الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى الأبرار شهداء سيناء ورايثو
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى الأبرار شهداء سيناء ورايثو، وهم زمرة من الرهبان الأبرار كانوا يعيشون في سيناء وعلى قمة الطور (رايثو)، استشهدوا في عهد الإمبراطور كاديوس، مما حمل الإمبراطور يوستينيانوس سنة 527 على بناء الدير القائم إلى اليوم على جبل سيناء والمعروف منذ القرن التاسع بدير القدّيسة كاترينا، ليكون للرهبان مأوى وحصنًا منيعًا.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: تكرّم، أيها الربّ يسوع، وأضئ مصابيحنا بنفسك، أنت مخلّصنا المليء عذوبة؛ اجعلها تشتعل دون توقّف في مسكنك وأن تستقبل منك، أيها النّور الأزلي، نورًا لا ينطفئ. فليبدّد نورك ظلامنا الخاصّ، وبواسطتنا فليجعل نورك ظلام العالم يتراجع. أرجوك، يا ربّي يسوع، أن تقبل وتضيء مصباحي من نورك، وهكذا على ضوء هذا النّور، يظهر لي قدّوس القدّوسين أي أنت، أيّها الكاهن الأزليّ، فتأتي وتدخل تحت "خَيمَةٍ أَكبَرَ وأَفضَلَ لم تَصنَعْها الأَيْدي" أي "القدس السّماوي". اجعلني لا أنفكّ أراك على ضوء نورك، وأن أوجّه نحوك أشواقي وأنظاري. حينئذ، لا اعود أرى في قلبي إلاّك وحدك، وبحضورك فإنّ مصباحي سيظلّ مضاءً ومتّقدًا بشكل دائم.
أنعم علينا يا رب...، إذ نقرع بابك، بأن تتجلّى لنا مخلّصًا مليئًا بالحب. وأهّلنا، حين نفهمك فهمًا أكبر، ألاّ يكون لنا حبٌّ لأحد سواك، أنت وحدك. فلتكن يا رب، توقنا الوحيد في اللّيل والنّهار وتأمّلنا الوحيد ومحور تفكيرنا الّذي لا ينقطع. تكرّم واسكب فينا من حبِّك لكي نحبّ الله كما يليق به. املأنا من حبّك...، لكيلا نعود نعلم أن نحبّ سواك أيّها الأزليّ. وعندها لا تستطيع مياه الأمطار الغزيرة ولا فيضان الأنهار ولا مياه البحر أن تطفئ فينا شعلة المحبّة الكبرى على حسب قول نشيد الإنشاد: "المِياهُ الغَزيرةُ لا تَستَطيعُ أَن تُطفِئَ الحُبّ والأَنْهارُ لا تَغمُرُه" أيّها الرّب يسوع، فليتحقّق فينا بنعمتك، ولو جزئيًّا، تقدّم الحبّ هذا.