انقسامات عميقة تضرب الاتحاد الأوروبى بسبب الشرق الأوسط وحرب غزة
أكد كاتب فرنسي وجود انقسامات عميقة وواسعة النطاق بين دول الاتحاد الأوروبي وهيئاته، بشأن التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط، وعلى رأسها الحرب الجارية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه الانقسامات ظهرت عقب الزيارة التي قامت بها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى إسرائيل في الأسبوع الأول من بدء الحرب.
وقال الكاتب الصحفي، فيليب ريكارد، في مقاله المنشور في صحيفة "لوموند" الفرنسية بعنوان: "إغراءات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي للتخلي عن الجبهة الإسرائيلية الفلسطينية لصالح الحرب في أوكرانيا"، إنه يميل بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي إلى السماح لواشنطن بتحمل المسئولية إلى جانب إسرائيل، بينما يركزون اهتمامهم على التزاماتهم تجاه كييف.
مصير مشترك بين الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي
ورأى الكاتب الفرنسي أنه بعد إظهار الوحدة شبه الكاملة في مواجهة العدوان الروسي في أوكرانيا، الذي يُنظر إليه باعتباره تهديدًا وجوديًا للقارة، أصبحت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مترددة بشأن دبلوماسيتها في الشرق الأوسط.
وقال: "إن الانقسامات عميقة وواسعة النطاق، ليس فقط بين الدول الأعضاء، بل أيضًا بين هيئات الاتحاد الأوروبي".
وأضاف: "أثارت الزيارة السريعة التي قامت بها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى إسرائيل في 13 أكتوبر حفيظة بعض العواصم، بدءًا بباريس.
وأشار إلى أن زيارة فون دير لاين تلك أثارت غضب منافسها الكبير في بروكسل، رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، الذي كان، مثل الممثل الأعلى جوزيب بوريل، أكثر انتباهًا لغضب الدول العربية؛ حيث من دون تفويض من الدول الأعضاء، قدمت فون دير لاين دعمها غير المشروط للحكومة الإسرائيلية.
وتابع، منذ ذلك الحين، أدت مسألة وقف إطلاق النار في غزة، التي رفضتها إسرائيل من أجل "تدمير" حماس بشكل أفضل، إلى تقسيم العواصم، موضحا: "إيمانويل ماكرون، الذي يناضل أيضًا من أجل إيجاد التوازن الصحيح، يؤيدها الآن، لكن المستشارة الألمانية أولاف شولتس ليس حريصا على عدم الابتعاد عن إسرائيل باسم حق الدولة العبرية في الدفاع عن نفسها.
واعتبر أنه في ظل هذه الظروف، من الصعب أن نرى أن للأوروبيين "أي تأثير على مسار الصراع، أو حتى على أي مخرج نهائي من الأزمة"، وفق قوله.