الكنيسة المارونية تحيي ذكرى تقدمة يسوع في الهيكل وسمعان الشيخ
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى تقدمة يسوع في الهيكل وسمعان الشيخ، ويقول الانجيل عن هذه المناسبة انه ولـما حان يوم طهورهما بحسب شريعة موسى، صعدا به إلى أورشليم ليقدماه للرب، كما كتب في شريعة الرب من أن كل بكر ذكر ينذر للرب، وليقربا كما ورد في شريعة الرب: زوجي يمام أو فرخي حمام.
وكان في أورشليم رجل بار تقي اسمه سمعان، ينتظر الفرج لإسرائيل، والروح القدس نازل عليه.
وكان الروح القدس قد أوحى إليه أنه لا يرى الموت قبل أن يعاين مسيح الرب.
فأتى الـهيكل بدافع من الروح. ولـما دخل بالطفل يسوع أبواه، ليؤديا عنه ما تفرضه الشريعة، حمله على ذراعيه وبارك الله.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها:
يا إخوة، ها هو سمعان الشيخ يحمل بين يديه مصباحًا مُضاءً. هلمّوا وأوقدوا سُرجَكم من هذا المصباح، أعني بذلك تلك السُرجُ التي أمركم الربُّ بحملِها بين أيديكم اقتربوا منه "وانظُروا إليهِ واَسْتَنيروا" لتصبحوا أنتم بدوركم أنوارًا تُشِعُّ في الداخل وفي الخارج لكم وللقريب وليس فقط حاملي مصابيح.
ليكن نورٌ في قلبكم، وفي يدكم، وفي فمكم، وليكن هذا النور الذي في قلبكم منيرًا لكم، والذي بين يدكم وفي فمكم منيرًا للقريب. إنّ النور الذي في قلبكم هو علامة التقوى المستوحاة من الإيمان؛ والنور الذي بين يديكم هو خير مثال عن أعمالكم الصالحة؛ والنور الذي في فمكم هو الكلام البنّاء.
لكن يجب ألاّ نكتفي بأن نكون أنوارًا في أعين الناس من خلال أعمالنا وأقوالنا، بل يجب أن يشرق نورنا أيضًا أمام الملائكة من خلال الصلاة وأمام الله من خلال نوايانا. نورنا أمام الملائكة هو نقاء تفانينا الذي يجعلنا نرنّم بتأمّل أو نصلّي بحرارة بحضورهم. أمّا نورنا أمام الله هو القرار الصادق بأن يرضى عنّا فقط ذلك الّذي وَجدْنا نعمةً بحضوره.
من أجل إنارة هذه المصابيح، يا إخوتي، استنيروا من خلال اقترابكم من ينبوع النور، أعني به الربّ يسوع، الّذي كان يسطع بين يديّ سمعان الشيخ. إنّ الربّ يسوع يريد بالتأكيد إنارة إيمانكم، وجعل أعمالكم تسطع، وإعطاءكم الإلهام لما ستقولون. هو يريد أيضًا أن يُلهب صلاتكم وينقّي نواياكم... وعندما ينطفئ مصباح هذه الحياة... سترون نور الحياة الذي لا ينطفئ ساطعًا في المساء كأنّه في سطوع الظهيرة.