حروب وكوارث طبيعية.. أحداث فارقة شهدتها المنطقة العربية في 2023
شهد العالم العربي في عام 2023 عدة أحداث مهمة ومؤثرة، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو البيئية، أغلبها انتهى خلال فترة وبقيت آثاره، والبعض لازال مستمرًا حتى الآن.
"طوفان الأقصى" أكبر عملية لفصائل المقاومة الفلسطينية.. ورد وحشي من إسرائيل
في 7 أكتوبر 2023، أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملية عسكرية ضخمة على إسرائيل، تحت اسم طوفان الأقصى، والتي تعد الأكبر من نوعها في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
استهدفت العملية عدة مستوطنات في غلاف غزة، بواسطة هجوم بري وبحري وجوي وتسلل للمقاومين إلى داخل الأراضي المحتلة. وقالت حركة حماس، التي تدير القطاع، إن العملية تأتي ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى والقدس والأسرى والشهداء والجرحى.
وفي مواجهة هذا التحدي، ردت إسرائيل بقوة على الهجوم، وشنت غارات جوية ومدفعية على أهداف في قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل وجرح وتشريد الآلاف من الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية والمنشآت الصحية والتعليمية في القطاع.
كما قصفت إسرائيل أهدافا في جنوب لبنان وسوريا، ردًا على إطلاق قذائف وصواريخ من قبل حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، اللذين أعلنا تضامنهما مع المقاومة الفلسطينية.
وقد أثارت الحرب انتقادات واسعة من المجتمع الدولي، الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي ووقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين الفلسطينيين.
وتدخلت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول عربية وأجنبية للوساطة بين الطرفين ،والوصول إلى حل سياسي شامل ينهي الصراع ويحقق السلام والعدالة للشعب الفلسطيني.
الحرب في السودان
اندلعت الحرب في السودان بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وبين ميلشيا الدعم السريع تحتَ قيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في شهر أبريل الماضي، بعد أن شنت قوات الدعم السريع هجومًا شرسًا على قواعد ومواقع الجيش السوداني، بسبب خلافات سياسية حول السلطة والاتفاق الإطاري للانتقال الديمقراطي.
وسرعان ما تحولت الاشتباكات إلى حرب أهلية شاملة، وأسفرت الحرب عن مقتل وجرح وتشريد الآلاف من المدنيين، وتدمير البنية التحتية والخدمات الأساسية، وتفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية في البلاد.
ورغم الجهود الدبلوماسية والوساطات الإقليمية والدولية، لم تتوصل الأطراف المتحاربة إلى اتفاق لوقف النار أو حل سياسي شامل حتى الآن,
زلزال كارثي في المغرب
تعرض المغرب لزلزال قوي بلغت شدته 6.8 درجة على مقياس ريختر في سبتمبر 2023، وكان مركزه في جبال الأطلس، الزلزال تسبب في سقوط أكثر من 2900 قتيل و5500 جريح مُعظمهم بأقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة، كما تضررت العديد من المباني والمعالم التاريخية بكُل من مراكش وتارودانت وأكادير وورزازات.
وشعرَ بالزلزال سكان عشرات المدن المغربية بما في ذلك أكادير والدار البيضاء والرباط والمحمدية والقنيطرة ونواحيها، كما وصل مدى الهزات إلى الدول المُجاورة مثل إسبانيا والبرتغال والجزائر.
واعتُبر هذا الزلزال الأقوى والأكثر دموية في تاريخ المغرب الحديث وذلك منذ عام 1960 على الأقل، وهو ثاني أكثر الزلازل فتكًا على مستوى العالَم في سنة 2023 بعد زلزال تركيا وسوريا.
وقدّرت منظمة الصحة العالمية أن حوالي 300 ألف شخص في مراكش والمناطق المحيطة تضرروا جراء الكارثة، وفي أعقاب الزلزال، أعلن المغرب الحداد الوطني وتلقت المغرب مساعدات إنسانية ومالية من دول عربية وأجنبية.
وقد أثارت هذه الكارثة الطبيعية تساؤلات حول مدى جاهزية البلاد لمواجهة مثل هذه الظروف، وما هي الإجراءات الوقائية والاحترازية التي يجب اتخاذها لتجنب تكرارها.
العاصفة دانيال تضرب ليبيا ومصر بعد اليونان
في 9 سبتمبر 2023، اكتسبت العاصفة دانيال، التي كانت منخفضًا استوائيًا فرعيًا، خصائص استوائية فرعية، وبلغت سرعة الرياح 83 كم، وفي 10 سبتمبر، ضربت العاصفة الساحل الليبي، وأدت إلى إغلاق أربع موانئ نفطية.
العاصفة أثرت بشدة على شرق ليبيا، حيث تسببت في فيضانات واسعة النطاق في منطقة الجبل الأخضر، وقطعت الطرق الرئيسية.
وكانت مدينة درنة هي الأكثر تضررًا، حيث انهار سدان قريبان منها، وغمرت المياه معظم المدينة، وقتلت آلاف الأشخاص، وفقد عشرات الآلاف، وخارج درنة، قتل 170 شخصًا آخرين، واختفت قرية كاملة، وفي 15 سبتمبر، ارتفع عدد حالات التسمم بسبب تلوث مياه الشرب، وتأثر الأطفال بشكل خاص.
نهاية الإعصار كانت في الأراضي المصرية، حيث وصلت العاصفة في 11 سبتمبر، ولكنها كانت أضعف من قبل، وأحدثت أمطارًا معتدلة في المنطقة الشمالية الغربية، وفي 12 سبتمبر، شعر السكان برائحة غريبة في الهواء، لكن الأرصاد الجوية نفت علاقتها بالعاصفة.
مؤتمر كوب 28 في الإمارات
في بداية ديسمبر 2023، افتتح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2023 (COP28)، في مقر أكسبو دبي، بحضور قادة وممثلي 198 دولة، وأمين عام الأمم المتحدة، وتولى سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئاسة المؤتمر، خلفًا لسامح شكري، وزير خارجية مصر، الذي رأس المؤتمر السابق (COP27) في شرم الشيخ.
في الجلسة الافتتاحية، ألقى رئيس الإمارات كلمة دعا فيها إلى تعزيز التعاون الدولي والتزام الدول بالتخفيضات الطموحة لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتكيف مع آثار تغير المناخ، وتوفير التمويل والتكنولوجيا اللازمين لدعم الدول النامية، وأكد أن الإمارات تسعى إلى أن تكون نموذجًا للتنمية المستدامة والابتكار الأخضر، وأنها تلتزم بخفض انبعاثاتها بنسبة 24% بحلول عام 2030.
وقد ركز المؤتمر على تعزيز التعاون والاستثمار في الحلول منخفضة الكربون والمتجددة، ودعم البلدان والمجتمعات النامية الأكثر تضررًا من التغير المناخي، واستغلال التقدم التكنولوجي والابتكارات المستدامة، وقد أظهرت الإمارات ريادتها في المبادرات المناخية، وتعهدت بتوفير 100 مليار دولار دعم للبلدان النامية.