صلاح جاهين في حوار نادر: كل مواهبي عرفتها منذ الطفولة.. وأكتب بالعامية لأنها أقرب وسائل التعبير
تحل اليوم ذكرى ميلاد صلاح جاهين، والذي ولد في 25 ديسمبر من عام 1930، وكان فنانًا شاملًا، شاعرا، وكاتبا صحفيا، ورساما للكاريكاتير.
وفي حوار معه نشر على صفحات مجلة المعرفة عام 1977 تحدث فيه جاهين عن مواهبه وأيها يفضل وغيرها..
يقول صلاح جاهين:" من الناحية الفنية الانسان لا يستطيع استخدام مقياس واحد في تحديد هذا لأنه من ناحية الأهمية على سبيل المثال في الوقت الذي يجب ان تطبع فيه جريدة الأهرام يصبح الرسم الكاريكاتوري أهم هذه الفنون التي أجيدها، لأن الكاريكاتير سينشر في الجريدة، وعندما يكون هناك عمل في مسرحية او ديوان شعر او عمل للعرائس يكون العمل المطلوب هو الأهم في تلك اللحظة، وأنا أعتقد ان كل الفنون التي أمارسها بدأت هوايتي لها وانا صغير، وبدأت بها جميعا مع بعض.
وينتقل جاهين للحديث عن العامية والفصحى فيقول:" أنا اكتب بالعامية لانها أقرب وسائل التعبير بالنسبة لي، يمكن أن تكون الفصحى أقرب وسائل التعبير بالنسبة لشخص غيري، فلنفرض أنه امامنا مجموعة تماثيل، تمثال منحوت من الجرانيت وآخر من من الحجر الرملي وآخر من البرونز، كيف نقيم في النهاية هذه التماثيل وأيها أفضل من الناحية الفنية، لا بد ان يعتمد التقييم على الناحية الفنية التي يحتويها التمثال، وليس على المادة المصنوع بها، لو قال أحدهم أن الجرانيت أفضل وصنع تمثالا من الجرانيت غير متناسق فنيا وسخيف، وجاء مثال آخر وصنع بالطين تمثالا أقرب إلى الكمال الفني، هل أحكم على تمثال الجرانيت أنه أفضل من تمثال الطين لمجرد انه مصنع من الجرانيت، أم أن القيمة الفنية ليست بطبيعة المادة، وإنما بالشكل والمضمون الفني الذي يصنعه الانسان للفنان في تلك المادة.
ويختتم:" نحن نعرف بان اللغة الأم هي اللغة العربية الفصحى، ونأمل ان تصبح لغة الحديث في الوطن العربي كله، لكن وحتى يتحقق هذا فإن لغة الحديث هي العامية، والمهم في البداية وهو المضمون الذي نقدمه للناس بشرط ان يكون مفهومًا من قبلهم".