عيد الميلاد فى مدينة مهد المسيح.. شوارع خاوية وأزقة مليئة بالألم
اتشحت المدينة التي ولد فيها السيد المسيح عليه السلام قبل أكثر من 2000 عام بالسواد، معلنة حالة الحداد في أوقات يفترض أنها مفرحة ومقدسة بالنسبة إلى قاطنيها وزائريها، وذلك بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
بيت لحم
وانقلبت مظاهر الفرح في كنيسة المهد ببيت لحم إلى صوت قرع أجراس فقط لا أضواء ولا زينة ولا أي مظهر من مظاهر الفرح، وهذا هو الحال هذه الأيام، فبدلًا من أن تعج المدينة بالحجاح والزوار، باتت معظم الأماكن فيها مغلقة تمامًا.
وقال الأب عيسي أبوسعدة، راعي كنيسة سيدة البشارة للروم، في تصريحات خاصة لفضائية "القاهرة الإخبارية"، إن عيد الميلاد هذا العام يأتي بشكل مختلف، ففي هذه الأيام بيت لحم مثل أي مدينة فلسطينية أخري في حالة حداد، ونحن نشعر بالحزن، لذلك قرر المجلس البلدي في بيت لحم إلغاء جميع الاحتفالات في عيد الميلاد.
وأكد راعي كنيسة سيدة البشارة للروم أن الهدف من ذلك إرسال رسالة واضحة للمجتمع الدولي، مفادها أن بيت لحم ترفض هذا العدوان على أهلنا في قطاع غزة، الذي يشهد إبادة جماعية وتطهيرًا عرقيًا كاملًا.
دماء الأطفال والنساء
يشار إلى أن المذابح، التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، جعلت القائمين على كنيسة المهد يستبدلون المشهد المعتاد للعائلة المقدسة في مزود البقر بمجسمات للعائلة المقدسة وسط الأنقاض والأسلاك الشائكة تضامنًا مع شعب غزة، وفي معظم أعياد الميلاد تُقام عروض مبجة بالأضواء والأشجار في ساحة المهد، لكن هذه المرة كانت وقفة احتجاجية كئيبة مع ترانيم على ضوء الشموع وصولات من أجل السلام في غزة.
ورسمت كنيسة المهد ببيت لحم لوحة فنية بديعة وصفت حجم الألم في غزة، حيث رسمت رسالة بُعثت من ساحة المهد، لكنها كتبت بدماء الأطفال والنساء في "جباليا ودير البلح وخان يونس ورفح"، لتُعلن أن بيت لحم لن تحتفل ولن تفرح، وغزة لا تفعل شيئًا منذ أكثر من شهرين سوى دفن أبنائها.