بيانات الأقمار الصناعية تكشف استهداف الاحتلال للمناطق الآمنة في غزة
كشفت أحدث الصور والبيانات التي التقطتها الأقمار الصناعية، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت جرائم كبرى في شمال غزة ترقى إلى تدمير البنية التحتية بالكامل، حيث ألحقت دولة الاحتلال الإسرائيلي الضرر بأكثر من نصف المباني في الشمال ودمرت مساحات شاسعة من المنطقة ومحت أحياء بأكملها خلال عدوانها المستمر منذ أكثر من 40 يومًا، وهي الآن بصدد دفعهم لمربع صغير للغاية في الجنوب وسط رفض دولي لإخلاء جنوب غزة.
تدمير مساحات شاسعة من شمال غزة
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن مقاطع الفيديو من وسائل التواصل الاجتماعي ومراسلي التلفزيون المرافقين للجيش ومن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه مشهدًا مدمرًا، مع حطام الشوارع والأسواق والمدارس والمساجد التي كانت مزدحمة في السابق، خالية إلى حد كبير من الفلسطينيين.
وتابعت أنه تم تقدير المدى الكامل لهذا الضرر باستخدام إشارات الرادار التي تم جمعها من القمر الصناعي Sentinel-1 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، حيث استخدم كوري شير من مركز الدراسات العليا في جامعة مدينة نيويورك، وجامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريجون، خوارزميات لحساب عدد المباني التي لحقت أضرار بما لا يقل عن 50 في المائة من بنيتها منذ بدء الحرب.
وأضافت أن البيانات أظهرت أن الأضرار التي ألحقتها إسرائيل بالبنية التحتية في غزة اتبعت إلى حد كبير مسار غزوها البري، حيث تجمعت حول أهداف حددتها مدعية أنها ضرورية لأهدافها العسكرية، وتحول إسرائيل الآن تركيزها شرقا إلى مدينة غزة ثم إلى جنوب غزة، وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أبلغ الفلسطينيون عن وقوع قصف عنيف في الزيتون ومخيم جباليا للاجئين، وقالت الأمم المتحدة إن عدة انفجارات وقعت في المدارس التي يحتمي بها المدنيون.
وتعهد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي بأن الحرب ستمتد إلى بقية أنحاء غزة قريبا، وقال لراديو كان: "الأشخاص الذين كانوا في الجانب الغربي من المدينة واجهوا بالفعل القوة المميتة للجيش الإسرائيلي، الناس الذين هم على الجانب الشرقي يدركون ذلك هذا المساء، الناس الذين يعيشون في جنوب قطاع غزة سوف يفهمون ذلك قريبًا أيضًا".
قواعد أمامية للجيش في شمال غزة
وأكدت الصحيفة البريطانية، أن الجرافات الإسرائيلية قامت بتطهير مساحات كبيرة من الأراضي لإنشاء قواعد أمامية لجيش الاحتلال وتبعتها أعداد كبيرة من المشاة، حيث تحركت عبر بلدات صغيرة مهجورة إلى حد كبير، مثل بيت حانون، وبعد أكثر من شهر، تعرض ما يقرب من نصف المباني في منطقة شمال غزة لأضرار بالغة، حسبما يشير تحليل بيانات الرادار.
وتابعت أن الأطراف الشمالية لقطاع غزة كانت مجرد نقطة انطلاق للغزو الإسرائيلي لمدينة غزة، ويظهر تحليل الأضرار أنه عندما تحركت القوات الإسرائيلية نحو هدفها الرئيسي - مستشفى الشفاء - قطعت طريقا عبر الأحياء في طريقها، وخاصة مخيم الشاطئ للاجئين، حيث عاش ذات يوم زعيم حماس المقيم في الدوحة إسماعيل هنية، وتظهر بيانات الرادار أن 30% فقط من المخيم بقي سليمًا.
تدمير المناطق الآمنة
وأكدت الصحيفة البريطانية، أن القوات الإسرائيلية تعمل الآن شرق تلك المواقع، وهي الأماكن الوحيدة في مدينة غزة التي لم تتضرر نسبيًا والتي كانت آمنة إلى حد كبير، وأفاد الفلسطينيون عن قتال عنيف في الزيتون وفي المناطق الداخلية منذ يوم السبت، وفي الأيام القليلة الماضية واصل عشرات الآلاف من المدنيين الفرار جنوبًا على طريق يسيطر عليه جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، وصدرت أوامر لسكان خان يونس، الذين يزيد عددهم عن 100 ألف شخص، بإخلاء منازلهم.
وتابعت أنه حتى الآن منطقة دير البلح لم تتضرر نسبيًا، وهي الجزء الجنوبي من قطاع غزة الذي تنتشر فيه أشجار النخيل ومزارع تربية الخيول، فهي موطن للمزارعين والعقارات الريفية للعائلات الأكثر ثراء، وهي أقل كثافة سكانية من المناطق المكتظة بالسكان في مدينة غزة ومخيمات اللاجئين المكتظة بها.
تحذيرات دولية لإسرائيل من تكرار مأساة شمال غزة
أخبر المسؤولون الإسرائيليون نظرائهم الغربيين أنهم يشتبهون في أن قادة حماس يختبئون الآن جنوب خط الإخلاء الذي أمروا الفلسطينيين بعبوره حفاظًا على سلامتهم. وقد حذر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون إسرائيل من أن تكون أكثر "دقة و استهدافا" في عملياتها، وخاصة للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، وعدم تكرار ما حدث في الشمال.
وأشارت إسرائيل إلى أنها تريد أن يتحرك سكان جنوب غزة مرة أخرى نحو مربع صغير من الأرض يسمى المواصي على طول الساحل بين رفح وخان يونس.