قطاع الآثار في 2023.. إنجازات متعددة في الاكتشافات والترميم والمتاحف
كان 2023 عاما مثمرا في قطاع الآثار على كافة المستويات سواء في الاكتشافات الجديدة أو أعمال الترميم أو استرداد الآثار المهربة والمسروقة.
وبذلت وزارة السياحة والآثار بقيادة الوزير أحمد عيسى جهودا كبيرة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار لإعادة الكثير من المناطق إلى رونقها التاريخي والأثري لتدخل على خريطة السياحة المصرية وتثريها.
ولم تدخر الوزارة جهدا في أي مجال سواء الترميم أو الاكتشافات الأثرية والافتتاحات الجديدة، بالإضافة إلى الدور التوعوي الذي تقوم به المتاحف المختلفة.
وتستعرض وكالة أنباء الشرق الأوسط في التقرير التالي أبرز محطات قطاع الآثار خلال عام 2023.
المتحف المصري الكبير
بدأ المتحف في تجربة التشغيل التجريبي لعدة مناطق من بنيها منطقة المسلة المعلقة، والبهو العظيم، والبهو الزجاجى، ومنطقة الدرج العظيم، يأتي ذلك في ضوء التشغيل التجريبي للخدمات المقدمة لزائريه والتأكد من تميز وتفرد التجربة السياحية به.
وتواصل الدولة المصرية تنفيذ مخطط لتطوير المنطقة المحيطة بالمتحف، من مطار سفنكس حتى أهرامات سقارة، وتم الانتهاء من وضع وتثبيت 123 قطعة في الفتارين بالإضافة إلى تثبيت 93% من القطع الأثرية الثقيلة بعد الانتهاء من أعمال ترميمها، كما أنه جاري الانتهاء من وضع باقي القطع وفقًا للجدول الزمني المحدد مسبقًا.
ومن المقرر أن يتم الانتهاء من كافة الأعمال المتبقية بكل من قاعات العرض الرئيسية وجاهزيتها بحد أقصى 10 يناير المقبل، ومراكب خوفو في منتصف فبراير المقبل.
ويتابع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء تطورات الأعمال بالمتحف بشكل أسبوعي، كما قام بزيارة للمتحف في 7 ديسمبر 2023.
المعارض الخارجية
معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" اختتم محطته الثالثة في باريس في شهر أبريل 2023، وبدأ محطته الرابعة في نوفمبر 2023 بأستراليا وتم بيع 110 آلاف تذكرة قبل افتتاحه.
ويضم المعرض 182 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف المصري بالتحرير من عصر الملك "رمسيس الثاني"، وتابوت الملك الذي تم نقله في موكب مهيب مع المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلي المتحف القومي للحضارة المصرية.
كما يضم المعرض أيضا بعض القطع الأثرية الأخرى من مكتشفات البعثة المصرية بمنطقة البوباسطيون بسقارة، بالإضافة إلى مقتنيات عدد من المتاحف المصرية تُبرز بعض الخصائص المميزة للحضارة المصرية القديمة من عصر الدولة الوسطى وحتى العصر المتأخر، من خلال مجموعة من التماثيل، والحلي، وأدوات التجميل، واللوحات، والكتل الحجرية المزينة بالنقوش، بالإضافة إلى بعض التوابيت الخشبية الملونة.
وبدأ معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" رحلته خارج مصر في أولى محطاته في نوفمبر 2021 بمدينة هيوستن، ثم محطته الثانية في أغسطس 2022 بمدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم محطته الثالثة في أبريل 2023 بالعاصمة الفرنسية باريس حيث حقق بها 817 زائرا.
كما تم افتتاح معرض "أفريقيا وبيزنطة" بمتحف المتروبوليتان بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
وسيشهد عام 2024 إقامة عدد من المعارض الأثرية في عدد من الدول الأجنبية من بينها الصين وألمانيا، التي من المنتظر أن تحقق عائدا كبيرا على مستوى التنشيط للسياحة المصرية والترويج للمقصد السياحي المصري، إلى جانب العائد المادي الكبير الذي سيعود بدوره بالنفع على المناطق الأثرية والمتاحف.
الآثار المستردة
تسلمت وزارة السياحة والآثار من وزارة الخارجية، خلال عام 2023 عددا من القطع الأثرية التي تعود للحضارة المصرية القديمة والتي تم تهريبها للخارج بطرق غير قانون، من بينها قطع أثرية قام بردها إلى مصر متحفا وانجانوى وساوث ايلاند بدولة نيوزيلاندا، وغطاء لتابوت أثري تسلمته مصر من الولايات المتحدة.
وتواصل وزارة وزارة السياحة والآثار جهودها لاستعادة كافة القطع الأثرية المصرية الموجودة بالخارج والتي تم سرقتها وتهريبها بطرق غير قانونية.
