أعمال أدبية أصّلت تاريخ المقاومة للقضية الفلسطينية
أدب المقاومة هو مصطلح وضعه الأديب الفلسطيني غسان كنفاني، وهو الأدب الذي بدأ يُكتب في فلسطين المحتلة عام 1948، بعد حرب النكبة.
ووفقًا لكنفاني قامت هذه الأعمال الأدبية ضد القمع والاحتلال الإسرائيلي، وتنادي بالوصول للحرية والاستقلال رغم خضوعه للحكم العسكري الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على المناطق المحتلة.
وتزخر أعمال أدب المقاومة بالعديد من الأعمال التي تؤصل لتاريخ النضال الفلسطيني للعديد من الكُتاب من فلسطين وخارجها؛ بدءًا من قصص وروايات غسان كنفاني وأعماله الأدبية؛ مرورًا بـإلياس خوري، وحتى أعمال إبراهيم نصرالله الذي ولد من أبوين فلسطينيين.
غسان كنفاني من أرض البرتقال الحزين إلي رجال في الشمس
أرض البرتقال الحزين هي مجموعة قصصية للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني صدرت أولى طبعاتها عام 1962 وقد حاول فيها تصوير الشخصية الفلسطينية أمام قدرها سواء في الداخل الفلسطيني مثل قصص: ورقة من الرملة، ورقة من غزة، السلاح المحرم، الأفق وراء البوابة.
وترسم أرض البرتقال الحزين في قصصها المختلفة الأوجه المتعددة لمأساة الفلسطيني، كأنها تريد من القصة أن تكون مرآة الواقع والذاكرة، ومن اللغة أن تكون مجموعة من الانحناءات المتعددة أمام الألم الإنساني الذي يتجسد في هذه المرآة.
وتعد أرض البرتقال الحزين محاولة كنفاني الثانية لتأسيس رؤيته الإبداعية للأفق الفلسطيني الذي يسعى إلى رسمه بكلماته، والأفق يأتي ممتزجًا بالذاكرة، كأن الفلسطيني لا يستطيع أن يتحرّر من ذاكرته في لحظات الذهول أمام المأساة، أو كأن هذه الذاكرة ستكون البوابة التي سيعبر منها إلى حيث يكتشف الطريق الوحيد الممكن إلى ذاته.
وتعد رواية رجال في الشمس الأولى للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، حيث صدرت عام 1963 في بيروت.
الرواية تصف تأثيرات النكبة سنة 1948 على الشعب الفلسطيني من خلال أربعة نماذج من أجيال مختلفة، وهي تقدم الفلسطيني في صيغة اللاجئ وهي الصيغة التي يطورها غسان كنفاني في روايتيه التاليتين "ما تبقى لكم"، حيث يقدم الفلسطيني/ الفدائي، و"عائد إلى حيفا" حيث يقدم الفلسطيني/ الثائر، متمشيًا بذلك مع تطور القضية الفلسطينية ذاتها.
إلياس خوري.. و"باب الشمس"
باب الشمس هي رواية للكاتب اللبناني إلياس خوري، وقع اختيارها كواحدة من ضمن أفضل مائة رواية عربية.
في "باب الشمس" يمضي إلياس خوري بسرد مسيرة المطر والموت والوحل، تهجير ومخيمات وأناس يحلمون بالحياة... يحلمون بالوطن ولكن نهيلة تقول لن يكون هناك وطن قبل أن نموت جميعًا... والآن ماتت نهيلة ومات ذاك المريض وماتت شمس، شخصيات ثلاث تطوق بأبعادها الإنسانية الفلسفية أحداق الأحداث، تلفها بصمت بليغ، لم يترجم معانيه سوى دموع المآقي والمطر.
إبراهيم نصرالله.. و"زمن الخيول البيضاء"
تتزامن رواية "زمن الخيول البيضاء" للأديب إبراهيم نصرالله مع الذكرى الستين لاحتلال فلسطين، تصدر (زمن الخيول البيضاء) رواية ملحمية استثنائية يتوج بها الشاعر والروائي إبراهيم نصرالله مشروعه الروائي الكبير (الملهاة الفلسطينية) الذي بدأ العمل عليه منذ عام 1985، والذي صدرت منه ست روايات لكل رواية أجواؤها الخاصة بها وشخوصها وبناؤها الفني واستقلالها عن الروايات الأخرى.
يتأمل نصرالله في هذا المشروع 125 عامًا من تاريخ الشعب الفلسطيني برؤية نقدية عميقة ومستويات فنية راقية، انطلاقًا من تلك الحقيقة الراسخة التي عمل عليها دائمًا، والتي تقول بأن إيماننا بالقضايا الكبيرة يحتم علينا إيجاد مستويات فنية عالية للتعبير عنه.