محلل سياسي فلسطيني لـ الدستور: "ما قدمته مصر للقضية لا ينكره إلا جاحد"
قال ماهر صافي المحلل السياسي الفلسطيني: "أن ما قدمته مصر للقضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية ومنذ بداية الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين، ومنذ بداية الاحتلال الصهيوني على دولة فلسطين، وعدد من الدول العربية لا ينكره سوى جاهل أو لا يعرف الكثير في التاريخ والحاضر."
وأﻛد ﻣﺎھر لـ الدستور، أﻧﮫ ﻣﻧذ ﻋﺎم 1948 واﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﺗﻌد اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟدى ﻣﺻر ﺷﻌﺑﺎ وﺣﻛوﻣﺔ وﺣﺻﻠت اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اھﺗﻣﺎم ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘﺎدة اﻟﻣﺻرﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟﻌﺻور ﻣﻧذ اﻟرﺋﯾس ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر وﺣﺗﻰ اﻟرﺋﯾس ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺳﯾﺳﻲ، ﻣؤﻛدا أن ﺟﻣﯾﻌﮭم اﻋﺗﺑروھﺎ ﺟزء ﻣن اﻷﻣن اﻟﻣﺻري وﻟﯾس ﻣﺟرد ﻗﺿﯾﺔ وﻧظروا اﻟﯾﮭﺎ وﺗﻌﺎﻣﻠوا ﻣﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ أﺣد أزﻣﺎت ﻣﺻر اﻟﺗﻲ ﯾﺟب اﯾﺟﺎد ﺣل ﻟﮭﺎ.
وأﺷﺎر إلى أﻧﮫ ﻣﻧذ اﻟﺗﺎرﯾﺦ وﺣﺗﻰ ھذا اﻟﻠﺣظة ﺗﺣﺎول اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﺣل اأزﻣﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ووﻗف ﺑطش اﻟﻌدوان اإﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن وﺣﺗﻰ اآن ﺗﺳﻌﻰ ﻣﺻر ﺑﺷﺗﻰ اﻟطرق إﻟﻰ ﺗﮭدﺋﺔ اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ ﻗطﺎع ﻏزة واﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣﻠول ﻋﺎدﻟﺔ وﺷﺎﻣﻠﺔ وھو اﻟﻧﮭﺞ اﻟذي ﺗﺗﺑﻌﮫ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺻري ﻣﻧذ أﻛﺛر ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ﻗرن ﻣن اﻟزﻣﺎن.
واستطرد ماهر، أﻧﮭم ﻛﺷﻌب ﻓﻠﺳطﯾﻧﻲ ﯾﻌﻠم وﯾﺷﮭد أن ﻓﻠﺳطﯾن ﻟﯾﺳت ﻣﺟرد دوﻟﺔ ﻣﺟﺎورة ﻟﻣﺻر ﺑل ﻋﮭد اﻟﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ارﺗﺑﺎط اﻟﺷﻌﺑﯾن ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اأزﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ اﻟﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ وﯾﺗﺷﺎرﻛون اأﺣزان واأﻓراح وارﺗﺑﺎط ﻣﺻر ﺑﺎﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ، ﻟﯾﺳت ﻣﺟرد ﺷﻌﺎرات ﺑل ھﻧﺎك ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ اﻷﻣن اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﻣﺻري وﻋﻼﻗﺎت اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ واﻟﺗﺎرﯾﺦ واﻟدم واﻟﻘوﻣﯾﺔ وﻟم ﻧرى ﻣن ﻣﺻر إﻻ اﻟﺧﯾر ﻓﮭﻲ ﻟم ﺗﻧظر إﻟﻰ ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ أبدا ﺑل ﻗدﻣت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﺟل اﻟﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ.
ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻠدﺳﺗور إﻧ مصر ﺣﻛوﻣﺔ وﺷﻌبا ﻟم تتأخر ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدات واﻟﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﮭون ﻋﻠﻰ اأﺑرﯾﺎء ﻓﻲ ﻏزة وﻟو ﻗﻠﯾﻼ ﻣن وﯾﻼت اﻟﺣرب اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻐﺎﺷﻣﺔ اﻟﺗﻲ أودت ﺑﺣﯾﺎة أﻛﺛر ﻣن 21 أﻟف ﺷﮭﯾد ﻏﺎﻟﺑﯾﺗﮭم ﻣن اﻟﻧﺳﺎء، لافتا إلى أن ﻣﺻر ﻛﺎﻧت ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ اﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ وﺗوﺣﯾد اﻟﺻف اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﮭد ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر وھو ذات اﻟدور اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌﺑﮫ ﻣﺻر اﻟﯾوم ﻣﻊ ﻛل ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ وﺣﻣﺎس ﻣن اﺟل ﺣﻘوق اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن وﺗﺗواﺻل ﻣﻊ ﻛﺎﻓﺔ اﻻطراف ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﯾن وﺣﻘوﻗﮭم.
ولفت ماهر: «ﻟن ﻧﻧﺳﻰ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻣر وﻗت طوﯾل ﻣﻧذ ﻗﺎﻣت ﺟﻣﻌﯾﺔ ﺣﯾﺎة ﻛرﯾﻣﺔ ﺑرﻋﺎﯾﺔ اﻟرﺋﯾس ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺳﯾﺳﻲ واﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﺑاﺗﺧﺎذ ﻗرار ﺑﺈﻋﺎدة إﻋﻣﺎر ﻏزة ﻓﻲ ﻋﺎم 2021 ﺑﻌد ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع ﻣن ﺟراﺋم ﺣرب ﻣن ﻗﺑل ﻗوات اﻻﺣﺗﻼل ﺑﻌد ﻣﻌرﻛﺔ ﺳﯾف اﻟﻘدس اﻟﺗﻲ اﻗﺗﺣم ﻓﯾﮭﺎ ﺟﯾش اﻻﺣﺗﻼل اﻟﻣﺳﺟد الأﻗﺻﻰ وﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﻗﺗل ﻣﺋﺎت اﻟﻣﺻﻠﯾي»ن.
وأضاف: «ﻟن ﯾﻧﺳﻰ اﻟﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ اﻟواﻋﻲ ﻣﺎ ﻗدﻣﺗﮫ ﻣﺻر ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣن أﺟل اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ، وﻧﺣن ﺟﻣﯾﻌﻧﺎ ﻧﺗﻔﮭم ﻣوﻗف ﻣﺻر ﻣن ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻠم اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ ﺑطرد ﺷﻌب ﻓﻠﺳطﯾن ﻣن أرﺿﮫ وﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ الأردن وﻣﺻر ﻟﻠﺳﯾطرة اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ أرض ﻓﻠﺳطﯾن».
ونوة ماهر، إلى أﻧﮭم ﻛﺷﻌب ﻓﻠﺳطﯾن ﻟن ﯾﺳﻣﺣوا ﺑذﻟك، وﻻ ﯾرﯾدون اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن أراﺿﯾﮭم وﻟن ﯾﻌﯾدوا ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ أﯾﺎم اﻟﻧﻛﺑﺔ واﻟﯾوم اﻟﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﺳﯾﻘف اﻣﺎم اﻟﺻوارﯾﺦ ﯾﻣوت ﻋﻠﻰ ارﺿﮫ ﻟﯾروﯾﮭﺎ ﺑدﻣﺎﺋﮫ وﻟن ﯾﺗﺧﻠﻰ ﻋﻧﮭﺎ، ﻣﺳﺗطردا أن اﻟﺷﻌب ﯾﻛﺗب ﻋﻠﻰ ﺟدران ﻣﻧﺎزﻟﮫ ﺳوف ﻧﺑﻘﻰ ھﻧﺎ ﻣﻧﺗظرون ﺑداﺧل ﻣﻧﺎزﻟﮭم اﻟﻣوت ﺑداﺧﻠﮭﺎ وﻻ اﻟرﺣﯾل ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻛﯾف ﻟﺷﻌب اﺳﺗﻘﺑل ﻛل ھذه اﻟﻣﺟﺎزر وﻻزال ﺑﺎﻗﯾﺎ أن ﯾﺗرك أرﺿﮫ.
