الشاعر صالح الغازي: القضية الفلسطينية حاضرة في الأدب العربي
رصد الشاعر صالح الغازي أثر حرب غزة علي الأدب، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية “حاضرة” في الأدب العربي.
قال الغازي لـ"الدستور" إن القضية الفلسطينية حاضرة في الأدب العربي وقد تخفت حينا، لكن على مستوى الرأي العام العربي والاتحادات والنقابات الأهلية العربية، هى القضية الأولى والموقف واضح وينحاز لحق العودة الفلسطيني ونجد ذلك واضحًا عند اتحاد الناشرين العرب واتحادات الكتاب.
تابع صالح: “على مستوى الكتابة كان هناك نجومًا للكتابة عن فلسطين وتقريبا كل جيل الأدباء العرب من الستينات والسبعينات تناول القضية لكن بدأ ذلك يقل”.
واستدرك الغازي: “دائمًا هناك أحداث مفصلية تعيد فلسطين للصدارة إعلاميا مثلا: مذابح صابرا وشاتيلا وقانا واستشهاد الدرة وشيرين أبو عاقلة وحصار عرفات وتدنيس الأقصى.. أراها كأن الأرض الفلسطينية هي مصدر الصرخة لتحرج الضمير العالمي وتفضح الغاصب، وتشد من أزر أبنها المقاوم وتمجد الشهيد وتنادي لصاحبها لينقذها من المحتل وتعرف بنفسها للصغار”.
واصل: “نعم كان هناك جيلاً لا يعرف شئ عن فلسطين ومهما شرحت له يكون الأمر مبهمًا، لكن ما حدث من 7 أكتوبر2023 جعل الجيل الجديد يعرف ويعي، ويهتم ويكمل الناقص”.
ولفت إلي أن الأدب العربي مثل القضية الفلسطينية شعرا وسردا ودراسة، وأعتقد أنه أمر مقصود دائما ومصدره الوعي، هناك أشخاص ومؤسسات تتعامل مع الأمر بعقيدة وهناك آخرون يقصدون إبراز دورهم لكن في النهاية، الأمر هو قرار وهي قضية حق وعدل وعامة أنا مع القرار المقصود فالأدب والموقف يجب أن يكون مقصودا، فالتعبير عن دعم الحق الفلسطيني أمر إنساني.
وواصل: "أذكر في ذلك 4 مظاهر للدعم أعتقد أنها مهمة ضمن أدبيات التعاطف الموقف مع حق فلسطين:
أولاً: مقاطعة الداعمين للصهاينة عادت بعد غياب سنوات وهذه المرة لم نجدها من تيار ضيق الإنتماء كما كان شائعا، إنما من الشعب العادي ومن الأطفال أنفسهم وهذا أمر مدهش ولا ننسى ذكر موقف مقاطعة اتحاد الناشرين وهيئة الشارقة لمعرض فرانكفورت بعد إلغاء تكريم الروائية الفلسطينية عدنية شبلي.
ثانيا: هناك مسابقات وجوائز محلية وعربية بدأت تتفاعل مع المقاومة بأشكال مختلفة، ولي الشرف أن أكون عضوا في مجلس أمناء جائزة الناشر العربي والتي أوصى مؤسسها د. عبد العزيز المنصور، بتخصيص الدورة القادمة لفلسطين.
ثالثا: الظهور الواسع لموتيفات فلسطينية ضمن الفعاليات الواقعية والإلكترونية مثلا ارتداء الكوفية أو الشال الفلسطيني أو دبوسا بالعلم الفلسطيني من عرب وأجانب وأطفال وكتاب.
واستكمل الغازي: "لاحظت ذلك أثناء تدشين كتابي الجديد رواية "الباص” في معرض الكويت للكتاب فقد حضر العديد من الضيوف يحملون تضامنا رمزيا داعما.
رابعا: أود ان أشير لأمر مهم بالمناسبة أنه أثناء دراستي لأعمال الفنانة الفلسطينية (ريم كيلاني) وهي جمعت التراث وغنت وألفت موسيقيا، قالت إن المحتل الصهيوني يهتم بنسب بعض موتيفات التراث الفلسطيني لنفسه مثل "الزغاريط" الفلسطينية والتهليلات ويحاول إلصاقها بالأغاني الإسرائيلية وبعد ملاحظتي وجدت بعض الأغاني الإسرائيلية الحديثة تسطو على التراث الشفاهي وهو أمر يجب الانتباه له والحرص على دعم مشاريع فنية تراثية مثل مشروع ريم كيلاني وباسل زايد وغيرهم ليبقى التراث الفلسطيني شاهدا على حضارة الشعب الفلسطيني، لينتظرهم في بيوتهم القديمة حين العودة.