أسماء منصور.. وداعًا لصاحبة الابتسامة الهادئة
"أسماء"، تلك الفتاة الهادئة التي بدأت علاقتي بها من خلال انتقالي للعمل معها بنفس القسم داخل الجريدة، لم تكن علاقتي بها وطيدة، لكنها حولت اتجاهي حتى أصبحت علاقتنا بها بعض من الحديث المتبادل، وكذلك المداعبة بين بعضنا البعض: "كنا بنرخّم على البعض وكانت بتحرص على الحديث معي باستمرار".
تحولت علاقتنا لشكل مختلف عندما علم كل منا أننا ننتمي لنفس الأصول البدوية، فعلى الرغم من تخبطها إلا أن إصرارها على المحاولة في التميز بمجال الصحافة كان أكثر ما يلفت نظري، حيث كانت شغوفة ومستمرة في المحاولات، أكثر ما أتذكره عنها: "لما كانت تقف على السلم في الموقع وتذاكر في كتب الكورس الإنجليزي اللى كانت بتاخده وبتحاول تطور من نفسها كعادتها".
استطاعت أسماء أن تترك بصمة تجاه أغلب العاملين بـ"الدستور" لكن لم يحالفها الحظ في الاستمرار بالعمل لظروف لا يعلمها إلا الله، لكن فيما يخص سبب هروبها من الحياة لم يكن أمرا مفاجئا بالنسبة لي، فكنت دائما أرى بها نظرة من التخبط والضغط النفسي كونها تسعى لتكون ليست كما هي عليه، لكنها هي الدنيا "مابتديش محتاج".
بعد رحيلك يا أسماء لم نستطع أن نقدم لكِ سوى كلمات كنتِ دائمًا تسعين للتميز فيها من أجل العمل بالصحافة، ليصل للجميع ما عايشتيه، ويمكن أن يكون اعتذارًا عن كل ما لم نستطع أن نقدمه من أجلك واتجاهك؛ كوننا لم نمتلك الشجاعة في التعبير عما كنا نحمله لك من حب ومودة.