هل تنجح الأمم المتحدة في وقف إطلاق النار بعد فيتو أمريكا ضد غزة؟
تتجه الأنظار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي من المتوقع أن تصوت اليوم على مشروع قرار يطالب بوقف فوري إنساني لإطلاق النار في غزة، بعد أيام من استخدام الولايات المتحدة حق الـ"فيتو" لتعطيل قرار مشابه قدمته المجموعتان العربية والإسلامية.
وأعلن رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دنيس فرنسيس، أنه استجاب لرسالة قدمها المندوب المصري الدائم أسامة عبد الخالق باسم المجموعة العربية ونظيره الموريتاني سيدي محمد الغداف باسم منظمة المؤتمر الإسلامي، لاستئناف الجلسة العامة الخامسة والأربعين من الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة حول الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكانت هذه الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة قد عقدت للمرة الأولى في أبريل 1997، بعد سلسلة من الإخفاقات في مجلس الأمن والجمعية العامة للنظر في بدء بناء مستوطنة هار حوما الإسرائيلية جنوب القدس الشرقية المحتلة.
وعقدت الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة، أحدث جلساتها في أكتوبر الماضي حين أخفق مجلس الأمن في التحرك. وصوتت الجمعية بغالبية 121 صوتا على قرار يدعو إلى هدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية. فيما صوتت 14 دولة، منها الولايات المتحدة، ضد القرار، وامتنعت 44 دولة عن التصويت.
ويعبر المشروع الجديد عن القلق حيال الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، مطالبا بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. كما يدعو إلى حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية والإطلاق الفوري وغير المشروط لجميع الرهائن.
من ناحيته، قال الأمين العام للجمعية النرويجية للعدالة والسلام في أوسلو، طارق عناني، إن على الأمم المتحدة اليوم، أن تقف في وجه القتلة ومن يدعمونهم، لافتا إلى ضرورة إعادة النظر في حق الفيتو الذي تتمتع به 5 دول في مجلس الأمن، وتستطيع من خلاله تعطيل أي قرار يجمع عليه العالم.
وأضاف عناني لـ"الدستور"، أن الانتهاكات الوحشية التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين في قطاع غزة، واستهداف المستشفيات والمدارس ودور العبادة، خروقات كبيرة للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وكلها جرائم تستوجب محاكمة مرتكبيها أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وأشاد الحقوقي الإماراتي محمد سالم الكعبي بالتحركات العربية الإسلامية النشطة داخل أروقة الأمم المتحدة، واستخدام كل الأساليب التي أتاحها ميثاق المنظمة لوقف هذه الحرب الجنونية التي تحصد الأرواح أمام العالم كل يوم.
وقال الكعبي لـ"الدستور"، إنه حان الوقت لوقف معاناة الأطفال والنساء الذين يموتون كل يوم في قطاع غزة، داعيا إلى ضرورة تبني قرار عالمي يفضي إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الضرورية للحياة في القطاع، والشروع في إعادة إمار المستشفيات وإنقاذ القطاع الصحي من الانهيار الكامل.