الرحيمى: "دمعة على الموت الأول" جاءت للدفاع عن الإنسان المحاصر فى مواجهة الانحطاط
قال الكاتب الصحفي أسامة الرحيمي انتهيت حالا من قراءة روايتك الشجية «جميلة».. لم أحب اسم «دمعة».. ولا أفرض اسم «جميلة».. بل أحسسته طوال قراءتي.
جاء ذلك في فعاليات مناقشة رواية " دمعة على الموت الأول " والصادرة عن دار نهضة مصر للكاتبة الروائية الدكتور عفاف طبالة، تقديم دينا حشيش، وذلك مكتبة ديوان بالزمالك، وبحضور عددا من الكتاب والصحفيين.
وأكد الرحيمي على أن: جاء تكنيك الرواية مدهشا، عبر المراوحة بين الآني والماضي أنسب تقنية لكشف خفايا «جميلة» وتقاطعاتها من كل من ظلموها بسبب «جمالها».. فجمال شكلها وروحها.. كانا طوال الوقت سببا للاعتداء عليها واتهامها.. وتلك آفة المشوّهين والقُساة من البشر.. وحظها معهم كان وفيرا
وأشار الرحيمي إلى أن: لا أقول أن نهاية جميلة أبكتني وهزّتني بعمق.. لأني أبكيها منذ البداية.. وهذا يشير على أن لدي "عفاف طبالة" قدرة مذهلة على إثارة شجون المتلقين، وتحضيرهم بنعومة لبكاء منطقي، يجيء في موضعه بعفوية المشاعر السليمة..ومع أنها روايتها الأولى للكبار، لكني أحسستها أيضا للأطفال، لفرط الشفافية التي كتبت بها.
وأكد الرحيمي على أن"طبالة" تمتلك روح بريئة، تشبه نقاء الندى في الكتابة تجعل كل الكبار يستمتعون برواياتك للأطفال، وتضع روايتك هذه بمتناول الأطفال، ليستمتعوا بها بوضوح تام مثل الكبار بلا فوارق.
يبدو أن لديها خاصيّة استثنائية رهن تكوينها الانساني، وهي لا تتوفر إلا لندرة من البشر. تجعليهم ببساطة يقرؤون بأفئدتهم، بتلك النقطة العاقلة من القلوب. فلا يفقدون وعيهم بكل التفاصيل، ولا يعدمون رهافة الأحاسيس في آن. لذا يسهل عليهم البكاء مع تشكّل شخصياتك، وتتابع الأحداث.
وتابع الرحيمي “«جميلة» بطلة رواية ”دمعة على الموت الأل "إنسانة طبيعية، اكتسبت حكمتها من تجاربها الأليمة. لم تجعليها ملاكا، وتركتيها تعيش انسانيتها وتتأثر بالحب، وتضاجع رجلين بعفوية الأنثى وانفعالاتها في لحظات الصدق، أو ما بدا لها صدقا، في مرحلتين متتاليين متداخلتين.. وأحبت مرة ثالثة المحامي المحترم، لكنها كانت تتمتع في هذه المرة بذروة حكمتها، فآثرت أن لا تحرم حبيبها النبيل من حياة كاملة بالأولاد، وصممت أن يعيش تجربته، وتكتفي هي بما حازته من الدنيا..
و«هند» هي الصيغة السليمة ـ نسبيا ـ من أمها «جميلة»، وتوفرت لها فرصة تعليم كاملة، لتكون قادرة على مواجهة الحياة بكل قسوتها، ولتتخلص من جهل وقسوة والدها وعمتها الظالمة.
هذه رواية للدفاع عن نبالة الانسان المحاصر، في مواجهة الانحطاط المنتشر. والمستقوي بعنفه وضجيجه على صمت الرائعين، الذين يخفون القيم في صدورهم حتى لا يدهسها القساة.