وذﻛر، أن ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر وﻗف ﺿد إﺳراﺋﯾل ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﻣﻠك واﻟﺳﺎدات طﺎﻟب ﺑﺣﻘوق اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻓﻲ ﻋﺎم 1967 أﻣﺎم اﻟﻛﻧﺳﯾت وأﻗر ﺷرطﯾن ﻟﻠﺳﻼم ﻣﻊ إﺳراﺋﯾل وأﻧﮫ ﻟن ﯾﺗم اﻟﺳﻼم إﻻ ﺑﻌد دﻋم ﺣق اﻟﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻧﺳﺣﺎب اﻻﺣﺗﻼل ﻣن ﺟﻣﯾﻊ الأراﺿﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣؤﺗﻣرات اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻟﯾﺟﺑر اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﺎﻻﻋﺗراف ﺑدوﻟﺔ ﻓﻠﺳطﯾن وﻧظﺎﻣﮭﺎ، ﻛﻣﺎ ﺷﺎرك ﻣﺑﺎرك ﻓﻲ ﺗوﻗﯾﻊ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اوﺳﻠو اﻟﺗﻲ ﯾﻧدم ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻻﺣﺗﻼل ﻧدﻣﺎ ﺷدﯾدا ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﺑﻧود ﺗﻣﻧﻊ اﻻﺳﺗﯾطﺎن ﻣن ﻗم دﻋم ﻣﺻر اﺗﻔﺎق ﺟﻧﯾف.
وأﻛﻣل ﻗﺎﺋﻼ إن اﻻھﺗﻣﺎم اﻟﻣﺻري ﺑﺎﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻛﺎن وﻻ زال وﻣﻧذ ﺗوﻟﻲ اﻟرﺋﯾس ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺳﯾﺳﻲ اﻟﺣﻛم، اﺳﺗﻣرت وظﻠت اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻗﺿﯾﺔ ﻣرﻛزﯾﺔ ﻻ ﯾﺗم اﻟﺗﻐﺎﺿﻲ ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟدوﻟﺔ واﻟﻘﯾﺎدة اﻟﻣﺻرﯾﺔ، وﺻوﻻ اﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدﻣﮫ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﯾوم ﻓﻲ ظل اﻟﺣرب اﻟﻣﻔﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛﺑﮭﺎ ﻗوات اﻻﺣﺗﻼل اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻣرﯾﻛﺎ ودول ﻋدة ﺗﺟﺎه اﻟﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ وﺗﺟﺎه اﻟﻣدﻧﯾﯾن ﻣﺧﻠﻔﺔ دﻣﺎرا ﺷﺎﻣﻼ اﺳﺗﻧذف ﻛﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋل واﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺣﯾﺎة ﻣن ﻣﯾﺎه وطﻌﺎم وﻣﺳﻛن وﻋﻼج، ﻟﺗﺳﺎرع ﻣﺻر ﻓﻲ إرﺳﺎل 90 ﺷﺎﺣﻧة ﻣﺣﻣﻠﺔ ﺑـ2250 طﻧﺎ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻹﻏﺎﺛﯾﺔ واﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻐذاﺋﯾﺔ وﺗﺳﺗﻣر ﻓﻲ ذﻟك ﺑﺷﻛل دوري، ﻣﺗﻛﺑدا اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺣﻣﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻣﺳﺗﻣرا رﻏم ذﻟك وﻟن ﻧﻧﺳﻰ ھذا اﻟﻌطﺎء ﻣن اﻟﺷﻌب واﻟﻘﯾﺎدة اﻟﻣﺻرﯾﺔ.