هيفاء أبوغزالة: العالم يشهد مأساة إنسانية سيتذكرها التاريخ طويلًا
قالت السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشئون الاجتماعية، إننا جميعًا لمسنا جهود نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، بصفتها نائب رئيس الهلال الأحمر المصري لتوصيل المساعدات سواء من مصر أو الدول العربية إلى أهلنا في قطاع غزة المنكوب.
جاء ذلك خلال تسلم نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي رئاسة جمهورية مصر العربية أعمال الدورة الثالثة والأربعين لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب، من مريم المسند وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة في دولة قطر.
وأكدت أن مبادرتها جاءت لإيصال مساعدات مجلسي وزراء الشئون الاجتماعية والصحة العرب، مع الوفد رفيع المستوى لجامعة الدول العربية تأكيدًا على حرصها على ضمان وصول تلك المساعدات وغيرها إلى أهل قطاع غزة، ذلك فضلًا عن جهودها المقدرة كعضو دائم بالمكتب التنفيذي للمجلس، وحرصها على تعزيز العمل الاجتماعي التنموي العربي المشترك، مؤكدة على مواصلة التعاون معها بما فيه صالح الشعوب العربية، وبما يدعم جهودها المقدرة في كل المجالات الاجتماعية التنموية.
ولفتت إلى مواصلة تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 وما بعد، ومرورًا باعتماد التصنيف العربي للأشخاص ذوي الإعاقة، ومبادرة الوزيرة مريم، بتنفيذه على المستوى الوطني، وغيرها من الإنجازات النوعية الهامة، والتي لولا الدعم المقدر أيضًا لمعالي وزراء الشئون الاجتماعية العرب، ما ظهرت تلك المبادرات الهامة للمجلس إلى النور وشكلت هذه النقلة الهامة.
ولفتت إلى أن المجلس والعالم يشهد للأسف مأساة إنسانية غير مسبوقة سيتذكرها التاريخ طويلًا، وستبقى عالقة في أذهان الأجيال الفلسطينية، التي شهدت استشهاد أسرهم بالكامل في عملية وحشية لإسرائيل- القوة القائمة بالاحتلال، التي ترمي إلى الإبادة الجماعية لشعب أعزل يدافع عن حقه المشروع، بل أصبح يدافع عن متطلبات الحياة الأساسية من مأكل ومشرب وعلاج ورعاية.
لقد فقد القطاع سبل الحياة اليومية الأساسية وشهد تدميرًا لبنيته التحتية، وللأسف ما زال العدوان مستمرًا رغم كل المحاولات، وهنا لا بد وأن يستكمل مجلسكم الموقر جهوده سواء في إطار العمل الاجتماعي الإنساني العربي المشترك، أو على المستوى الثنائي لمواصلة احتواء الآثار الإنسانية والاجتماعية الكارثية على أهلنا في قطاع غزة، واقترح تشكيل لجنة طوارئ من مجلسكم الموقر، تأخذ الصلاحيات لاتخاذ القرارات العاجلة والتحركات اللازمة في المجالات الاجتماعية والإنسانية ذات الصلة، وأن يبقى المجلس في حالة انعقاد مستمر لحين استقرار الأوضاع.
وقالت إنني على ثقة من أن تلك الأحداث الصعبة لن توقف المجلس الموقر عن مواصلة عمله، لتعزيز العمل الاجتماعي التنموي العربي المشترك في مختلف المجالات الاجتماعية ذات الصلة، ويعكس ذلك مشروع جدول الأعمال، الذي يتضمن العديد من الموضوعات التي تمثل أولوية للإنسان العربي، ويسهم في تعزيز الجهود العربية الرامية لتنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030، بالتركيز على الفئات الضعيفة في المجتمع، لا سيما الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، ودعمًا للموضوعات ذات الصلة بالطفولة والأسرة، وكذلك تقديم الدعم للمشروعات الاجتماعية في الدول الأعضاء، ورسم وتنفيذ السياسات الاجتماعية الناجعة.
وأود بهذه المناسبة التأكيد مجددًا على ضرورة مواصلة الدول الأعضاء لجهودها لسداد حصصها المقرة في الصندوق العربي للعمل الاجتماعي، بوصفه الآلية التنفيذية لقرارات المجلس، والذي كما تعلمون يقدم الكثير من الدعم رغم إمكانيته المحدودة، والتي نأمل باهتمامكم أن يتم دعمه لتحقيق أهداف مجلسكم السامية.
إن لدينا العديد من مبادرات المجلس الموقر التي أقرتها القمة العربية الأخيرة في شهر مايو الماضي، والتي تتطلب جهودًا حثيثة لتنفيذها، وقد حرصنا على عكس ذلك في مقترح برامج وأنشطة المجلس في عام 2024 وفي إطار تنفيذ الخطة الخمسية للمجلس 2023- 2027، وأشير هنا إلى جاهزية الأمانة الفنية لتقديم سبل الدعم الفني للدول الأعضاء على المستوى الوطني لتنفيذ هذه المبادرات ووفقًا للمعايير الدولية وبالتعاون مع الشركاء.
في ذات الإطار أؤكد على ضرورة دعم المركز العربي للدارسات السياسات والاجتماعية والقضاء على الفقر في الدول العربية، الذي تستضيفه الأردن، داعية الدول الأعضاء التي لم تصادق على نظامه الأساسي إلى سرعة المصادقة عليه، ولا يفوتني أن أشير إلى أهمية مواصلة الإعداد للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الخامسة بالجمهورية.