خبير أسلحة دولى لـ الدستور: إسرائيل تقصف غزة بأسلحة محرمة دوليًا
قال مايت ايستون، صحفي بريطاني متخصص في القانون الدولي وخبير أسلحة، إن إسرائيل استخدمت العديد من الأسلحة المحرمة دوليًا، وليس هذا فقط، بل إن الجيش الإسرائيلي أطلق المئات من "القنابل الغبية"، وهو مصطلح يطلق على القنابل غير الموجهة التي تتسبب في قتل الآلاف من المدنيين والأبرياء ولا تبالي بأين ستسقط هذه القنابل أو على رأس مَن، وهو أمر غاية في الخطورة في القوانين الدولية.
وأشار إلى أن التقارير التي راجعها، ومن بينها تقرير نشر على شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أوضحت أن غالبية القنابل التي أسقطت على غزة كانت "قنابل غبية"، وأن الذخائر الإسرائيلية المستخدمة في غزة يبدو أن هدفها هو محو المنطقة بالكامل، نقلًا عن بحث أجراه مكتب مدير الاستخبارات الوطنية في الولايات المتحدة.
وأوضح أن ما يتراوح بين 40% و45% من الذخائر التي أسقطتها إسرائيل على غزة كانت غير موجهة، لكن هذه الذخائر أقل دقة وتنطوي على خطر أكبر في إيقاع خسائر في صفوف المدنيين.
ما يحدث فى غزة صادم
ووضف مايت ايستون، خبير الأسلحة البريطاني، أنه قرأ مؤخرًا تقييمًا لمارك جارلاسكو، المحقق السابق في جرائم الحرب لدى الأمم المتحدة، أشارت فيه المخابرات الأمريكية إلى أن ما يحدث في غزه صادم، وكشف عن أن ما يقرب من نصف القنابل التي أسقطتها إسرائيل على غزة هي قنابل غير موجهة، ما يقوض تمامًا ادعاءاتهم بتقليل الضرر على المدنيين، وأن إسرائيل تستخدم بانتظام أسلحة فتاكة في القطاع المكتظ بالسكان، على الرغم من تزايد خطر سقوط ضحايا من المدنيين.
وكشف عن أن اسرائيل تلقي قنابل تزن أكثر من 900 كجم على مربعات سكنية تهدمها بالكامل بمن فيه وهو أمر محير بحسب قوله، حيث إن إسرائيل تقول إنها تتجنب إيذاء المدنيين لكنها تقوم بتدمير مربعات يقطن فيها الآلاف من الآبرياء.
وأكمل: هذه القنابل هى قنابل أمريكية قامت الولايات المتحده بإرسالها لإسرائيل على الرغم من أن الولايات المتحدة استخدمت هذا المستوى من الأسلحة من قبل في أفغانستان، ولكن بشكل رئيسي في المناطق المفتوحة، ومع ذلك كانت تتسبب بقتل المجاورين وهو ما يشير الى حجم وقوة هذه القنابل وهو ما يستدعي اتخاذ اجراءات تجاه اسرائيل التي تستخدم هذه القوة المفرطه في مناطق مكتظة بالسكان وهو لا يمكن أن يؤدي إلا إلى شيء واحد وهو ارتفاع عدد الضحايا
وكشف "مايت" عن أن الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل أسلحة أمريكية منذ بداية الحرب وصلت إلى 15 ألف قنبلة و57 ألف قذيفة مدفعية 155 ملم، وهناك المزيد: 5000 قنبلة غير موجهة من طراز MK-82نت وأكثر من 5400 ، MK-84، وحوالي 1000 قنبلة من طراز GBU-39 ذات القطر الصغير، وهناك أيضًا حوالي 3000 من ذخائر الهجوم المباشر المشترك وهي مجموعة توجيه تستخدم نظام تحديد المواقع العالمي لتحويل القنابل غير الموجهة إلى ذخائر موجهة بدقة، مما يجعل القنابل العمياء "ذكية" بشكل فعال. ومع ذلك، فإن فعاليتها تعتمد على نوعية المعلومات الاستخبارية الواردة وهو ما يشير إلى أن ما تقوله إسرائيل بأنها لا تتحكم في مكان سقوط القنابل هو أمر كاذب.
