هل أسهمت الحرب فى غزة على تطور التنافس بين الصين وأمريكا فى المنطقة؟
ذكرت صحيفة آسيا تايمز أن منطقة الشرق الأوسط تعيش حالة من الطمأنينة بشأن حالة التنافس بين الولايات المتحدة الامريكية والصين، على الرغم من الأحداث الملتهبة في ظل استمرار الحرب في غزة والقصف الأكثر عنفا في القطاع من قبل الاحتلال الإسرائيلي على أهل البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن التطورات تشير حتى الآن إلى أن الحرب بين إسرائيل وفلسطين لم تتحول إلى صراع بالوكالة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، الذي كان أهم حدث جيوسياسي خلال الأشهر الماضية
تدمير غزة وإثارة المخاوف
وأفادت الصحيفة في تقريرها الصادر بأن الحرب بين حماس وإسرائيل أودت بحياة آلاف الأشخاص ودمرت غزة، وأثارت مخاوف من اتساع نطاق الحرب لتشمل إيران؛ أو هل الاجتماع الذي عقد في سان فرانسيسكو يوم 15 نوفمبر بين الرئيس جو بايدن والرئيس شي جين بينغ، والذي أشار فيه الزعيمان إلى ذوبان الجليد في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين واتفقا على استئناف الاتصالات العسكرية بين الجيشين؟
الجواب بالطبع هو أن كليهما مهم للغاية، لكن سبب طرح السؤال هو أن هناك علاقة بين الأمرين.
ومن الممكن رفض اجتماع بايدن وشي باعتباره يتألف من مجرد فرصة لالتقاط الصور وبعض الاتفاقات الثانوية، ولكن هذا من شأنه أن يخطئ الهدف، لقد كان في الواقع مهمًا جدًا لما يشير إليه بشأن حالة التنافس بين القوى العظمى.
كما أن الحرب في الشرق الأوسط مرعبة ومأساوية، وأن المخاوف من أنها قد تصبح أكثر خطورة نشأت أولاً من خطر انجرار الدول المجاورة إليها، ولكن الأهم من ذلك أنها نشأت من الاعتقاد بأنه، في وقت يتسم بالتنافس الشديد بين القوى العظمى، يمكن أن يصبح ذلك في مصلحة أحد المنافسين. ــ في هذه الحالة، الصين أو شريكتها الاستراتيجية روسيا ــ تصب المزيد من الوقود على نيران الحرب من أجل إضعاف أميركا وتشويه سمعتها وبالتالي اكتساب ميزة.
الفكرة معقولة، على السطح، ومؤخراً، أصبحت إيران، العدو الأكبر والأكثر تصميماً لإسرائيل، أقرب إلى روسيا من خلال تزويدها بالأسلحة اللازمة لغزو روسيا لأوكرانيا، كما فعلت كوريا الشمالية أيضاً.
وقد أقامت الصين علاقات دافئة مع إيران أيضًا، واستخدمتها في وقت سابق من هذا العام للمساعدة في التوسط في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة العربية السعودية، كما أن روسيا ترغب في أن يصبح الغرب مشتتا بحرب الشرق الأوسط إلى الحد الذي يجعله يقلل من دعمه العسكري والمالي لأوكرانيا.
