قمة "شى - بايدن".. الوريث المرتقب للهيمنة العالمية يلتقى عجوز واشنطن
يلتقي الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نظيره الصيني شي جينبينج، الأربعاء، للمرة الأولى منذ عام، لإجراء محادثات قد تخفف من وطأة التوتر بين القوتين العظميين المتناحرتين بشأن الصراعات العسكرية وتجارة المخدرات والذكاء الاصطناعي.
لكن قد يتطلب إحراز تقدم ملموس في حل الخلافات الشاسعة بين الدولتين العملاقتين اقتصاديًا الانتظار لوقت آخر، حسبما يرى مراقبون.
وترى الباحثة في الشأن الصيني تمارا برو، أن اللقاء يأتي في جو يشهد تحولات كبيرة عالميًا، وفي وقت شهدت في العلاقات الصينية الأمريكية تدهورًا لم تشهده منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لافتة إلى أن هذا هو اللقاء الثاني بين الزعيمين، والزيارة الأولى لـ "شي" منذ 2017.
أزمة الشرق الأوسط
أضافت الباحثة اللبنانية، أن أزمة الشرق الأوسط وعلاقة الصين مع إيران وتهديد كوريا الشمالية، كلها ملفات مطروحة للمناقشة، بالإضافة طبعًا لمسألة تايوان، وهي الأهم بالنسبة للجانب الصيني، إذ تسعى واشنطن لدعم الانفصاليين في الجزيرة.
وتابعت بقولها: هناك ملفات أخرى مهمة، منها رفع التعريفات الجمركية التي وضعها ترامب، والقيود المفروضة على الشركات الصينية في الولايات المتحدة، إضافة لإنهاء قضايا التجسس وإعادة الاتصالات العسكرية بين البلدين. وكذلك التحالفات التي تقيمها واشنطن في بحر الصين الجنوبي، ومنطقة المحيطين الهندي والهادي.
وأكدت أن حرب غزة ستكون من بين المباحثات التي سيجريها الرئيسان وسط اختلاف المواقف منها، فواشنطن تساعد وتدعم إسرائيل بشكل مطلق، أما الصين فتطالب بوقف الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس، ومنذ بداية الأزمة أجرت الصين اتصالات مع الجهات المعنية لوقف الحرب وعقد مؤتمر للسلام.
حرب غزة
ومضت قائلة: سيطلب شي من بايدن الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، وفي المقابل سيطلب الرئيس الأمريكي من نظيره الصيني الضغط على إيران لعدم توسيع رقعة الحرب وإيقاف هجمات حماس على إسرائيل، وإطلاق الأسرى.
أشارت إلى أن تنفيذ هذه الطلبات يبقى على أرض الواقع مرهونًا بمدى جدية الطرفين في السعي لوقف إطلاق النار، وتقديم التنازلات، من أجل ألا يكون هناك رابح وخاسر في هذه الحرب.
شددت على أن الصين تسعى مع دول أخرى إلى إنشاء عالم متعدد الأقطاب ينهي الهيمنة الأمريكية التي استمرت لعقود طويلة، ويقوم العالم التي تريد الصين إعادة تشكيله، على السلام والأمن والاستقرار، في غياب هيمنة القطب الواحد.
واختتمت تصريحاتها بالقول، إن أزمات العالم خلال السنوات الماضية من جائحة كورونا، والأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة والصين، أثرت على البلدين بشكل كبير، ولن تكون الصين في المستقبل القريب بديلًا عن الولايات المتحدة، أو تزيح النفوذ الأمريكي، لكن على المستويين المتوسط والبعيد، سيبقى كل ذلك متوقفًا على الأوضاع العالمية، والأوضاع الداخلية في البلدين.
ووصل بايدن وشي إلى سان فرانسيسكو، الثلاثاء، حيث من المقرر أن يعقدا اجتماعًا على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك).
ويجتمع قادة المجموعة المكونة من 21 دولة ومئات الرؤساء التنفيذيين في سان فرانسيسكو في ظل ضعف الاقتصاد الصيني والصراعات الإقليمية المشتعلة بين الصين والدول المجاورة والصراع في الشرق الأوسط الذي يسبب انقسامًا بين الولايات المتحدة وحلفائها.