ضحايا الشبورة في "الميكروباصات" بين الحرج من مطالبة السائق بتخفيض السرعة وتأييده فيها
حالة من التغيير في الطقس مع قدوم فصل الشتاء تشهدها البلاد حاليًا، وذلك بسبب انتشار الشبورة في الساعات الأولى من الصباح الأمر الذي نتج عنه تحذيرات قوية من هيئة الأرصاد من السرعات المتزايدة في القيادة خلالها تجنبًا لوقوع حوادث الطريق.
إذ كانت قد حذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية فى بيان لها من انعدام الرؤية على بعض الطرق هذه الأيام بسبب تكون الشبورة المائية الكثيفة صباحًا، والتي تصل لحد الضباب على أغلب المناطق من شمال البلاد وحتى شمال الصعيد كما ينخفض مستوى الرؤية الأفقية على الطرق.
وعلى الرغم من تكاثف الشبورة وضبابية الرؤية بسببها فإن هناك من قائدي السيارات وخاصة الأجرة منها "الميكروباصات" من يصرون على السير بسرعات متزايدة واضعين جانبًا ما قد تتسبب فيه تلك الشبورة من مخاطر وحوادث، وذلك بهدف تحقيق أكبر عدد من "التحميلات"، ومن ثم تحقيق مكسب أكثر.
وأمام سرعة هذه الميكروباصات سواء كان هناك شبورة أم لا لا يعترض الكثير من الركاب ويفضلون الصمت حتى انتهاء الرحلة، وأحيانًا ما تنتهي تلك الرحلة بسلام مع ما قد تتضمنه من سيل لانحرافات الإطارات الطائرة للمبكروباص على الطريق واالتأرجح هنا وهناك، ولكنها أحيانًا كثيرة ما تنتهي بوقوع حادث آليم بوفاة أو بإصابة أو بكلتيهما معًا وهنا تقع الكارثة.
مروة: صمت الركاب أصبح اعتيادي والبعض يخشى التعرض للإهانة
صمت ركاب الميكروباص حسب مروة أحمد موظفة اعتادت أن تستقل السيارة "الميكروباص" في طريقها من وإلى العمل أصبح اعتياديًا مشيرة إلى أن الكثير من الأشخاص يعتبرون أن قيادة سائق المبكروباص بسرعة زائدة حتى ولو وصلت إلى الجنونية هو الأمر الأفضل فهو بذلك سيجعلهم يصلون إلى أعمالهم أسرع، مهما كانت المخاطر التي يتعرضون لها مقابل ذلك.
وتابعت أن هناك البعض الأخر من يخشى الدخول مع سائقئ الميكروباصات في جدال حول ضرورة تقليله لسرعة القيادة، وذلك تجنبًا للتعر للإهانة لافتة إلى أن بعض هؤلاء السائقين يتعاملون بطريقة سيئة وغير لائقة مع الركاب، مما يجعل الراكب يستسلم إلى طريقة السائق في القيادة الكارثية حتى لايقلل من نفسه.
من ناحية أخرى تقول تهاني السيد موظفة أنها حين تستقل "الميكروباص" وتجد أن قائده يسير بسرعة زائدة بشكل عام أو حين تواجد الشبورة بشكل خاص فهي تصر على إبداء اعتراضها وتوبخ القائد إن لم يستجب مؤكدة له أن عليه الحفاظ على أرواح المواطنين الذين يستقلون سيارته.
تهاني: لا أصمت أمام السرعة وأوبخ السائق إن لم يستجب
وتنتقد بشدة تهاني من يصمت من ركاب الميكروباصات أمام تلك السرعات المتزايدة للسائقين، موضحة أن هذا الأمر هو ما يجعلهم يستمرون في السير بتلك السرعات المرتفعة والجنونية التي تودي في النهاية بأرواح الآلاف من المواطنين الأبرياء وتجعلنا يوميًا نسمع عن حوادث الطرق، لافتة إلى أنه إذا كان هناك اعتراضًا من كافة الركاب على السرعة الزائدة وإبداء الانزعاج من ذلك والتهديد بالإبلاغ عنه سيجبر ذلك السائق على تخفيضها، ومن ثم سيسهم ذلك في تقليل نسبة حوادث الطرق.
زيادة 8.7% في عام واحد بالإصابات الناتجة عن حوادث الطرق
في أحدث إحصائية لإصابات حوادث الطرق بلغت تلك الإصابات عام 2022، 55 ألفا و991 إصابة، مقابل 51 ألفًا و511 عام 2021، بنسبة زيادة بلغت 8.7%، وذلك وفق النشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات لعام 2022، الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وكانت بين آخر حوادث الطرق حادثة الطريق التي وقعت على طريق بحيرة قارون يوم الثلاثاء الماضي أمام قرية تونس، والتي نتج عنها 10 وفيات إلى الآن.
عقوبة السرعة الزائدة
وكانت قد نصت المادة 75 من قانون المرور على أن قيادة مركبة آلية بسرعة تجاوز الحد الأقصى للسرعة المقررة، فإن قائدها يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على 3 أشهر وبغرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تزيد على 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وقد شدد خبراء الأرصاد الجوية هذه الأيام على قائدى السيارات بسبب الشبورة ضرورة تشغيل الكشافات واستخدام آلة التنبية، وذلك لتنبيه الغير بالتواجد، بالإضافة إلى تشديدها على تهدئة السرعة والالتزام بقواعد المرور، وكذلك التوقف فورًا عند انعدام الرؤية والوقوف فى مكان آمن بعيدًا عن الطريق العام.
كما أعلنت غرف عمليات المرور حالة الطوارئ لمواجهة تقلبات الطقس نتيجة ظهور الشبورة على الطرق الرابطة بين المحافظات، بعد توقعات هيئة اﻷرصاد الجوية، كما أعلنت غلق المحاور منعا للحوادث واستقبال غرف العمليات للبلاغات الناتجة عن سوء الأحوال الجوية على مدار الساعة.
ضبط 14567 مخالفة تجاوز السرعة في 24 ساعة
ومن جهتها تبذل إدارة المرور قصارى جهدها لضبط المخالفين متجاوزي السرعات المقررة إذ أنه وفي حملة واحدة وخلال 24 ساعة فقط تمكنت الإدارة من ضبط 14567 مخالفة تجاوز السرعة المقررة.