تداعيات حرب غزة.. جرائم الكراهية والتطرف تهدد أوروبا والغرب بسبب دعم إسرائيل
أكدت مجلة "بوليتكو" الأمريكية، ارتفاع مستويات جرائم الكراهية والتطرف في أوروبا في ظل التوتر الذي يشهده الشرق الأوسط بعد اندلاع حرب غزة واستمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وحسب تقرير للمجلة الأمريكية تنذر الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط بارتفاع مستويات النشاط المتطرف في أوروبا والولايات المتحدة، فيما يعمل رؤساء أجهزة مكافحة الإرهاب على تكثيف المراقبة لمحاولة منع موجة محتملة من الهجمات المستقبلية.
بسبب حرب غزة.. عودة التطرف والإرهاب تهدد أوروبا
وأضافت "من لندن إلى برلين، ومن روما إلى باريس، أصبحت الأجهزة الأمنية على حافة الهاوية، فيما تحذر حكومات أوروبا من الاستعداد لعودة الإرهاب".
سبق وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكية كريستوفر راي أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي أن التهديد الإرهابي تم رفعه إلى "مستوى آخر تمامًا" بسبب الصراع المستمر في المنطقة، مضيفا “نقدر أن تصرفات حركة حماس وحلفائها ستكون بمثابة إلهام لم نشهد مثله منذ أن أعلن تنظيم داعش ما يسمى بالخلافة قبل عدة سنوات".
وأكد خبراء ومحللون أمنيون لمجلة "بوليتيكو"، أن التهديد الأكبر حاليًا يكمن في الهجمات منخفضة المستوى، ولكن شديدة الشراسة التي يشنها الذئاب المنفردة فهم مهاجمون متطرفون، غالبًا ما يكونون عبر الإنترنت أو من قبل دعاة متطرفين، ولكن ليست لديهم روابط رسمية بالجماعات المتطرفة.
عودة عمليات الذئاب المنفردة لأوروبا بسبب حرب غزة
وحسب التقرير فإن هذه الذئاب المنفردة، قادرة على ضرب أي مكان وأي شخص يمكن ربطه بالغرب بالتالي إحباط مثل هذه الهجمات العشوائية مهمة صعبة على أي وكالة أمنية غربية، كما أن الحكومات الغربية لا تستطيع أن تعد بالأمن الشامل.
وزادت وتيرة القلق في أوروبا منذ الهجوم المسلح الذي نفذه عبدالسلام الأسود في بروكسل في 16 أكتوبر الماضي الذي أغرق المدينة في حالة من الفوضى بعد إطلاق النار على المارة ببندقية هجومية، ما أسفر عن مقتل اثنين من مشجعي كرة القدم السويديين وإصابة ثالث.
وأعلن تنظيم داعش مسئوليته عن حادث إطلاق النار، ووصف الأسود بأنه "مقاتل في تنظيم الدولة لكن من غير الواضح ما إذا كان هناك أي اتصال مباشر بينه وبين داعش أو ما إذا كان قد تلقى تعليمات.
وقبل ثلاثة أيام فقط من ذلك، رفعت السلطات الفرنسية حالة التأهب الإرهابية إلى أعلى مستوياتها، بعد مقتل مدرس وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في هجوم بسكين على مدرسة في شمال فرنسا.
ولاحقا في 25 أكتوبر الماضي اعتقلت السلطات الألمانية مواطنًا ألمانيًا يبلغ من العمر 29 عامًا بسبب مؤامرة مشتبه بها لمهاجمة مظاهرة مؤيدة لإسرائيل وتم اعتقال الرجل، الذي سبق أن قضى فترة في السجن لكونه عضوا في تنظيم داعش، بعد بلاغ من جهاز المخابرات المغربي حتى الآن، تشير جميع الدلائل إلى أنه كان يستعد للعمل بمبادرته الخاصة.
وفي الوقت نفسه، وفقًا لصحيفة "إل موندو"، تتعقب إسبانيا أكثر من 300 من الذئاب المنفردة المحتملة، كما أن العديد من الهجمات على الأراضي الفرنسية خلال السنوات القليلة الماضية نفذها مهاجمون لم يكونوا معروفين من قبل سلطات البلاد.
ومع ذلك، لا يقتصر الأمر على الذئاب المنفردة التي تشغل قيادات مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء أوروبا الغربية، كما قال أوليفييه جويتا، المدير الإداري لشركة جلوبالسترات للاستشارات الأمنية والجيوسياسية، مرجحا أن "مستوى التهديد الإرهابي لأوروبا أعلى من مستوى عام 2015"، عندما هزت موجة من الهجمات القارة الأوروبية.
وأكد جيتا أن هجمات الذئاب المنفردة هي الأكثر احتمالا، "ولكن علاوة على ذلك، فإن الهجمات الأكثر تطورا المشابهة للهجمات المنسقة في باريس في نوفمبر 2015 يمكن أن تحدث"، ربما شنتها خلايا نائمة تحتفظ بها الجماعات الجهادية الكبرى الموجودة في القارة.
عودة المفرج عنهم لساحات التطرف في أوروبا
ومما يزيد من هذه المخاوف أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، تم إطلاق سراح مئات المتطرفين من السجون الأوروبية، بعد أن أتموا مدة عقوبتهم.
ومن بين 500 من هؤلاء المعتقلين المحتجزين في فرنسا في أوائل عام 2021، تم إطلاق سراح 58 منهم في وقت لاحق من نفس العام، وتم إطلاق سراح حوالي 100 آخرين منذ ذلك الحين، وقد أُدين معظمهم بالانضمام إلى الجماعات الجهادية في سوريا أو العراق، أو مساعدة آخرين على القيام بذلك.
وأشار جيتا إلى أنه من الصعب للغاية على الأجهزة الأمنية مراقبة المفرج عنهم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لأن ذلك يتطلب قوة بشرية بمعدل 30 ضابطا لكل إرهابي
وحتى قبل هجمات حماس، كانت الأجهزة الأمنية وأجهزة مكافحة الإرهاب تعرب بالفعل عن مخاوفها بشأن قفزة محتملة في الإرهاب مع رفع قيود السفر وعمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا.