100 يوم من الحرب على غزة.. نازحون: جميع السلع اختفت من الأسواق.. و«تجار الحرب» فى كل مكان
أكد أمين الهجين، أحد النازحين الذين تشتتت أسرهم بين محافظات قطاع غزة، أن أهالى الشمال لا يمكنهم العودة إلى بيوتهم حتى الآن، لأن الاحتلال يطلق النار على كل من يحاول ذلك، وأسقط كثيرًا من الشهداء والجرحى، من بين شباب حاولوا العودة خلال الفترة الماضية.
وقال «الهجين»: «أنا الآن فى مدينة دير البلح، أقيم فى منزل أقاربى، لكن والدى فى خان يونس، وإخوتى فى معسكر جباليا فى الشمال، ولا أستطيع التواصل معهم بسبب انقطاع الاتصالات».
وأضاف: «حالتى أفضل من كثير من الناس الذين يعيشون فى ظروف لا تحتمل، فبعضهم ينامون على الأرض تحت السماء، ولا يجدون ما يأكلون أو يشربون، والمياه الملوثة تهدد حياتهم، والألم والمعاناة التى يشعرون بها لا تقاس بكلمات، فى ظل الجرائم التى ترتكبها دولة الاحتلال ضد أهلنا العزل فى غزة، لكننا لا نيأس ولن نستسلم، فثقتنا بالله عالية، وأملنا بالنصر أو الشهادة كبير، فنحن الفلسطينيين، لا نعرف الهزيمة ولا نقبل الذل».
وقالت منى بكر، نازحة من مخيم الشاطئ إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إن الكاتبة سما الزعانين الحاصلة على المركز الأول فى مسابقة «أوسكار للمبدعين العرب- فرع الرواية»، تجتمع كل ليلة مع نساء المخيم، لتروى لهن قصص الأمل وروايات الحياة.
وأضافت: «من خلال سردها أجمل القصص للنسوة، تحاول جاهدة أن تخبرهن عن مستقبل منشود من الفرح والسرور، ومن خلال جلساتها معهن تعد لهن على النيران أكواب الشاى المحلى بالصبر والجلد ترتشفه وترتشف معه البسمات والضحكات، معلنات ثورتهن ضد لهيب هذه الحرب».
وقالت رائدة حسن، نازحة، إن ابنتها أصيبت فى قصف إسرائيلى على جنوب رفح، بعد أن طلب الاحتلال إخلاء المنطقة وهدد بقصفها، مضيفة: «وصلنا إلى ١٠٠ يوم من الحرب، والعالم صامت أمام جرائم الإبادة بحقنا».
وواصلت: «نحن نعانى فى كل مناحى الحياة، مياه الشرب والطعام غير موجودة، حتى المياه المالحة هناك صعوبة بالغة فى الحصول عليها، والآن نحن بالشارع دون مأوى، حتى الخيمة لم نعد قادرين على إقامتها مرة أخرى بسبب تكلفتها العالية جدًا».
وقالت هدى عليان، نازحة فى مدينة رفح: «انتشر تجار الدم بكل مكان، الأسعار خيالية، احتكار لكل السلع، استغلال للوضع، كيلو اللحمة وصل سعره ٩٠٠ جنيه، يعنى ٩٠ شيكل، كيلو الليمون ١٢ شيكل، كيلو الخيار ١٢ شيكل، كيلو الجزر ١٢ شيكل، كيلو البطاطس ١٣ شيكل، كيلو الثوم وصل ١٨٠ شيكل يعنى ١٨٠٠ جنيه، هذا الجشع فى وقت الحرب لا يمكن احتماله».
واختتمت بقولها: «لا توجد مياه للشرب، وإذا توافرت تكون ملوثة، ولا يوجد خبز ولا دقيق، ولا سيارات للتنقل بسبب اختفاء السولار والبنزين، ووسائل المواصلات الحالية هى الوسائل البدائية مثل الحمير والعربات التى تجرها».