100 يوم من الحرب على غزة.. أسيرة مُحرَّرة: خرجنا من السجن لنجد الموت فى كل مكان
إسراء جعابيص، سيدة من سكان القدس، انقطع اتصالها بابنها الوحيد «معتصم»، منذ عام ٢٠١٥، عندما كان فى الثامنة من عمره، لأنها ظلت منذ ذلك الوقت قابعة فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، إلى أن تم الإفراج عنها ضمن الدفعة الثانية من صفقة إطلاق الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بموجب اتفاق الهدنة المؤقتة، فى نوفمبر الماضى.
وقالت «إسراء» إنه تم توقيفها فى ١١ أكتوبر ٢٠١٥، فى أحد الحواجز العسكرية الإسرائيلية على الطريق إلى القدس، بعد أن انفجرت أسطوانة غاز داخل سيارتها فى حادث مفاجئ، وأدى اشتعال النار إلى إصابتها بحروق بليغة، شملت ٦٠٪ من جسدها، مع التسبب فى تشويه وجهها ويديها، فاتهمتها السلطات الإسرائيلية حينها بمحاولة تنفيذ عملية فدائية ضد الجيش الإسرائيلى، وأصدرت ضدها حكمًا بالسجن الفعلى لمدة ١١ عامًا، قضت منها ٨ فى الأسر.
وفى الوقت الذى كانت تحتاج فيه «إسراء» إلى ٦ عمليات جراحية وتجميلية لإنقاذها، تعرضت الأسيرة الفلسطينية لكثير من المعاناة خلال مدة الأسر، بسبب عدم توفير الرعاية الصحية الكافية لها، مع رفض السلطات الإسرائيلية وإدارة السجون إجراء هذه العمليات الضرورية لصحتها الجسدية والنفسية.
ووصفت «إسراء» شعورها بعد لقاء ابنها «معتصم»، بعد ٨ سنوات كاملة من الفراق، بأنه «شعور غريب واشتياق عميق ومختلف»، مشيرة إلى أنها كانت تعانى كثيرًا لأنها كانت تتمنى طوال فترة الاعتقال أن يزورها ويحتضنها، لكن إدارة السجون الإسرائيلية منعت ذلك كإجراء عقابى وانتقامى منها.
وعن رد فعلها على صفقة تبادل الأسرى، قالت: «لم يكن خبرًا سعيدًا، لأنك تخرج من السجن فتجد الموت حولك، وتدرك أنه قد مات أو أصيب أو تضرر كثيرون، ولا يزال آخرون تحت الركام، ولا يمكن انتشال جثثهم»، مؤكدة أن «هناك العديد من الأسيرات الشابات داخل سجون الاحتلال يتعرضن يوميًا للتعذيب المبرح بشكل متواصل، خاصة بعد اندلاع الحرب على غزة».