"الكاثوليكية" تحتفل بذكرى باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزينزي
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، بذكرى القديسان باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزينزي، وعلى خلفية الاحتفالات طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها إنه ولد هذا القديس العظيم في قيسارية الكبادوك سنة 329م، من أسرة غنية في الدين والدنيا. لقد تسمى باسم ابيه القديس باسيليوس. وكان اخوته القديس غريغوريوس أسقف نيصص، والقديس بطرس أسقف سبسطية والقديسة مكرينا.
ارساله الى القسطنطينية
واضاف: ففي هذه البيئة اعد الله باسيليوس، ليكون منارة في بيعة الله المقدسة. وبعثه أبوه الى القسطنطينية، فدرس الخطابة والفلسفة على الاستاذ الشهير ليبانيوس، ثم الى آثينا حيث انكب على الدرس وامتاز بين اقرانه وهناك التقى بالقديس غريغوريوس النزينزي والامير يوليانوس الذي صار فيما بعد ملكًا وجحد الإيمان ولقب بالعاصي.
وتابع: وكان باسيليوس مثابرًا على الدرس، وزميله القديس غريغوريوس النزينزي، بكل ما أوتيه من حدة الذهن، ونشاط الشباب وبعد أن تسلم منبر التدريس مدة في آثينا، عاد الى وطنه، يدرس الفصاحة والبيان ويتعاطى المحامات، حتى أصبح قبلة الانظار. غير ان شقيقته اخذت تبين له أباطيل العالم فأصغى باسيليوس الى كلام اخته القديسة. واخذ بفلسفة الانجيل المقدسة..فانطلق الى مصر لمشاهدة السياح في البراري ومعاشرتهم، فاستأنس بهم وأعجب بقداستهم، ثم زار الاماكن المقدسة في فلسطين..
واكمل: ثم التزم العزلة في قرية لعيلته، حيث كانت امه واخته مكرينا تعيشان عيشة شبه نسكية، فتنسك هناك، ممارسًا ما كان رآه في السياح في براري الصعيد، فتتلمذ له كثيرون، فأنشأ في البُنطوس ديرين، أحدهما للرجال والآخر للنساء. وسن لهم قوانين شهيرة. ثم رُسم كاهنًا عام 370م، واستمر باسيليوس عائشًا كما كان في منسكه، مصليًا مبشرًا بالانجيل. وفوق ذلك كان يدير شؤون الأبرشية، لعجز أسقفها أوسابيوس، فاشتهر بسمو مداركه وحسن ادارته
واردف: وبعد وفاة الاسقف اوسابيوس، انتُخب باسيايوس خلفًا له على قيسارية، فأخذ يتفانى غيرة على الرعية. فأنشأ مأوى للمرضى والغرباء وفي أيام المجاعة بذل كل ما يملك في سبيل الفقراء والمحتاجين، حاضًا الاغنياء على مساعدتهم بيد سخية، وقد ترك هذا القديس العظيم، مؤلفات قيمة للكنيسة، منها النافور المعروف باسمه عند الكنيسة الشرقية ولا سيما اليونانية. وهو من ألمع علماء الكنيسة شرقًا وغربًا، وبعد حياة، ملأى بأعمال البر والصلاح والجهاد الحسن رقد بالرب في الأول من يناير سنة 379م. وله من العمر احدى وخمسون سنة.
القديس غريغوريوس
واستطرد: وكان والد غريغوريوس وثنيًا. أَمّا والدته فكانت مسيحية فربَّته تربية صالحة. وانكبَّ على درس العلوم فنبغ فيها في مدرسة اثينا رفقة صديقه الحميم باسيليوس. وعن ذلك قال:" ما كنا نعرف سوى طريقين، طريق الكنيسة وطريق المدرسة، ونترك لغيرنا ارتياد الملاهي والمسارح". وبعد اتمام دروسه قبل سر العماد المقدس. وكان من طبعه ميَّالًا الى العزلة، فأقام فيها مدةً مع صديقه باسيليوس. وكان ابوه، بصلاة والدته التقية، قد آمن بالمسيح واعتمد وارتسم كاهنًا ثم اسقفًا على مدينة نزينز، فدعا ابنه الى مساعدته. فلبَّى دعوة ابيه الذي رسمه كاهنًا واقامه معاونًا له في الاسقفية، فأحسن القيام بمهمَّته، لكنه ما عتم ان عاد الى صديقه باسيليوس يعيش معه حياة النسك والتقشف.
واختتم: وكان ابوه قد انخدع بالبدعة الاريوسية فأسرع غريغوريوس وارجع والده الى المعتقد الكاثوليكي الصحيح. وبعد ذلك انتُخِب غريغوريوس بطريركًا على القسطنطنية، فقام يتفانى في خلاص النفوس، ويبيِّن عن صحة المعتقد الكاثوليكي، حتى ردَّ الكثيرين من الاريوسيين. فقام بعض اساقفتهم يخاصمونه، ولم يكن من طبعه الخصام، فاعتزل البطريركية، عاكفًا على الصلاة وتأليف الكتب الدالة على غزارة علمه وتعمُّقه في الامور الالهية، لذلك لقِّب"بالتاولوغوس" اي اللاهوتي. وهكذا قضى سنيّه الاخيرة بالنسك والتأليف، الى ان رقد بالرب سنة 379. وقد اغنى الكنيسة بمؤلفاته القيِّمة، وهو من علماء الكنيسة الأعلام.