- منتج القاهرة الكبرى الثقافي الجديد:
بذلت وزارة السياحة والآثار خلال عام 2023 جهودا مكثفة للترويج لمنتج القاهرة الكبرى الثقافي الجديد، وتهدف الوزارة من خلال خطة عمل مكثفة تقوم بها ممثلة في كافة قطاعاتها إلى جعل القاهرة مقصدا سياحيا متميزا لما يضمه من آثار من عصور مختلفة تتيح للسائحين والزوار التعرف عليها بشكل يليق بتاريخ مصر العريق.
وشهدت القاهرة خلال العام المنصرم افتتاح عدة مواقع أثرية منه مسجد سليمان باشا الخادم بقلعة صلاح الدين الأيوبي وبرج مآخذ سور مجري العيون ومعبد بن عزرا اليهودي وحصن بابليون، كما تقوم وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار بالعديد من أعمال التطوير في عدة مواقع أثرية أخرى، منها قلعة صلاح الدين الأيوبي والتي يتم ترميم المباني الأثرية الموجودة بها وتطوير منطقة خدمات الزائرين والتي تحتوي على عدد من البازارات والمطاعم وأماكن انتظار السيارات.
كما يمكن للسائح في القاهرة زيارة منطقة أهرامات الجيزة، والمتحف المصري الكبير بعد افتتاحه، والقاهرة التاريخية والخديوية وما بها من مباني تراثية، والمتاحف الأثرية المهمة الموجودة بها، ومنطقة مصر القديمة وما تضمه من معالم أثرية هامة.
ويهدف منتج القاهرة الكبرى الثقافي لإتاحة الفرصة للسائحين والزائرين لاكتشاف سحر وتاريخ القاهرة العريق وآثارها الفرعونية والقبطية واليهودية والإسلامية، بالإضافة إلى العمل على زيادة عدد الليالي السياحية بمدينة القاهرة وخاصة ضمن رحلات اليوم الواحد التي يتم تنظيمها إليها، كما يوجد مخطط مواز لزيادة عدد الغرف الفندقية بالقاهرة لاستيعاب الزيادة التي ستشهدها أعداد السائحين.
وسعيا لمواكبة جهود التطوير والرقمنة، عممت وزارة السياحة والآثار تجربة الدفع الإلكتروني للتذاكر في عدة مواقع أثرية بالقاهرة باستخدام الكروت البنكية بكافة أنواعها مع وقف السداد النقدي، ومن تلك المواقع الأثرية قصر البارون بمصر الجديدة ومتحف المركبات الملكية ببولاق وقصر محمد على بالمنيل، وذلك ضمن المرحلة الثالثة من المشروع والتي تشمل تحويل أكثر من 120 موقعا أثريا ومتحفا على مستوي الجمهورية إلى الدفع غير النقدي.
مسار العائلة المقدسة
أولت وزارة السياحة والآثار خلال عام 2023 أهمية كبيرة بمشروع إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، الذي يتضمن 25 نقطة في 8 محافظات هي شمال سيناء، الشرقية، الغربية، كفر الشيخ، البحيرة، القاهرة، المنيا، وأسيوط حيث تحوي كل هذه النقاط على مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع وفقا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.
ويأتي مشروع إحياء مسار نقاط رحلة العائلة المقدسة في إطار رؤية وزارة السياحة والآثار للتنمية المستدامة لتعزيز ريادة مصر كوجهة سياحية كبرى حديثة ومستدامة، من خلال ما تملكه من موارد ومقومات سياحية وطبيعية وبشرية وأثرية غنية ومتنوعة.
وقد تم افتتاح 10 نقاط من المسار حتى الآن منهم 9 مواقع أثرية وموقع غير أثري، وجاري العمل على الانتهاء من كافة نقاط المسار في أقرب وقت ممكن.
الافتتاحات والاكتشافات الآثرية
شهدت 2023 العديد من الافتتاحات والاكتشافات الأثرية من أبرزها افتتاح متحف إيمنحتب بسقارة بعد إعادة ترميمه بهدف لتحسين التجربة السياحية للسائح في سقارة.
وتعد سقارة واحدة من أهم المناطق الآثرية في مصر، وهي ضمن قائمة المناطق الأثرية المصرية في اليونسكو.
وتم استبدال الأرضيات الحجرية التالفة ورفع كفاءة وتعلية الأسوار المحيطة، وتطوير ورفع كفاءة شبكات الري بمنطقة مسار الزيارة، ورفع كفاءة دورات المياه وتطوير مسارات الزيارة، وتطوير قاعات العرض المتحفي، وعمل إضاءة تخصصية بانورامية للموقع العام والقطع الأثرية المعروضة بالمتحف، وأعمال التأمين والمراقبة التليفزيونية وتشطيبات واجهات المتحف وأعمال رفع كفاءة وحدات التكييف المركزي.
