"سواق الأتوبيس" يتسبب في قطيعة بين نور الشريف وبشير الديك وعاطف الطيب

تحل اليوم ذكرى ميلاد المخرج الراحل عاطف الطيب، الذي وصفه الأوروبيين بأنه ممثل المنهج الجديد للواقعية بعد المخرج صلاح أبو سيف، فهو من مواليد 26 ديسمبر في جزيرة الشورانية مركز المراغة بمحافظة سوهاج عام 1947، ورحل عن عالمنا في 23 يونيو 1995.

تميزت أفلام المخرج عاطف الطيب بواقعيتها وتناولها للقضايا الاجتماعية والسياسية، كما تميزت بإخراجه المتميز وأسلوبه الواقعي.

وقدم للسينما المصرية عدد من الأفلام منها: الزمار، سواق الأتوبيس، الحب فوق هضبة الهرم، الغيرة القاتلة، وغيرها من الأعمال المتميزة الواقعية.
عاطف الطيب تعامل مع عدد كبير من الفنانين حيث بدأ عمله كمساعد مخرج، وخلال رحلته في الإخراج ربطته علاقة صداقة وطيدة بالفنان الراحل نور الشريف، والذي تحدث الشريف عنها بشكل كامل.

حكاية فيلم الغيرة القاتلة

وفي كتاب "حكاية نور الشريف" للكاتب السيد الحراني، رصد فيه التفاصيل الكاملة حول علاقته بالمخرج عاطف الطيب، فقال نور الشريف:" عملت مع عاطف الطيب كمساعد مخرج متميز وكان قد جمع مبلغًا من عمله كمساعد في عدد من الأفلام الأجنبية، وقرر أن يبدأ أول تجربة إخراج له من إنتاجه وساعدته في إيجاد موزع خارجي وموزع داخلي بمبلغ معقول، وكانت أول تجربه له فيلم "الغيرة القاتلة" عن إعداد حديث لمسرحية "عطيل" شكسبير".

كواليس فيلم سواق الأوتوبيس

وأضاف نور الشريف:" ولم يحقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا بسبب أخطاء في السيناريو وأتضح أن عاطف الطيب مخرج حساس يقود الممثل بشكل جيد لكن عيبه الوحيد أنه يعمل عدد ساعات كثيرة ويرهق نفسه، رغم مرضه بالقلب، فجاء بعد ذلك اللقاء المهم في حياه عاطف الطيب كمخرج وفي حياتي كممثل فقدم محمد خان فكرة فيلم "سواق الأتوبيس" وكتب السيناريو والحوار بشير الديك، وكان سواق الأتوبيس الميلاد الكبير لعاطف الطيب الذي وضعه على المستوى العالمي عند نقاد السينما كمخرج له أسلوبه وتميزه.
 

وأوضح الراحل نور الشريف أن كثير من النقاد السينما في فرنسا والدول الأوروبية يصفون عاطف الطيب مخرج "سواق الأتوبيس والحب فوق هضبه الهرم" بأنه ممثل المنهج الجديد للواقعية بعد صلاح أبو سيف.
وأشار إلى أننى حصلت على جائزة أحسن ممثل عن هذا الفيلم في مهرجان نيودلهي السينمائي وتسلمها عاطف الطيب بدلًا مني لأنني لم أكن موجودا وحصل الفيلم على جوائز كثيرة في مصر وتونس وسوريا.

قطيعة بسبب أخطاء فيلم " سواق الأتوبيس"

وأكمل الشريف:" وفي يوم قلت رأيي في التليفزيون عن بعض الأخطاء الموجودة في الفيلم التي لم ينتبه إليها النقاد بسبب الصدق الذي تحقق به الفيلم، وتسبب ذلك في حدوث فترة جفاء لمدة عامين بيني وبين بشير الديك وعاطف الطيب، وجاء فيلم "الزمار" ونتيجة نجاح "سواق الاتوبيس" اهتممنا بمضمون فيلم “الزمار” بعيدًا عن الشخصيات، فأصبحت شخصيات غامضة، وأصبح من الصعب على المشاهد العادي أن يتابعه بسهولة".

كواليس فيلم ضربة معلم

وتابع نور الشريف:" بعد ثلاث سنوات التقينا في في فيلم "ضربة معلم ومن خلال احتكاكي به وجدت أن عاطف الطيب حقق قفزات كبيرة إلى الأمام في تمكنه من حرفية الإخراج ومشكلته أنه لابد أن يعيش فيضطر إلى قبول أفضل ما يعرض عليه لأن المخرج يبذل ثلاثة أضعاف المجهود الذي يبذله الممثل.

أكثر المخرجين إجهادًا

 وفي الوقت نفسه يأخذ ربع أجره، وعاطف الطيب كان أكثر المخرجين الذين أحب العمل معهم رغم أنه أكثرهم إجهادا للممثل، بسبب الظروف الإنتاج،لأن عاطف الطيب يريد أن يحقق إنتاجًا سينمائيًا عالى المستوى في زمن اقتصادي للمنتج حتى يضمن ارتفاع اسهمه في سوق المخرجين.

اقرأ ايضًا:

فى ذكرى رحيله.. رحلة عاطف الطيب من كرة القدم لرائد الواقعية المصرية المباشرة