بعد رفض مصر إدارة الأمن.. ماذا ينتظر غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلى؟
رفضت مصر المشاركة في القضاء على حركة حماس، أو إدارة الأمن في قطاع غزة، لتثار التساؤلات الأمريكية عن ماذا ينتظر القطاع المحاصر بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي، خصوصًا وأن الإدارة الأمريكية تواجه ضغوطا وانقسامات غير عادية بسبب دعم الرئيس جو بايدن المطلق لإسرائيل، وانتشار مخاوف احتلال إسرائيل القطاع مرة أخرى، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
سيناريوهات مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي
وقال ناتان ساكس، مدير مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينجز، إنه قد يكون هناك دور لقوة متعددة الجنسيات للمساعدة في تحقيق الاستقرار في غزة، واستعادة النظام المدني، وفي النهاية تأسيس السلطة الفلسطينية.
وأضاف أن مصر رفضت إدارة الأمن في القطاع، كما أن إسرائيل لن تسمح للسلطة الفلسطينية القيام بمهام الأمن إلا بمساعدتها، وهو أمر لم يلق أي قبول إقليمي أو دولي، وحتى الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لإسرائيل ترفض فكرة عودتها لغزة مرة أخرى.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المسئولين الإسرائيليين تحدثوا عن تقسيم غزة إلى "مناطق"، مثل تلك الموجودة في الضفة الغربية، حيث تتمتع القوات الإسرائيلية بحرية العمل، بالتعاون المفترض مع السلطة الفلسطينية، في مناطق السيطرة الفلسطينية.
وقال ساكس إن الأمل سيكون، بمساعدة القوات الدولية، في جعل غزة قريبة قدر الإمكان من المنطقة (أ) في الضفة الغربية- حيث من المفترض أن تتمتع السلطة الفلسطينية بالسيطرة الكاملة، ولكن حيث تدخل القوات الإسرائيلية وتغادر عندما يرون ذلك ضروريًا.
وقال غسان الخطيب، المحاضر في جامعة بير زيت والوزير السابق والمتحدث باسم السلطة الفلسطينية، إنه يعتقد أن نتنياهو كان يفكر في الضفة الغربية.
وأضاف: "في الضفة الغربية يترك المهام الإدارية للسلطة الفلسطينية ويحتفظ لإسرائيل بالمسئولية الأمنية الشاملة".
وتابع: "إسرائيل تمنح نفسها الحق في القيام بأي شيء تراه ضروريًا من الناحية الأمنية، ولديها من يقوم بهذا العمل القذر".
واستطرد قائلاً: "هذا لن ينجح في غزة، لن توافق أي جهة دولية أو دولة عربية على هذا المقترح، خصوصًا بعد فشل التجربة في الضفة الغربية، واستمرار العنف والعدوان وتشكيل ميليشيات مدنية إسرائيلية مسلحة ترهب الفلسطينيين".
واعتبر زكريا القاق، المحلل الفلسطيني، أن ما تناقشه إسرائيل يمثل احتلالا مهما كان اسمه، قائلاً: "إما أن تكون هناك بشكل دائم أو لن تكون هناك، إما أن تبقى أو لا تبقى، السيطرة الأمنية الشاملة تعني التواجد في كل مكان وفي كل زاوية، ويعني تلبية الاحتياجات الاجتماعية والتعليمية والصحية وتحمل المسئولية عن القطاع، وهو بالضبط ما تقول إسرائيل إنها لن تفعله".
وقال مايكل سفارد، المحامي المتخصص في قوانين الحرب: "على الرغم من انسحاب إسرائيل الأحادي الجانب من غزة في عام 2005، حسب معظم التعاريف القانونية، فإنها لا تزال تحتل المنطقة، لأنها تسيطر على المجال الجوي لغزة، وساحلها، وجميع الحدود البرية باستثناء الحدود مع مصر، وهو ما يطلق عليه الاحتلال الوظيفي".