من روائع الادب العالمى
"موسم الهجرة إلى الشمال".. رواية الطيب صالح عن صراع الحضارات
“موسم الهجرة إلى الشمال” هي واحدة من الروايات الشهيرة فى عالم الأدب لذا تم تصنيفها كواحدة من أهم مئة رواية في القرن العشرين، ورغم ذيوعها وانتشارها الواسع كانت هي أول أعمال الكاتب السوداني الطيب صالح ونشرت عام 1966 في بيروت.
وتعد رواية موسم الهجرة إلى الشمال واحدة من الروايات التي بنيت أعمدتها على فكرة الصراع بين الحضارات، حيث ارتكزت الرواية على بيئتين مختلفتين الأولى كانت في السودان والثانية كانت في لندن رغم البون الواسع بينهما، وإن كانت الغلبة للبيئة الأولى التي عادت إليها الأحداث مرة أخرى، ربما أراد المؤلف أن يقول إن الجذور هي الأساس وهي الملاذ الأخير، لذا سمى الرواية موسم الهجرة إلى الشمال. تأكيدا على أن المهاجر لابد له من عودة.
أراد الطيب صالح من روايته أن يقول رغم وجود الصراع بين الحضارات ولكن يبقى الإنسان هو الإنسان، به الخير وبه الشر أينما أستقر وأينما ارتحل، وبمحض إرادته يمكنه أن يختار الطريق الذي تتوق إليه نفسه، لذا اختار مصطفى سعيد طريق الغواية برغم ذكائه المفرط بينما اختار الراوي الذي عاش في نفس البيئتين طريق الخير رغم ذكاءه المتواضع قياسا بصاحبه.
لقد استطاع الطيب صالح أن يجذب القارئ من الوهلة الأولى، بسبب سرعة الأحداث وبسبب قدرته الفائقة على السرد بأسلوب سهل وسلس، وإن كانت الرواية تعتمد على مفردات وأوصاف إباحية ربما ساهمت في انتشارها في تلك الحقبة الزمنية التي واكبت نشرها، ويعد هذا هو المأخذ الوحيد على الرواية.
تفاصيل القصة
تبدأ القصة من الراوي الوافد إلى قريته البسيطة في السودان من بلاد الإنجليز بعد أن حصل على الدكتوراه في الشعر الإنجليزي، فيلتقي أهله وعشيرته وبينهم رجل غريب يدعى مصطفى سعيد فيتعرف عليه ويصبح مصطفى سعيد المزارع والد الطفلين وزوج حسنه بنت محمود هو محور روايته، حيث يتبين له أن مصطفى سعيد كان أستاذا جامعيا في لندن خرج من السودان وهو صغير إلى القاهرة ليتم المرحلة الثانوية وانتقل منها إلى لندن، التي أضحى فيها محاضرا في الاقتصاد، لكنه عاث في الأرض فسادا بين غواني لندن، ذلك لأنه فهم القصة بالمقلوب وظن أن بلاد الإفرنج لا تملك إلى المتعة فخرج منها مأموما مهزوما بعد أعوام قضاها في السجن ليعود إلى بلاده ويحط رحالة في قرية على ضفاف النيل فيتزوج وينجب ويزرع ثم يموت غرقا.
