، قال المتريبوليت إيروثيوس فلاخوس مطران كنيسة الروم الأرثوذكس في نافباكتوس، في تصريح له على خلفية الاحتفالات، إن المعمودية وهي ثمار عيد الغطاس في الكنيسة تُسَمّى "ولادة" لأنها تعطي إعادة الولادة، هذا التعبير أعطاه المسيح في حواره مع نيقوديموس، قال المسيح: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (يوحنا 5:3)، النبع هو الرحم الروحي الذي يعطينا إعادة الولادة إلى حياة جديدة، بعد المعمودية نحن نشبه المسيح.
وهذه الولادة هي ما يميز المعمد، لهذا فإن يوم ميلاده هو يوم إعطائه اسمه بحسب القديس نيكولا كاباسيلاس. ترتبط الولادة التي تتم بالمعمودية بالتطهر والاستنارة، يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي أن المسيح لم يكن بحاجة للتطهر كونه الطهارة بذاتها، لكنه تطهر من أجلنا، أي أنه دخل الأردن بالجسد فيما لم يكن هو جسدانياً، وعليه، المسيح يطهّر الجنس البشري وينيره بمعموديته ومسحه بالميرون، التطهر من الأهواء يسبقه إتمام الوصايا وتعقبه الاستنارة بقوة الروح القدس. يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي بشكل مميز: "حيث يكون التطهر تكون الاستنارة إذ من دون الأولى لا تُعطى الأخيرة".
الجدير بالذكر أنه اعتاد باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الراحل شنودة الثالث، والحالي تواضروس الثاني، على تقسيم فترات الأعياد بين القاهرة والإسكندرية، فيقضى بابا الكنيسة عيدي الميلاد المجيد، والقيامة المجيد في القاهرة، بينما يقضى احتفالات رأس السنة الميلادية وعيد الغطاس المجيد برفقة شعب الإسكندرية.