وفي حالات أخرى، تعد وظيفة السلاح أيضًا أمرًا بالغ الأهمية، حيث يمكن أن تؤدي الأعطال الفنية إلى عدم وصول القنابل الذكية إلى أهدافها، ويمكن أن يؤدي الخطأ البشري أثناء عملية الاستهداف إلى الخطأ في التعرف على العلامات المحددة.
وقال مايت إنه في صراعات مختلفة، وردت تقارير عن ضربات ثانوية تحدث بعد وقت قصير من الضربة الأولية، مما أدى إلى إصابة عمال الإنقاذ والمدنيين الذين يهرعون لمساعدة الجرحى، ما أدى إلى زيادة كبيرة في الخسائر في صفوف المدنيين
واستكمل مايت أن إسرائيل استخدمت في وقت سابق من الحرب قنابل ذكية في غزة كجزء من استراتيجية عسكرية أوسع تهدف إلى استهداف البنية التحتية لحماس بدقة لتحقيق أهداف عسكرية ولكن دون محاولة للحد من الخسائر في صفوف المدنيين وتدمير البنية التحتية
وأضاف "مايت" أن فعالية هذه الأسلحة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية دون التسبب في ضرر أمر مستحيل.
الفوسفور الأبيض
وأكد مايت خبير الأسلحة أن استخدام الأسلحة الكيميائية عديمة اللون مقيد بموجب القانون الإنساني الدولي، بشروط تنص على عدم إطلاق النار مطلقًا على منطقة مدنية مأهولة بالسكان أو بنية تحتية مدنية أو على مقربة منها، فالفسفور الابيض شديد الاشتعال، ويمكن أن يتسبب في انتشار الحرائق والدخان بسرعة ولا يمكن اطفائه وانفجار الفسفور الأبيض في الجو ينشر المادة على مساحة واسعة، اعتمادًا على ارتفاع الانفجار، ويعرض عددًا أكبر من المدنيين والبنى التحتية أكثر من انفجار أرضي محلي.
وأنه يتسبب للمصابين بجروح عميقة، بحروق من الدرجة الثالثة والرابعة، وأنسجة جلد مشبعة بجزيئات سوداء ومعظم سماكة الجلد وجميع الطبقات تحترق حتى العظام، لكن ما يجعل الفسفور الأبيض أكثر خطورة هو وجود المطر في الهواء ومع موسم الأمطار، نتوقع أن تهطل الأمطار على شكل أمطار حمضية ملوثة بالفوسفور الأبيض.
وشرح أن الفوسفور الأبيض، أو رباعي الفوسفور، هو مادة صلبة شمعية سامة عديمة اللون، بيضاء أو صفراء، ولها رائحة تشبه الثوم. ولا تتواجد بشكل طبيعي ويتم تصنيعه من صخور الفوسفات. ويشتعل الفوسفور الأبيض عندما يتفاعل مع الأكسجين، مما ينتج عنه سحب كثيفة من الدخان الأبيض تصل إلى درجات حرارة عالية بما يكفي لصهر المعدن فتخيل ما تفعله بأجساد البشر بحسب قوله.
وشرح "مايت" أن ذخائر الفسفور الأبيض والفسفور المحترق تنتشر في الجو مع المياه والأكسجين وتتسبب في الاحتراق الذي يستمر في الاحتراق ولا يتوقف حتى يصبح الهيكل رمادًا، و كان الهدف من صنع الفسفور الأبيض هو اشعاله في السماء لإضاءة المناطق المظلمة في الحروب نظرًا لكونه يبقى مشتعلًا بسبب الأكسجين لمدة طويلة، ولكن استخدامه على البشر أمر في غاية الرعب والمأساة بحسب قوله.