بتر دون تخدير.. وحشية الاحتلال تحرم مصابى غزة من أطرافهم
لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بالانتهاكات التي قام بها خلال عدوانه على قطاع غزة، بقصف المدنيين، ولكن استهداف الجرحى بالتعذيب، عبر منع وصول المستلزمات الطبية إليهم ما يؤدي إلى أضرار بالغة بهم.
كان من بين تلك الأضرار هو بتر الأعضاء، حيث يتم قصف المدنيين داخل منازلهم ولا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات، ما يدفع الأطباء إلى بتر تلك الأعضاء بعدما دمرها القصف، وعقب انتهاء الحرب يعيش هؤلاء الجرحى بذلك العجز.
بتر الأطراف
واتساقًا مع ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في غزة، عن أن عمليات بتر الأطراف باتت شائعة نتيجة الحرب بين إسرائيل وغزة، التي دخلت الآن أسبوعها الثاني عشر، لكنهما لم تتمكنا من تقديم أعداد دقيقة.
وقال شون كيسي، مسئول المنظمة العالمية الذي زار مؤخرًا عدة مستشفيات في غزة، إن النقص الحاد في عدد جراحي الأوعية الدموية -الأقدر على إنقاذ الأطراف- يزيد من عمليات البتر.
وأوضح أنه في كثير من الحالات تعني الإصابة الشديدة أن بعض الأطراف غير قابل للإنقاذ، ويجب البتر في أسرع وقت ممكن: «رأينا مرضى مصابين بتسمم الدم والغرغرينا ولم يكن هناك حل سوى البتر».
فما الذي أدى إلى زيادة عمليات البتر والتي تتم دون تخدير؟
في 4 نوفمبر الماضي، انتشر مقطع فيديو لطفلة تدعى ليان الباز وهي تصرخ: «لا أريد أطرافًا صناعية، ازرعوا لي ساقي» في كل مرة يوقظها الألم الحاد في المستشفى حيث ترقد وقد تملكها الرعب بعدما بُترت ساقاها فيما عمليات القصف تحصد مزيدًا من القتلى في قطاع غزة.
نفاد التخدير من مستشفى كمال عدوان
يقول الدكتور أحمد كحلوت، مدير مستشفى كمال عدوان (حكومي) شمال غزة، إن هناك نقصًا حادًا في كل المستلزمات الطبية لا سيما التخدير وأطباء الأوعية الدموية، فهناك 80% نقصًا في كل المستلزمات الطبية.
وأوضح أن الاحتلال يتعمد قصف المدنيين ومن ثم مع قلة الإمكانيات الطبية وزيادة الأعداد في المستشفيات تأتي حالات صعبة وخطرة تحتاج رعاية طبية فائقة، وعدم وجود ذلك يؤدي إلى بتر الأطراف.
وبين أن عمليات البتر تلك تتم بدون تخدير وفي ظروف غير صحية، فالاحتلال يطلق صافرات الإنذار من أجل الإخلاء للمستشفى بمن فيه من جرحى حتى دخل بالجرافات ودهس الجثث: «يتزايد كل يوم نقص المستلزمات الطبية».
سبعة مستشفيات فقط من أصل 36 مستشفى في غزة ما زالت تعمل بعد أسابيع من الهجوم الجوي والبري العنيف الذي شنته إسرائيل
المصدر - وزارة الصحة في غزة
محمد: «شظايا الاحتلال دمرت قدمي وتم بترها»
محمد جمال، شاب فلسطيني، وأحد ضحايا بتر الأقدام في غزة، إذ أصيب بشظايا أدت إلى تدمير عظام القدم، واحتياجه لإجراء عملية جراحية عاجلة داخل مستشفى الشفاء قبل أن تخرج عن الخدمة.
أكد له الأطباء أن قدمه دُمرت تمامًا ولا يوجد حل لها سوى البتر، لكن الأزمة كانت في عدم توافر التخدير اللازم لإجراء مثل تلك العملية الجراحية الصعبة للغاية، إلا أنه لم تكن هناك حلول أخرى سوى البتر للقدم.
يعبر محمد عن أنه كان يشعر بالألم في قدمه وهي يتم بترها حيث لا يوجد مخدر أو مسكن، حتى بعدما تمت العملية لم تكن هناك أدوية مسكنة يمكن أن يتناولها تساعده على تجاوز الألم.
لم تكن الحرب الأولى التي يتعمد فيها الاحتلال تلك السياسة، فخلال عامي 2018 و2019 أصيب الآلاف بنيران الاحتلال في احتجاجات قادتها حماس ضد الحصار، وتم بتر أطراف أكثر من 120 من المصابين، حينها كانت غزة تفتقر إلى الخدمات الصحية المتقدمة، ومن ذلك الأطراف الصناعية الحديثة اللازمة بعد البتر.