روزالين كارتر وجيهان السادات.. قصة صداقة استثنائية بدأت منذ 1977
كانت قصة صداقة السيدة الأولى الأمريكية السابقة روزالين كارتر التي رحلت عن عالمنا الأحد الماضي في منزلها في بلينز بولاية جورجيا عن عمر يناهز الـ96، ونظيرتها المصرية الراحلة جيهان السادات استثنائية بدأت منذ تولي جيمي كارتر رئاسة الولايات المتحدة عام 1977.
روزالين كارتر وجيهان السادات صديقتان مقربتان
وقد كشف جيمي كارتر عن تلك الصداقة مرات عديدة، لعل أبرزها خلال خطابه في جامعة ماريلاند عام 1998، حيث قال "لقد كان السادات صديقًا جيدًا لم أحظى به شخصيًا في أي وقت مضى. وروزالين وجيهان صديقتان مقربتان. أطفالي أصدقاء لأبناء السادات. أحفادي هم أصدقاء أحفاد السادات. لقد جاء إلى السهول لزيارتي في مدينتي الصغيرة، التي يبلغ عدد سكانها ستمائة شخص، قبل بضعة أشهر فقط من اغتياله من أجل السلام. وعندما ذهبت إلى مصر ذهبت إلى مسقط رأسه الصغير. وسرت في الشوارع وتحدثت مع بعض جيرانه. كان هناك عنصر من الثقة المتبادلة والتوافق والعلاقة ذات الطبيعة السياسية والإنسانية التي ربما لم يسبق لها مثيل بين زعيمي الدولتين".
وكان جيمي كارتر يرى أن أنور السادات أعظم قائد قابله في حياته، حيث التقى بأنور السادات لأول مرة بعد بضعة أشهر فقط من توليه منصب الرئيس، حيث شعرت بعلاقة غريبة مع ذلك الرجل الذي لم يسبق له مثيل.
وكشف كارتر أنه دعا السادات خلال زيارته للولايات المتحدة، إلى مكان في البيت الأبيض لم يزوره سوى عدد قليل جدًا من الناس، وهو الطابق الذي تعيش فيه عائلة قاطني البيت الأبيض، وكانت ابنته الصغيرة أيمي نائمة، فأيقظها وقال لها، "أيمي، أريدك أن تقابلي صديقًا جديدًا."
زيارات روزالين كارتر وجيهان السادات المتبادلة
كانت قد زارت جيهان السادات، روزالين كارتر في أبريل عام 1977، بعد وصول زوجها جيمي كارتر إلى البيت الأبيض، ومن وقتها وأصبحت جيهان صديقة لروزالين حيث أحبت النصائح التي سمعتها منها خاصة فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية، وفق تصريحات أدلت بها جيهان السادات لصحيفة واشنطن بوست خلال زيارتها في ذلك الوقت.
واشتركت جيهان السادات مع روزالين كارتر في الاهتمام بإعادة التأهيل ومشاكل الصحة العقلية وغيرها من الاهتمامات الاجتماعية في مصر، فقد بدأت مشروعًا للرعاية الاجتماعية في قرية زوجها الأصلية لرفع مستوى معيشة الفلاحين المصريين، وتفرعت إلى المشاريع التعاونية النسائية والمستشفيات والبرامج التعليمية.
لقد حاولت جيهان السادات إصلاح قوانين الطلاق في مصر، وضغطت للحصول على قانون لتوفير النفقة للزوجات المطلقات، وعلى الرغم من أن جيهان السادات كانت تدافع عن العديد من قضايا المرأة في مصر، إلا أن نسويتها تختلف عن تلك التي اعتاد عليها النسويون الأمريكيون، حيث قالت في تصريحات سابقة لصحيفة واشنطن بوست: "نحن (النساء المصريات والنساء العربيات الأخريات) لدينا بيئتنا الخاصة، وتقاليدنا الخاصة، ولكن تحرير المرأة في مصر هو الشيء المحبوب بالنسبة لي"، مضيفة أنه باستثناء المرأة التونسية، فإن المرأة المصرية هي أكثر النساء تحررا في العالم العربي.
وزارت روزالين مع زوجها جيمي كارتر مصر أكثر من مرة في يناير 1978 وفي الفترة من 7 إلى 10 مارس 1979 زاروا القاهرة والإسكندرية والجيزة، والتقوا جيهان وأنور السادات وفي 13 مارس 1979 أيضا عادوا إلى القاهرة، وفي 1981 زارت روزالين وجيمي كارتر مصر لتقديم واجب العزاء إلى جيهان السادات بعد اغتيال زوجها.
وعن حضور جنازة أنور السادات قال الكاتب في كتابه "جيمي وروزالين كارتر: السلطة وحقوق الإنسان، 1975-2020" الذي نشرته "جامعة إكسفورد" في أغسطس 2022، أن جيمي وروزالين كارتر حضروا جنازة أنور السادات بعد اغتياله، حيث كانت وفاته خسارة شخصية لهما بسبب صداقتهم الوثيقة معه ومع زوجته جيهان منذ الأيام الأولى لرئاسته للولايات المتحدة.