الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى القديس أنجلبرت أسقف كلونيا الشهيد
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى القديس أنجلبرت أسقف كلونيا الشهيد، وعلى خلفية الاحتفالات طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها إنه ولد انجلبرت حوالى عام 1185م لأبوين الكونت إنجلبرت من بيرج ومارجريت من جيلدرا، وكان من أشرف الناس وأغناهم، أعطي دلائل واضحة تشير الى القداسة التي كان مزمعاً أن يصل إليها يوماً،
انتخابه اسقفا
قلما رأي أهله شدة ميله الى حياة التقوي، أيقنوا أن الله يدعوه إلى حياة القداسة، فاهتموا بتهذيبه وتعليمه مبادي الإيمان المسيحي ومبادي العلوم، فنشأ متجملاً بالفضائل الرائقة والطهارة والنقاوة السامية، ثم أنفرد انجلترت في الخلوة مدة سنين غير يسيرة مواظباً على عبادة الله، وشاع صيته وخبره في تلك الجهات، فحدث أن كرسي مدينة منستر فرغ بموت الأسقف، فجاء رسل إلى انجلبرت واخبروه بأنه قد أنتخب أسقفاً لذلك الكرسي، فرفض ذلك انجلبرت، وتمنع من الأسقفية كل التمنع.
غير أنهم لم يقطعوا أملهم. فلما اعترضت لهم فرصة أخرى بفراغ كرسي مدينة كولونيا اختاروه ثانية أسقفاً لتلك المدينة، وألحوا عليه حتى أذعن، فرسم اسقفاً في سنة 1215م واهتش بذلك جماعة كولونيا لعلمهم جيداً بسمو فضائله، وفى ايسر وقت أصلح حال الرعية، وكانت غاية همته المحافظة على قوانين الكنيسة ومراسيمها. وقصده بذلك مجد الله الأعظم. ولم يبال بأهل الجاه والمراتب بل التزم للعدا والحق، وأتخذ له أشخاصاً من افضل الناس وأسماهم خبرة وعلماً وفطنة ليستشيرهم في أموره.
وكان أهل كولونيا يتخذونه بمنزلة أب حقيقي لهم، وهو يهتم بخيرهم ويصرف كل همته وقوته في ما يؤول لصلاحهم، وكان يعلم جيداً أن درجة الأسقفية تقتضي سيرة كاملة فاضلة، وبما أن أساس الكمال هو متوقف على اماتة النفس والتقشف، أقبل متفرغاً على الصوم والسهر والتقشفات المتواصلة الفائقة فضلاً عن انهماكه بالأشغال والأتعاب طول النهار والليل، وكان ايضاً من عادته أن يصوم على الدوام على الخبز والماء، ولم يكن يأكل قليلاً من البقول الا في يوم الأحد والأعياد، ولم يذق اللحم قط ولا البيض ولا السمك، أما في الصوم الكبير وفى أسبوع الآلام فكان صومه صارماً شديداً. وكان يقول للذين يحاولون صده عن صرامة المعيشة المتمسك هو بها. أن أول فرائض الأسقف أن يبذل حياته عن يسوع المسيح سيده وفى خدمة الكنيسة عروسه التى افتداها بدمه الثمين، وكان يسهر كثيراً وينام جالساً على فراش صلب.
ولم يغير عادته هذه حتى في وقت المرض. فأنتجت فيه هذه المعيشة الشديدة التواضع الفائق البليغ المقرون بوداعة عظيمة، فأنه أنزل نفسه آخر منزلة بين الناس، ولم يرد أن يسمع الا أن تعد زلاته نواقصه، وكان مضيفاً للغرباء، ورؤوفاً شفوقاً على الفقراء، وقسم أوقاته بدون أن يصرف منها شيئاً للراحة. وكان إذا فرغ من مهمات رعيته انعطف على القراءة والدرس، وعند قراءته الكتاب المقدس كان يركع على الأرض، وكان يجمع إليه كل الكهنة لكي يطلع على رسالتهم بين الناس واعتنائهم بأمور خلال المفوضين إلى همتهم.
ثم أن انجلبرت مع كونه وديعاً فاضلاً مهتماً بخير الناس عامة وخاصة هاجت عليه بغضاء بعض الناس حتى قتلوه، وذلك أن فردريك قوميس اسمبرع الأمير ( وكان من أهله وعشيرته) كان يتعدى على بعض أديرة الراهبات ويسلب الأملاك التي تخصها، فوكل البابا والملك انجلبرت مطران كولونيا على ردعه وقصاصه ان بقي متعصباً، وكانت الراهبات ايضاً تلتجي إليه، فنصحه في أول الأمر، ثم تهدده بالقصاص إن لم ينته فأغتاظ فردريك وجزم على قتله وإبادته، وإذ وقف انجلبرت على حقيقة هذا الخبر اعترف اعترافاً عاماً بخطاياه واستعد الاستعداد الواجب للموت.
تعرض للهجوم بينما كان في طريقه إلى شويلم، حيث كان ينوي تكريس كنيسة، فقُتل انتقامًا له على يد عمال فريدريك إيسنبورج بالقرب من جيفلسبيرج (وستفاليا)، مساء يوم 7 نوفمبر 1225. فباد بين أيديهم انجلبرت وهو يطلب الغفران والصح لأعدائه وقاتليه، وذلك في 7 نوفمبر سنة 1225م ودفن في كنيسة القديس بطرس في كولونيا.
وأقر المندوب البابوي الكاردينال كونراد بورتو، الذي احتفل رسميًا بجنازته في كاتدرائية كولونيا، في تعريف إنجلبرت بأنه "شهيد. وفي عام 1583 أُدرج اسم إنجلبرت في قائمة الشهداء الرومانيين، وبدأ تكريمه في عام 1657، عندما حدد رئيس أساقفة كولونيا، فرديناند بافاريا، الاحتفال بعيده في 7 نوفمبر، كما هو الحال حتى اليوم.