ويضم المتحف عددا من القطع الأثرية التي تم اكتشافها بسقارة منها أهم وأقدم مجموعة من أدوات الجراحة، وكذلك التماثيل البرونزية للمعبودات المصرية، ونماذج العناصر المعمارية بمجموعة هرم زوسر، وأهم مقتنيات ملوك الأسرة الخامسة والسادسة من أبرزها مومياء الملك "مري إن رع" أحد ملوك الأسرة السادسة والتي تعتبر أقدم مومياء ملكية، بالإضافة إلى عدد من الأواني المختلفة الأشكال والأحجام التي اكتشفت داخل هرم الملك زوسر وبعض ملوك الأسرة الثانية، وأهم منحوتات النماذج الخشبية والحجرية لكبار الموظفين، وكذلك يضم مكتبة المهندس وعالم الآثار الفرنسي الراحل "جان فيليب لوير"، الذي عمل لمدة 75 عاما في سقارة للكشف عن المجموعة الهرمية للملك زوسر، وقاعة للتهيئة المرئية التي تعرض مواد فيلمية عن أهمية سقارة الأثرية.
وفي مارس 2023 أعلنت وزارة السياحة والآثار عن اكتشاف ممر جديد داخل هرم خوفو بطول 9 أمتار وعرض 2.1 متر بعد أن استمر العمل في هذا الاكتشاف منذ عام 2015 بالتعاون مع جامعات عالمية من أمريكا وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا بالإضافة إلى جامعات مصرية والمجلس الأعلى للآثار ووزارة السياحة والآثار.
وشهد قطاع الآثار المصرية خلال عام 2023 العديد من الاكتشافات الأثرية قامت بها البعثات الأثرية المصرية والأجنبية المختلفة، حيث نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة أم الرخم بمرسي مطروح في الكشف عن مقبرة صخرية ترجع للقرن الأول الميلادى، بالإضافة إلى بعض القطع الفخارية مع الدفنات.
ترميم 117 عمودا من صالة الأعمدة الكبرى من معابد الكرنك
كما تم تحقيق إنجاز ملحوظ في أعمال الترميم بالمواقع الأثرية المصرية حيث تم الانتهاء من ترميم 117 عمودا من صالة الأعمدة الكبرى من معابد الكرنك من أصل 134 عمودا وجارى العمل في باقي الأعمدة، والانتهاء من ترميم حوالي 90% من الصالة الأولى من مقبرة 156 بذراع أبوالنجا بالأقصر، والانتهاء من تركيب وإعادة بناء حوالي70% من مقاصير الأميرات بمعبد هابو.
كما تم الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة بمقابر الجبل الغربى بالكاب بالتعاون مع البعثة المصرية الألمانية المشتركة، بالإضافة إلى استكمال أعمال الترميم بمقابر الهمامية بالبداراى ومقابر مير الأثرية بالقوصية وجارى استكمال أعمال الترميم بها بنسبة إنجاز 90 %.
وخلال عام 2023 استكملت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار العاملة بمنطقة آثار سقارة، حفائرها والتي أسفرت عن الكشف عن بئر جديد مدفون به عدد ضخم من اللقى الأثرية.
ونجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية النمساوية العاملة في مقبرة الملكة "مريت نيث" من الأسرة الأولي بمنطقة أم القعاب بأبيدوس بسوهاج في الكشف عن المئات من الجرار المغلقة والتي لم تفتح من قبل، يوجد بداخلها بقايا من النبيذ تعود إلى 5000 عام مضت، بالإضافة إلى العثور على مجموعة أخرى من الأثاث الجنائزي.
وخلال عام 2023 افتتح أحمد عيسي وزير السياحة والآثار، مركز زوار القبة الضريحية للإمام الشافعي، بعد الانتهاء من ترميمها، والتي تعد أجمل قباب مصر، وتغطي الضريح وترتفع عن أرضية المسجد بمسافة 27 مترا، ويوجد في زوايا مربع السقف 3 صفوف من المقرنصات تشكل المنطقة الانتقالية من المربع إلى دائرة القبة، بنيت من الخشب لتخفيف كتلة البناء الهائلة التي يحملها مربع القبة، كما تتكون من ألواح خشبية مثبتة على 4 أربطة على ارتفاعات مختلفة وتنقسم إلى 5 مناطق.
كما تم الكشف في 2023، عن أكبر ورشة تحنيط بشرية وحيوانية بجبانة البوباسطيون بمنطقة سقارة الأثرية.
ومن المقرر أن يشهد عام 2024 افتتاح عدة مشروعات ترميم منها قصر السلاملك بالإسكندرية، ومشروع ترميم برجي الرملة والحداد، ومنطقة البانوراما بقلعة صلاح الدين الأيوب ومشروع ترميم قباب الصحابة بالبهنسا بمحافظة المنيا، وخانقاه بيبرس الجاشنكير بمنطقة الجمالية، والمرحلة الثانية لترميم النصف الغربي لمسجد الطنبغا المرداني، المرحلة الثانية لترميم مشهد أخوة يوسف.