مكوجية محفوظ.. قاموا بكي الورق كي تخرج رواية "رادوبيس" للنور
لرواية رادوبيس تأليف أديب نوبل نجيب محفوظ قصة عجيبة، كان قد رواها السحار ونقلها سامح الجباس في كتابه "محفوظ والسحار" الصادر عن دار ريشة للنشر والتوزيع.
يحكي السحار تفاصيل الرواية فيقول: “بدأنا نستعد لطبع رواية رادوبيس، كنا فى شهر يونيه من عام 1942، وكانت أسعار الورق خيالية، ولم نكن نملك ما نشترى به ورقًا يكفى لطبع الرواية، فاعتمدنا على مكتبة مصر فى تدبير أمر الورق”.
ويضيف: “وراحت المكتبة تبحث عن ورق، وأخيرًا اهتدت إلى ورق كان قد أنُتشل من البحر بعد أن غرقت السفينة التي كانت تحمله فاشترته، ولم يكن الورق مصقولًا يصلح للطبع، فجىء بمكوجية ليبسطوا ما به من تقلصات، وحتى بعد أن تم كيه اتضح أنه لابد من قطعه قطعًا صغيرة لا تكفى القطعة إلا لطبع صفحتين اثنتين، فلم يكن أمامنا إلا أن نفعل ذلك”.
ويكمل: “وانتهت مشكلة الورق لتقوم فى وجوهنا مشكلة أخرى ظلت كالسيف المسلط على رقابنا ألا وهى مشكلة الرقابة، كانت القصة تدور حول ملك يعشق راقصة ويهيم بها حبًا حتى ينسى فى غمرة حبه شعبه، فيثور وزيره عليه ويؤلب الشعب ضده، وتنتهى القصة بنجاح ثورة الشعب”.
ويواصل: “وجاءت اللحظة الفاصلة، وإذا بالفصول الأخيرة تتعثر فى الرقابة، وإذا بعامل المطبعة يعود يومًا ليقول إن الرقيب يرى تغيير ختام الرواية لأنها تصور أن فى الإمكان نجاح ثورة الشعب على الملكية، فانقبض صدري ولكن لم يدب اليأس إلى قلبي وقررت أن أذهب لمقابلة الرقيب”.
ويختتم: “وحاولت جاهدًا أن أقنعه أن في تغيير ختام القصة اعتداء على التاريخ، وظللت به حتى صدّق على الطبع وأنا مقتنع في قرارة نفسى أن القصة كلها لا تمت إلى التاريخ من الأساس”.