مي التلمساني في مناقشة كتابها "للجنة سور": الاستقرار يعني مصر
قالت الأديبة مي التلمساني، عن كتابها "للجنة سور"، إنه يدور حول "هنا وهناك" وهي قضية ضخمة جدًا لم تحسم بعد.
وأوضحت التلمساني، خلال ندوة مناقشة كتابها "للجنة سور" بمقر قنصلية التاريخي بوسط القاهرة، أنها تعبر عن "هنا" بداخل مصر، وهناك تقصد به خارج البلاد، وهذا شكل الاستعاري الذي تناولته في كتابها، واستطاعت حسم هذه العلاقة بين هنا وهناك، واصفة: "حتى وأنا هناك خارج مصر لكن قلبي هنا بداخلها".
وأضافت التلمساني: “هنا أيضًا مصر والمنطقة العربية بأكملها، فما يحدث بأي منطقة بالعالم العربي يمسني بشكل مباشر، مشيرة إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها غزة مؤخرًا”.
مي التلمساني: الاستقرار يعني مصر
وتابعت: “الاستقرار يعني مصر، بمجرد أن أتم الـ 60 عامًا سأستقر في مصر”.
وعن الإصدار الأحدث لكتابها "للجنة سور"، قالت إنها لم تغير شيئًا في الثلاثين مقالة التي يقدمها الكتاب، وما فعله الإصدار الجديد هو أنها أعادت قرأة الكتاب وذكرياته التي مر عليها أكثر من 10 سنوات.
الفعالية تضمنت أيضًا إطلاق الطبعة الجديدة من كتاب "للجنة سور" في أول تعاون بين دار دوّن للنشر والتوزيع بالقاهرة وبين الكاتبة، وهو تعاون يتبعه إصدار جديد ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي في دورته القادمة، كما أعلن الناشر أحمد مهنىٰ مُمثل دار دوّن الذي قدّم اللقاء، وأدارته الدكتورة غادة لبيب.
حضر الفعالية حضورًا نخبة من الكُتّاب والمثقفين، أبرزهم الروائي الكبير، إبراهيم عبد المجيد، والشاعر جمال القصاص، الكاتبة رشا سنبل، الناقدة آية طنطاوي، والكاتب أحمد سلامة، وغيرهم.
وفي كتاب "للجنة سور"، تنتقل بطلة الحكاية من القاهرة إلى أوتاوا مرورا بمونتريال وباريس. خلال تنقلات المؤلفة تقوم بتوثيق المدن والحكايات من خلال حكايات السفر والطرائف والمدونات. كما تتأمل أيضا على طول الطريق في معنى الحركة، والحاجة إلى إعادة ابتكار الذات، وترصد التغيرات الاجتماعية التي تحدث للجميع.
كتاب “للجنة سور”
أحد أهم محاور "للجنة سور" محور الغربة وعدم الاستقرار بين هنا وهناك، بين مصر هناك وكندا هنا، أو بين كندا هناك ومصر هنا. الرحلة بين هنا وهناك واستغراب الأماكن والناس والأحداث هي أهم ملامح الغربة.
في الكتاب نقرأ عن النفس المهاجرة، كيف يهاجر الإنسان ويظل قلبه معلقًا بالوطن، ولماذا تدفعنا الحياة للسفر؟! حكايات بين الارتحال والغربة والبحث عن الأحلام والغرق في الذكريات. تسرد الأديبة المصرية مي التلمساني تفاصيل ومشاهدات ذات أثر عميق في نفسها عن رحلتها منذ أن كانت “هنا” تبحر في عالمها، وتفتش عن الأفضل وتتابع أحلامها تكبر، كذلك تسرد رحلتها نحو “هناك” حيث تتوقف قليلًا الرحلة المكانية وتبدأ رحلة نفسية جديدة، غير أن الإنسان مهما ارتحل يظل يجمع “هنا” و”هناك” معًا في قلبه المتأمل.