هل تكتب أزمة غزة السطر الأخير فى النفوذ الأمريكى بالشرق الأوسط؟
زار وفد من وزراء الخارجية العرب والمسلمين اليوم الإثنين، الصين في إطار تكثيف الجهود لبناء إجماع دولي للضغط على إسرائيل لإنهاء عدوانها على قطاع غزة، ولكن تكشف هذه الخطوة عن مدى تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط وزيادة النفوذ الصيني بقوة، خصوصًا مع الموقف الصيني الداعم للقضية الفلسطينية.
إحباط عربى من الموقف الأمريكى تجاه غزة
وحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، وصل وفد وزراء الخارجية ومسئولون آخرون إلى بكين مع تقدم القوات الإسرائيلية عبر جنوب وشرق مدينة غزة، بعد أن سيطرت بالكامل على مستشفى الشفاء، مما أثار مخاوف بشأن وقوع كارثة إنسانية في القطاع المحاصر من الجانب الإسرائيلي.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن البعثة تسعى إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وممارسة الضغط لإطلاق عملية سياسية جادة لتحقيق السلام الدائم والشامل، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضافت الصحيفة أن هذه الزيارة تأتي في ظل إحباط متزايد في الدول العربية والإسلامية بسبب رفض الولايات المتحدة - الوسيط الدبلوماسي المهيمن لفترة طويلة في الشرق الأوسط - إلقاء ثقلها وراء الدعوات لوقف إطلاق النار، وفي الوقت الذي تكثف فيه الصين جهودها لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.
وتابعت أن القادة العرب والمسلمين شعروا بالغضب الكبير إزاء حجم الموت والدمار في غزة، الأمر الذي أثار المخاوف من أن الهجوم الإسرائيلي يهدد بإذكاء التهديدات المحلية والإقليمية لأمنهم.
وأضافت أن الوفد، الذي يتكون من مسئولين سعوديين وأردنيين ومصريين وإندونيسيين وفلسطينيين ومنظمة التعاون الإسلامي، يسعى إلى مقابلة ممثلين عن جميع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي.
وقال وزير الخارجية الصيني وانج يي، الذي استقبل الوفد، إن المهمة الأكثر إلحاحًا هي "تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أن بكين تدعم بحزم القضية العادلة للشعب الفلسطيني".
وتابع: "تعارض الصين أي تهجير قسري أو نقل للمدنيين الفلسطينيين، يجب على إسرائيل وقف العقاب الجماعي لسكان غزة، وفتح الممرات الإنسانية في أقرب وقت ممكن، ومنع وقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق".
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الزيارة تأتي في الوقت الذي كثفت فيه وكالات الإغاثة تحذيراتها بشأن الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة، التي تعاني من نقص الوقود والمياه والدواء والغذاء منذ أن بدأت القوات الإسرائيلية هجومها الجوي والبري على القطاع الشهر الماضي.
وقال سفير إسرائيل لدى الصين في بيان يوم الإثنين إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجب أن يدعو إلى إطلاق سراح الرهائن بدلًا من وقف إطلاق النار، مضيفًا أن أي محاولة للضغط على إسرائيل بشأن المساعدات الإنسانية لها "دوافع سياسية".
الصين تتحدى النفوذ الدبلوماسى الأمريكى فى الشرق الأوسط
وأكدت الصحيفة أنه في حين أن الولايات المتحدة هى القوة الأجنبية الوحيدة نظرًا لأن لها نفوذًا كبيرًا على إسرائيل، فقد نمت علاقات الصين مع الشرق الأوسط بشكل كبير على مدى العقدين الماضيين، وذلك بشكل رئيسي من خلال التجارة مع المنطقة، التي تعد أكبر مورد للنفط والغاز إلى القوة العظمى الآسيوية.
وتابعت أن بكين لم تسع تاريخيًا إلى تحدي هيمنة واشنطن الدبلوماسية والأمنية في العالم العربي، ولكن كانت هناك دلائل على أن الصين تتطلع إلى رفع مكانتها في المنطقة.
