وزير الإعلام الفلسطينى السابق لـ"الدستور": إقامة دولة فلسطينية مطلب أصبح أكثر واقعية
أكد نبيل عمرو، وزير الإعلام الفلسطيني السابق والقيادي في حركة فتح، أن مستقبل حل الدولتين والفرصة لإقامة دولة فلسطينية أصبح أكثر واقعية من قبل، لأن العالم يراقب الآن الشرق الأوسط بقوة، لأنه بين كل حرب وحرب تندلع توجد تهديدات بتوسعها وتحولها لحرب إقليمية تهدد الجميع، لذا هناك اهتمام نحو مبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.
وقال الوزير السابق في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه لا يمكن الخروج من المأزق الحالي بعد ما حدث في 7 أكتوبر 2023 بتقديم رشاوى سياسية للفلسطينيين لتحقيق رفاهية أو تقديم تسهيلات، فهذا لن يؤدي لتهدئة الفلسطينين والقبول بالواقع الإسرائيلي كأمر واقع، وما حدث خلال حرب غزة يؤكد أن العالم بدأ يستفيق، مشيرًا إلى أن الحل الجذري للقضية الفلسيطنية وإقامة الدولة الفلسطينية لا بديل عنه ودعم مبدأ حل الدولتين.
متطلبات دعم إقامة الدولة الفلسطينية بعد 7 أكتوبر
وعن استغلال الزخم الدولي الحالي في إقامة الدولة الفلسطينية، قال نبيل عمرو، إنه يتوقف على صيغة تكاملية بين الفلسطينيين والعرب ودول الإقليم، لأننا نلاحظ أن الإقليم كله على اختلاف مناهجه الفكرية والمصلحية والسياسية يجمع على حل إقامة الدولة الفلسطينية، وهذا إجماع عربي إقليمي والفلسطينيون اتخذوا هذا القرار في مؤسساتهم ومجالسهم الوطنية.
وتابع: "لذا عندما يكون هناك تكامل عربي فلسطيني إقليمي سيكون هناك صدى جدى لدى أوروبا والولايات المتحدة التي تنادي أيضًا بحل الدولتين، لذا من خلال هذا الجهد المتكامل يمكن أن نؤثر على الأمريكيين الذين هم أصحاب القرار الإسرائيلي فإذا اتخذ الأمريكيون قرارًا بضرورة فتح الملفات التفاوضية ضمن أفق حل الدولتين بإمكان أن يكون الظرف القادم داعمًا لإقامة الدولة الفلسطينية".
وعن تنسيق الجهود العربية في إيجاد موقف موحد لإقامة الدولة الفلسطينية، أكد نبيل عمرو أن التنسيق العربي قائم بالفعل كما لاحظنا في التنسيق المصري القطري بشأن المحتجزين والأسرى وتنفيذ الهدنة الانسانية وأدى لنتائج واضحة، كما اتضح هذا التنسيق العربي أيضًا في قمة القاهرة للسلام وقمة الرياض العربية الإسلامية شكل من أشكال العمل الجماعي الذي سيؤدي حتمًا لتغير المعادلات فقد كان العمل العربي في السابق غير منسق بشكل كبير، وكان غائبًا وكل يعمل على طريقته الخاصة مع جود خلافات بينية عربية تضعف العمل العربي المشترك وهذا لم يعد موجودًا الآن، مضيفًا: "لذلك لدي تفاؤل بأن الموقف العربي سيكون أكثر تماسكًا وتنسيقًا عن المراحل السابقة".
لقاء الدوحة يدعم مبدأ حل الدولتين
وأشار إلى أن لقاء الدوحة يوم الثلاثاء بين قادة أجهزة المخابرات المصرية والإسرائيلية والأمريكية ومسئولين قطريين أمر مهم، فالأمن هو السياسة في هذه المرحلة، خاصة أن اشتعال الحرب هو الشاغل الرئيسي للجميع لذا الجهد القائم يتجه نحو إقامة الهدنة وإدخال المساعدات، وهذا أمر يفتح الحديث أمام الموضوعات السياسية، لأن العرب يحاولون دائمًا يضعون الأفق السياسي كأساس لأي مباحثات، لكن توقيت الاتفاق جعل الضغط نحو إقامة الهدن وادخال المساعدات وإقامة هدنة طويلة الأمد أمر له الأولوية، لكن الأمر لا يخلو من مباحثات في المسار السياسي والدفع نحو حل الدولتين.