الكنيسة القبطية الكاثوليكية تحتفل بذكرى القديس أوج من لينكولن الاسقف
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى القديس أوج من لينكولن الاسقف، وبهذه المناسبة طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها إنه وُلد أوج حوالى عام 1135م، بقرية أڤالون على الحدود بين مدينتي دوفينيه وساڤوا جنوب شرق فرنسا، لوالده "جيوم" أحد سادة أڤالون، ووالدته "آن دي تى"، والتي توفيت بينما كان هو بعمر الثامنة.
لكون والده محاربًا لفترة فقد أودعه مدرسة داخلية بعد وفاة والدته. ولكن في مرحلة لاحقة، فقد قرر الوالد جيوم إعتزال العالم، بالدير البندكتي في ڤيلار بنوا، القريب من جرونوبل، وقد اصطحب ابنه معه إلى الدير.
بعمر الخامسة عشر تقدم أوج للرهبنة كمبتدئ، ثم رُسم شماسًا بعمر التاسعة عشر.
بعد سيامته الكهنوتية عام 1159 تم إرساله ليصبح مدبرًا لدير سان ماكسيم المجاور لدير تنشئته. بعدها تحول من الرهبنة البندكتية إلى الكارثوزية بدير جراند شارتروز.
ظهرت تقواه أيضًا بشكل كبير، وأصبح وكيلًا لرهبنته في وقت قصير، ثم رئيسًا لأول دير كارزوثي بإنجلترا وهو دير ويتم تشارترهاوس بمدينة سمرست. وهو الدير الذي بناه ملك إنجلترا "هنري الثاني" كجزء من تكفيره عن قتل الأسقف الشهيد "توماس بيكيت". وبناءً على طلب خاص من الملك الإنجليزي، تم تقديم الأب أوج، الذي وصلت شهرته إليه من خلال أحد نبلاء موريان، ليصبح رئيسًا للدير.
وجد أوج الرهبان في حالة يرثى لها، ويعيشون في أكواخ خشبية وبدون خطة لتطوير وإنشاء مبنى دائم بعد لبناء الدير الأكثر ديمومة. توسط هيو مع الملك للحصول على الرعاية الملكية، وفي النهاية، على الأرجح في 6 يناير 1182م، أصدر هنري ميثاق تأسيس وهبة ويتم تشارترهاوس. أعد أوج ترتيباته وقدمها للموافقة الملكية، مطالبًا بتعويض كامل من الملك لأي مستأجرين في العقار الملكي الذين سيتعين إخراجهم من أماكنهم لإفساح المجال للمبنى.
ترأس أوج المقر الجديد حتى عام 1186م، وجذب الكثيرين إلى الرهبنة الكارزوثيانية. كان الملك هنري من بين الزوار الدائمين للدير، حيث كان المنزل المستأجر يقع بالقرب من حدود غابة سيلوود التي يمارس فيها الملك هواية الصيد. كان أوج من الشجاعة بحيث وجّه اللوم إلى هنري الثاني لإبقاء الإيبارشيات بلا أساقفة من أجل الحفاظ على دخلها للمستشارية الملكية.
في مايو 1186م، استدعى هنري مجلسًا من الأساقفة والبارونات في آينشام آبي للتداول بشأن حالة الكنيسة وملء كراسي الإيبارشيات الشاغرة، بما في ذلك إيبارشية لينكولن، وتم انتخاب الأب أوج ليكون أسقف لينكولن في هذا المجلس.
إلا أن أوج أصرّ على إجراء انتخابات خاصة ثانية من قِبل الكهنة، بأمان وحيادية في مقرهم بلينكولن بدلًا من الكاتدرائية التي كانت تحت سيطرة الملك، حتى لا يكون انتخابه سياسيًا، بل كنسيًا، فانتخبه الكهنة أيضًا، وتمت سيامته الأسقفية على كرسي إيبارشية لينكولن في سبتمبر 1186م.
على الفور ظهر استقلال سُلطة أوج الكنسية عن التأثير السياسي من خلال قرارين عاجلين: الأول هو حرمًا كنسيًا لأحد أفراد العائلة الملكية دون التأثر بمكانته الاجتماعية كأي ابن للكنيسة يضل أو يصرّ على أخطائه، والثاني هو رفض تعيين أحد مرشحي الملك هنري في البلاط الملكي كمرشح لينكولن. إلا أنه خفف من غضب الملك بخطابه الرقيق.
كان أوج أسقفًا مثاليًا في عدالته وأبوته، كريمًا في محبته، دقيقًا في مواعيده، دائم الزيارة لكنائس رعايا الإيبارشية للصلاة معهم والاهتمام بأحوالهم وأحوال الكهنة. ويُذكر له أنه استطاع رفع جودة التعليم في مدرسة كاتدرائية لينكولن.
كان شجاعًا في محاولته حماية اليهود، الذين عاش عدد كبير منهم في لينكولن، من الاضطهاد الذي عانوا منه في بداية عهد الملك "ريتشارد الأول"، كما قام بإخماد العنف الشعبي ضدهم بأسرع ما يمكن، بعدما حاول ريتشارد الأول نسب حوادث اختطاف وقتل أطفال مسيحيين لليهود، وأنهم يفعلون ذلك كنوع من الذبائح البشرية التي يقدمونها بدماء أطفال أبرياء مسيحيين. والحق أنه برغم حدوث حادثة على هذه الشاكلة إلا أن حوادث متعددة تم إلصاقها باليهود زورًا، وقد قرر الأسقف أوج حمايتهم كبشر أغلبهم تم اتهامهم والانتقام منهم ظلمًا، وكذلك حتى لا تتلطخ أيدي المسيحيين بالدماء حتى وإن كان ذلك في إطار الانتقام لأولادهم.
في عام 1194 قام بتوسيع كنيسة القديسة مريم المجدلية بأكسفورد. جنبًا إلى جنب مع المطران "هربرت من سالزبوري"، كذلك قاوم أوج طلب الملك 300 فارس لمدة عام في حروبه الفرنسية.
كان أوج يحب جميع حيوانات حدائق الدير والإيبارشية، ويعطف عليها ويسعى لإلغاء هواية صيدها وتعذيبها.
لكن أقرب وأغرب هذه المخلوقات، كانت بجعة برية بيضاء تسكن حديقة كاتدرائية لينكولن، وقد كانت صديقة للأسقف القديس، حيث كان يحرص على إطعامها بيده، كما كانت هي تتبعه في كل مكان أثناء زياراته لرعايا الإيبارشية، لدرجة أنها كانت تبدو كمن يحرسه وتهاجم أي شخص تراه يتعامل مع القديس بجحود أو محاولة للإساءة أو النيل منه جسديًا.
لذلك ترسم جميع أيقونات القديس أوج وبصحبته البجعة البيضاء.
كواحد من الأساقفة الرئيسيين لإنجلترا وبتميزه بأصوله الفرنسية، قبل أوج أكثر من مرة دور الدبلوماسي لدى فرنسا عن الملك ريتشارد وخلفه الملك چون، وهي رحلة دمرت صحته بسبب إصراره على التقشف برغم التنقلات والتعب. أثناء حضوره المجلس الوطني في لندن، بعد بضعة أشهر، أصيب بمرض مجهول وتوفي بعد شهرين في 17 نوفمبر 1200م عن عمر ناهز الستين عامًا، وبعد حياة حافلة بالعطاء والقرارات الشجاعة، وإتباع المسيح دون غيره في كل الأمور، ومهما علىَ شأن الخصم، وتم دفنه بكاتدرائية لينكولن.